أظهرت نتائج التحركات والخطوات الأخيرة للتحالف الانقلابي من جماعة الحوثي والمخلوع علي صالح، مدى عقم هذه التحركات والخطوات السياسية على المستويين الإقليمي والدولي، في ظل تعمد إضاعة فرص السلام بلغة الحوار السلمي بعيداً عن منطق الحرب والاستقواء بالسلاح.
وبالتوازي تضاعفت لدى قادة وأنصار الانقلاب على الشرعية، درجات الشعور القصوى بالخطر المحدق بهم وبمشروعهم الطائفي، المدعوم إيرانياً، والذي باتت تفاصيله مكشوفة وبشكل فاضح للعيان، نتيجة للمكاسب الميدانية التي حققتها قوات الشرعية ممثلة بالجيش الوطني والمقاومة الشعبية وبدعم من التحالف العربي، على حساب الميليشيات الانقلابية من خلال فتح العديد من جبهات القتال في الجوف، وحرض وميدي بحجة، ونهم شرق صنعاء، وتعز، والبيضاء، ومريس بالضالع، وأخيراً في مديرية صرواح الاستراتيجية التي تربط صنعاء والجوف ومأرب وشبوة.
ترددت راهناً معلومات عن خلافات تدور خلف الكواليس أحدثت شرخاً بين أوساط الانقلابيين، وسط تكتم شديد حرصاً على عدم انكشافها للعلن، كما لم تقو الميليشيات الانقلابية على المواجهة والصمود وتعويض هزائمها إلا إعلامياً، بينما في الواقع ظلت تتكبد الخسارة تلو الأخرى وتفقد الموقع تلو الآخر، غير آبهة بارتكاب الجرائم والانتهاكات مستخدمة آلة الموت ضد العباد والبلاد، حتى وجدت الميليشيات نفسها أخيراً منهكة وسط حالة تقهقر إجبارية واستنزاف قواتها وقدراتها داخلياً.
المتتبع بدقة لتفاصيل المشهد اليمني، سيُدرك بما لا يدع مجالاً للشك بأن الانقلاب يعيش المرحلة ما قبل الأخيرة، إن لم تكن الأخيرة، وذلك من خلال قراءة الواقع منذ إشعال الانقلابيين «الحوثي وصالح» الحرب، وتدخل قوات التحالف العربي بقيادة السعودية ودولة الإمارات قبل عام ونصف العام وحتى الوقت الراهن، سيلاحظ كيف كانت نشوة قادة وأنصار الانقلاب وهم يستعرضون بإفراط وغرور يمكن وصفه ب«المثير للقرف» مدى قدرتهم ونجاحهم في التمدد خلال فترة زمنية محدودة في أجزاء كبيرة وابتلاع البلاد كاملة، دون وضع أدنى اعتبار والمبالاة بالكم الهائل من جرائم الحرب التي نسجتها الميليشيات الانقلابية بدماء الشهداء من المقاتلين والمدنيين والاختطافات والإخفاء القسري.