بدأ آلاف الزوار الإيرانيين يتدفقون باتجاه المراقد الدينية الشيعية في مدينتي النجف وكربلاء، جنوبي العراق، لـ"أداء وقفة عرفات"، بعد أن منعت السلطات الإيرانية مواطنيها من أداء فريضة الحج للعام الجاري في مكة المكرمة.
وشددت السلطات العراقية من إجراءاتها الأمنية في المنافذ الحدودية البرية مع إيران؛ لمنع تكرار أحداث العام الماضي، عندما اقتحم نحو نصف مليون زائر إيراني بالقوة منفذ زرباطية الحدودي مع العراق، ودخلوا البلاد دون تأشيرات رسمية.
كما فرضت قوات الجيش العراقي والشرطة إجراءات أمنية مشددة في منفذ "الشيب" الحدودي بين محافظة ميسان جنوبي العراق وإيران.
وقال الضابط برتبة نقيب حسن عواد، المتحدث باسم قيادة شرطة واسط لوكالة الأناضول: إن "الأجهزة الأمنية المتمثلة بقيادة شرطة المحافظة، اتخذت إجراءات أمنية لتأمين وتنظيم عبور الزائرين الإيرانيين من محافظة واسط باتجاه النجف وكربلاء".
وأضاف: "دخول الزائرين الإيرانيين يتم الآن عبر حافلات نقل، تتولى قيادة الشرطة مرافقة تلك الحافلات حتى الحدود الإدارية لمحافظة بابل (جنوب)".
واستبعد المتحدث الأمني تكرار ما حدث العام الماضي؛ باقتحام الزوار الإيرانيين المنفذ الحدودي، قائلاً: "العام الماضي كان دخول الزائرين المنفذ الحدودي سيراً على الأقدام مع ضعف الإجراءات الإدارية والتنظيمية".
واتهمت وزارة الداخلية العراقية، العام الماضي، السلطات الإيرانية بالسماح لعشرات الآلاف من الزوار الشيعة باقتحام معبر حدودي، ودخول البلاد دون تأشيرات، وفقاً لبيان أصدرته وقتها.
وتوقع مسؤولون أمنيون وخدميون عراقيون، دخول نحو مليونين ونصف مليون زائر إيراني، قاصدين المراقد الدينية الشيعية في النجف وكربلاء، لتأدية وقفة (عرفة)، على حد قولهم.
وفي نهاية مايو/أيار الماضي، أعلنت مؤسسة الحج والزيارة الإيرانية، أن "الحجاج الإيرانيين سيحرمون من أداء هذه الفریضة الدینیة للعام الجاري؛ بسبب مواصلة الحكومة السعودیة وضع العراقيل بما یحملها المسؤولیة في هذا الجانب"، بحسب بيان أصدرته آنذاك.
بدورها حمّلت الرياض، طهران، مسؤولية منع مواطنيها (الإيرانيين) من أداء شعائر الحج هذا العام، وقالت وزارة الحج والعمرة السعودية، إن وفد منظمة الحج والزيارة الإيرانية، غادر البلاد دون التوقيع على محضر إنهاء ترتيبات حج الإيرانيين لهذا العام، مؤكدة "رفض المملكة القاطع لتسييس شعيرة الحج أو المتاجرة بالدين".
وتشهد العلاقات بين السعودية وإيران أزمة حادة، عقب إعلان الرياض في 3 يناير/كانون الثاني الماضي، قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الأخيرة، على خلفية الاعتداءات التي تعرضت لها سفارة المملكة، في طهران، وقنصليتها في مدينة مشهد، شمالي إيران، وإضرام النار فيهما؛ احتجاجاً على إعدام السعودي نمر باقر النمر (شيعي)، مع 46 مداناً بالانتماء لـ"التنظيمات الإرهابية".