اكتشف علماء الفلك خلال العام الماضي المجرة "الشبح" المتكونة بشكل كامل تقريبا من المادة المظلمة فأطلقوا عليها اسم Dragonfly 44 وهي تقع على بعد 330 مليون سنة ضوئية.
وكشفت دراسة حديثة أن هذه المجرة الضخمة مساوية تقريبا لمجرتنا "درب التبانة" في الكتلة، ويتكون 1% فقط منها من نجوم وغبار وغاز وغيره، بينما الـ99% المتبقية عبارة عن تشكلات من المادة المظلمة.
هذا في حين أن مجرة درب التبانة تضم نجوما أكثر بـ مئة مرة من مجرة Dragonfly 44، هذا وقد قدم علماء الفلك هذا الاكتشاف من مرصد كيك في هاواي، بعد دراسة حركة النجوم في المجرة.
وقال البروفيسور بيتر فان، العضو في فريق البحث من جامعة ييل في ولاية كونيتيكت Connecticut:"توجد ضمن مجرة Dragonfly 44 نجوم تتحرك بسرعات كبيرة، لذا ثمة تفاوت كبير فيما بينها".
ويعتقد العلماء الذين نشروا نتائج دراستهم في المجلة الدورية للفيزياء الفلكية أن من المحتمل اكتشاف غيرها من المجرات المظلمة "الشبح".
وبهذا الصدد، قال المؤلف المشارك من جامعة تورنتو في كندا، روبرتو ابراهيم :"ليس لدينا فكرة عن كيفية تشكل مثل هذه المجرات. وتشير البيانات إلى أن نسبة كبيرة من النجوم توجد ضمن سُدُمٍ أو تجمعات صغيرة الحجم في المجرة، ولكن لم نتأكد من الأمر بعد كليا".
وتعتبر المادة المظلمة واحدة من الأسرار الكونية التي لم تحل بعد، وهي لا تعكس الضوء لذا لا يمكن الكشف عن مضمونها مباشرة بأي وسيلة معروفة في العلم. وبالرغم من وجود عدد من النظريات حول الموضوع، ما تزال الطبيعة الحقيقية للمادة المظلمة مجهولة لحد الآن.
وما يحير العلماء أن 68% من الكون تشكل مما يسمى "الطاقة المظلمة"، وهو نوع من القوة المضادة للجاذبية وجدت لصد المجرات بعيدا بعضها عن بعض بمعدل متسارع، وهذا الأمر له تداعيات كبيرة على دراسة المادة المظلمة.