عانت تهامة كما عانى الوطن بأكمله من الانقلاب المشؤوم الذي قامت به جماعة الحوثي .
إنقلاب أفسد جميع مناحي الحياة وعطل شؤون المواطنين الحياتية ..وأهلك الحرث والنسل وجلب ويلات الحروب و عطل معايش الناس ومصالحهم .
وقد لاقت المدريات التهامية الحدودية النصيب الأكبر من هذه المعاناة حيث تعرضت للدمار ولاقى ابنائها الموت والنزوح والتشريد جراء استمرار المواجهات الدائرة على الحدود بعد أن حولت المليشيات الانقلابية تلك المدن والقرى والتجمعات السكنية والاراضي الزراعية إلى ميدان للإعداد والتدريب و ساحة حرب ومنطلق لعملياتها العسكرية ضد دول الجوار.
مديريات "حرض" و "ميدي" وبكيل" و"حيران" بوابة اليمن وواجهتة الشمالية التي كانت تنبض بالحياة وتعج بالحركة أصبحت أثراً بعد عين وحطاما كأن لم تغن بالأمس .إذ بدت خالية من كل شي عدا الأشباح وبعض تجمعات المليشات الانقلابية التي مازلت تعبث على الركام وترقص على الأشلاء.
دمرت كل المباني والمرافق والأسواق وغيبت قرى بأكملها وسقط العديد من المدنيين جراء الغارات والمواجهات فوجدت الاف الأسر من سكان هذه المناطق نفسها في العراء نزوحا وتشريدا فآوى البعض منهم إلى المديريات المجاوره والتي تليها ، ولازالوا إلى الآن يعانون من النزوح ويفتقدون الإيواء ويفتقرون للغذاء والرعاية الصحية بالإضافة إلى ضيق العيش والبطالة وشحة مصادر الدخل لديهم في ظل سيطرة لمليشيات الانقلابية على مناطقهم ومصادر الدخل لديهم ونهبها لمقدرات البلد.
وكذا استحواذهم على المساعدات الإنسانية التي تقدمها بعض المنظمات الإنسانية وبيعها لصالح حربها العبثية تحت مسمى المجهود الحربي .
تلي تلك المدريات مديريات "عبس" و "مستباء" و " أسلم" و " خيران " و"كعيدنه" هذه المديريات طالها القصف والدمار لكن بوتيرة أقل من سابقتها ولاتزال حتى اللحظة تتشبث بما بقي من الحياة وسبل العيش رغم صعوبة الوضع وزيادة الأعباء خاصة مع احتضان هذه المديريات آلاف الأسر النازحة من المدريات السابقه في الوقت الذي تفتقد هذي المديريات لأبسط مقومات البنية البنية التحتية وانعدام شبه كلي للخدمات الحيوية .
هذه المناطق والمديريات بطبيعتها لا تقبل الفكر الحوثي ولا ممارساته القمعية وليست منقادة ومسلمة لسلطته الانقلابية ، حيث يقاتل الكثير من أبناءها تحت قيادة الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في المنطقة العسكرية الخامسة على بعد كيلو مترات من مناطقهم ومنهم من أستشهد ومنهم من جرح ومنهم من لايزال مرابطا في الجبهات وعلى الثغور.
ولعل ذلك سببا من أسباب عدة جعل ميليشيا الحوثي والمخلوع يصبون جام حقدهم وعظيم بطشهم على هذه المناطق سلباً ونهبا وبطشا ومداهمة للبيوت ومحاصرة لها ووصل الحد بها لى إطلاق الرصاص المباشر على المواطنين العزل مما أدى الى سقوط عدد من الضحايا الأبرياء .
كما تقوم من وقت لآخر بحملات اعتقالات لكل مخالف لهم حتى حتى غدت سجونهم ومعتقلاتهم مليئة بالاحرار والشرفاء من أبناء هذه المناطق.
وفي ظل هذا القبضة الأمنية الشرسة أصبحت هذه المناطق مرتعاً لهذه المليشيات ومصدرا ايراديا لها عن طريق الجبايات والأتاوات التي يفرضونها على أبناء هذه المناطق تحت مسمى المجهود الحربي ، وعن طريق المكاتب التنفيذية الايرادية الواقعة تحت سيطرتهم ، وعن طريق بيع المشتقات النفطية والمواد الغذائية التي يحتكرونها في السوق السوداء بأسعار باهظة.
كما أصبحت هذه المناطق ممرا آمنا للتعزيزات العسكرية وإدخال السلاح والتموين الذي يرفدون به الجبهة الحدودية لديهم بشكل يومي .
كما استغلت المليشيات هذه المناطق لتخزين السلاح وأنشأت فيها العديد من معسكرات التدريب وأستقطبت لتلك المعسكرات العديد من الشباب من مختلف محافظات الإقليم.
يقول مواطنون من ابناء هذه المناطق ان سببا من اسباب ازدياد معاناهم هو أن يكون الجيش الوطني وقوات الشرعية على بعد بضع كيلو مترات منهم الأمر الذي ضاعف من وجع ابنائهم المنضمين للجيش الوطني تحت قيادة المنطقة العسكرية الخامسة في تخوم حرض وميدي وهم قابضين على الزناد وقلوبهم تحترق كمدا لما يعانيه اهاليهم من أنواع البطش والتنكيل من قبل المليشيات بسبب مواقفهم ، منتظرين الأذن من قبل قيادتهم العسكرية والضوء الأخضر من قيادة التحالف ليطردوا هذه المليشيات من أرضهم ويرفعوا هذا الأذى عن أهاليهم ومناطقهم.
ويتسائل سكان هذه المناطق لماذا رغم كل المعاناة السابقة وكل التضحيات المقدمة وإضافة إلى أهمية المنطقه التي تقع فيها هذه المديريات حيث تعتبر هي البوابه المطلة على دول الجوار وتقع على مساحة واسعة من الشريط الساحلي حيث يكسبها هذا الموقع ثقل في خارطة التحرير إلا أنها لازالت ترزح تحت قبضة الانقلابيين ولازالت القيادة العسكرية للجيش الوطني والتحالف العربي تتجاهل أهمية ومعاناة هذه المناطق.أو بالأحرى تسير ببطء في خطتها للسيطرة عليها واستعادتها من قبضة تلك الميليشيات .
ويناشد أبناء هذه المناطق القيادة العسكرية للجيش الوطني وقيادة التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية القيام بواجبهم الديني في نصرة المظلوم ورفع الأذى عنه ورد المعتدي والاضطلاع بدورهم التاريخي في إنقاذ الأمة وقطع ذراع إيران التي باتت تعبث في المنطقة وتتطاول على مقدرات ومقدسات الشعب وتهدد الأمن العربي والاقليمي و سرعة إنهاء معاناة أبناء هذه المناطق ووضع حد لها وإتخاذ القرار السياسي والعسكري القاضي بتحرر كافة أقليم تهامة وسرعة تنفيذه والتعجيل بتوفير مساحة آمنة داخل الإقليم يلوذ اليها أنصار الشرعية من السكان فرار من بطش المليشيات.