أكد مصدر عسكري وسياسي قريب من حزب المؤتمر الشعبي العام وجود تصعيد كبير في الخلافات بين المخلوع علي عبدالله صالح وحلفائه في جماعة الحوثيين الانقلابية، وصلت حد توجيه صالح لعناصر الحرس الجمهوري الموالين له بعدم تنفيذ أي تعليمات عسكرية تصدرها لهم جماعة الحوثيين، وتوقع المصدر تزايد حدة الخلف بين الجانبين خلال الفترة المقبلة ليصل مرحلة المواجهة العسكرية المفتوحة. مشيرا إلى أن استمرار التحالف بين حزب المؤتمر وجماعة الحوثيين بات سببا لخلافات متزايدة داخل كوادر الحزب وقياداته، حيث ينادي الكثيرون علنا بفض ذلك التحالف، مشيرين إلى أن الحزب فقد الكثير من شعبيته وأصبح مستقبله مهددا، بسبب انصراف قسم كثير من أعضائه، نتيجة للتجاوزات المتعددة التي يرتكبها الحوثيون.
معركة تغيير الولاءات
أضاف المصدر – الذي رفض الكشف عن هويته – أن صالح اتهم الحوثيين بمحاولة استمالة بعض العناصر الموالية له داخل الحرس، والسعي لإحداث شروخ داخل المؤسسة العسكرية، عبر دعوتهم إلى اجتماع غير معلن في صنعاء الأسبوع الماضي، لمناقشة التطورات العسكرية المرتقبة، وهو ما عدَّه المخلوع تجاوزا له، حيث يصر على أن تصدر التعليمات لعناصر الحرس الجمهوري عن طريقه هو وحده، وألا يبادر الحوثيون إلى الاتصال مباشرة بضباط اللواء، لضمان بقاء ولاء الضباط له وعدم إحداث خلافات بين القيادة، إلا أن الجماعة الانقلابية دأبت على عدم الاكتراث بذلك وأصرت على إصدار التعليمات العسكرية لكافة المقاتلين المنضمين للتمرد، وتشددت في ضرورة تنفيذ التعليمات التي تصدرها، وجعلت ذلك شرطا لاستلام الرواتب والمخصصات، حيث تمتنع عن تسديد مستحقات كل من يمتنع عن تنفيذ ما يصدر إليه من توجيهات.
استمرار مكائد المخلوع
أشار المصدر إلى أن السبب في تفاقم الخلاف خلال الفترة الأخيرة يعود إلى اتهام الحوثيين للمخلوع وراء بالوقوف وراء تسريب تسجيلات لمكالمات هاتفية بين قيادات سياسية بارزة، وأخرى ميدانية تابعة للجماعة تخللت جريمة اغتيال قائد اللواء 310 مدرع، العميد حميد القشيبي، وهو الاتهام الذي نفاه صالح. وأضاف المصدر أن الخلافات بين الجانبين والتي تفاقمت خلال الفترة الماضية بدأت تتجه نحو المفاصلة والمواجهة المباشرة، مشيرا إلى أن اشتباكات عنيفة وقعت بين أتباع كلا الفريقين في محافظة ذمار الأسبوع الماضي، بسبب خلاف حول رفع شعار حزب المؤتمر الشعبي خلال أحد الاحتفالات وهو ما رفضه عناصر الجماعة الحوثية الذين قاموا بإزالة الشعار بالقوة وتمزيقه. مما دفع عناصر الحرس إلى الرد عبر منع قيادات حوثية من دخول ثكنات عسكرية مشتركة، مما كاد أن يتطور إلى مواجهة مسلحة، لولا تدخل بعض القيادات التي تمكنت من احتواء الموقف.