الرئيسية > اخبار وتقارير > دعم التحالف العربي حقق إنجازات كبيرة في عام واحد

دعم التحالف العربي حقق إنجازات كبيرة في عام واحد

دعم التحالف العربي حقق إنجازات كبيرة في عام واحد

مازال اليمنيون يتذكرون العشر الأخيرة من رمضان العام الماضي، بكل فخر وإعجاب، بعد أن بدأت ملامح النصر ترتسم من العاصمة المؤقتة عدن، وتتحرر مدنها تباعاً من عناصر مليشيات الحوثي وصالح، بما فيها أهم المصالح السيادية مثل المطار والميناء.

حيث أحكم عناصر المقاومة مدعومين بوحدات إسناد من قوات التحالف العربي، السيطرة على مطار عدن الدولي في يوم 27 رمضان من العام الماضي، ليعلن وبشكل رسمي عن تحرير مطار عدن الدولي ومدينة خور مكسر، وتطهيرها من عناصر مليشيات الحوثي وصالح.

وجاءت هذه الانتصارات بعد جهود بذلت من قبل دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، ولعبت دولة الإمارات دوراً بارزاً في دعم ومساندة ومشاركة عناصر المقاومة في العمليات القتالية، سواء من خلال التدريب أو الدعم بالسلاح النوعي، حيث زودت عناصر المقاومة بأكثر من 130 مدرعة، ودربت المئات منهم ليكون لكل ذلك أثر كبير في حسم معارك تحرير عدن والمحافظات المجاورة.

وعن دور القوات الإماراتية في معارك تحرير عدن يقول المحلل السياسي العميد ثابت صالح لـ«البيان»، إن القوات الإماراتية أظهرت قدرات ومهارات قتالية وإدارية وفنية عالية في إدارة وخوض الحرب والمعارك والأزمات، وقدمت لأبناء عدن كل أشكال الدعم العسكري والمادي والمعنوي وضحت بأنبل وأشجع أبنائها الذي رووا بدمائهم العربية الأصيلة شجرة حرية أبناء الجنوب واليمن بشكل عام.

وأضاف أن الدور الإماراتي لم يقتصر على تحرير عدن، ولكن كان دورها جاداً وحاسماً أيضاً في مكافحة الإرهاب والفوضى وفي عمليات الإنقاذ وغيرها من العمليات الإنسانية ضاربين مثلاً أعلى في التعامل مع القانون الدولي الإنساني في الحرب.

دور بارز

وفي السياق قال مدير شرطة عدن اللواء شلال علي شائع لـ«البيان»، إن الإمارات كان لها الدور الكبير والأبرز في كسر التمدد الإيراني على بوابة عدن، حيث قدمت الدعم العسكري للمقاومة الشعبية الجنوبية في عدن وقلبت موازين المعركة العسكرية على الأرض، وكذا دعمها السخي في الجانب الإنساني وإغاثة أهالي عدن عبر الهلال الأحمر الإماراتي.

وأضاف: لن ننسى تلك المواقف العظيمة للتحالف العربي في هذه الحرب، وهذا الموقف ليس بغريب على الأشقاء الذي تربطنا بهم روابط الدين والدم والمصير الواحد.

وقال شايع: «عندما طلبنا التحالف العربي الدعم العسكري بالسلاح الثقيل بعدما رأينا معطيات المعارك على الأرض تستدعي توفير سلاح ثقيل أمام الكم الهائل الذي يمتلكه العدو المدعوم من إيران مقارنة بسلاحنا، حيث كان تسليحنا يعتمد على أسلحة خفيفة فردية ونفتقر إلى وجود سلاح ثقيل ومضاد لسلاح العدو المدرع، لبت الإمارات النداء، وباشرت بدعم الجبهات وتوفير المدرعات التي حسمت سير المعارك العسكرية على الأرض لصالحنا في المقاومة وحررنا عدن ولحج وقاعدة العند في وقت قياسي.

وأضاف المسؤول الأمني اليمني: «لعبت دولة الإمارات الشقيقة دوراً استراتيجياً كبيراً في دعمها ووقوفها إلى جانب المقاومة، وضحت بعدد من الشهداء من جنودها الأشاوس في الجنوب، وحققت المقاومة بفضل ذلك الدعم السخي والتضحيات إنجاز عظيم في تحرير عدن وما حولها من ميليشيات الحوثي صالح بأقل من أسبوع حينما انطلقت معركة التحرير من جبهة رأس عمران غرب عدن صبيحة 27 رمضان الفائت».

وأكد شايع أن الإمارات واصلت دعمها لتأهيل وصيانة مراكز أقسام الشرطة بمديريات العاصمة عدن وقطع العمل الأمني شوطاً كبيراً في إعادة البنية التحتية للمؤسسات الأمنية وتأهيل الكادر الأمني وتفعيل الإدارات الخدمية الأمنية وفي مقدمتها إدارة الهجرة والجوازات والهوية وتفعيل أقسام الشرط والمرور والبحث الجنائي والتحريات وخفر السواحل والوحدات الخاصة».

احتفالات

احتفل أبناء العاصمة المؤقتة عدن بالذكرى الأولى لتحرير عاصمتهم، وتطهيرها من مليشيات الحوثي وصالح، والذي يصادف 27 رمضان. ونظمت بهذه المناسبة عدداً من الفعاليات، أبرزها تنظيم إفطار جماعي في الشارع الرئيسي بمدينة المعلا بحضور قائد المنطقة الرابعة اللواء أحمد سيف اليافعي، ومحافظ عدن اللواء عيدروس الزبيدي، وعقب الإفطار، أقيمت عروض ألعاب نارية في عدد من مديريات عدن، إضافة إلى معارض صور تجسد معارك تحرير العاصمة عدن.

وخلال الاحتفالات رفع المشاركون صورة عملاقة تضم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، عرفاناً بجهود الدولة في اليمن لإعانتها على التخلص من عناصر الحوثيين وصالح.

إنجازات

والانتصارات التي تحققت في العاصمة المؤقتة عدن والمحافظات المجاورة، كانت أهم إنجازات الشرعية وقوات التحالف التي تحققت خلال مرحلتي «عاصفة الحزم» و«إعادة الأمل».

في العاصمة المؤقتة عدن، كان هناك عدد من الملفات المعقدة والصعبة التي تحتاج إلى حلول سريعة بعد التحرير، وبذلت قوات التحالف منذُ الساعات الأولى للتحرير جهوداً كبيرة ومضاعفة لتطبيع الحياة، وإعادة بناء الجهاز الأمني، حيث تولت دولة الإمارات ملف دعم القطاعات الخدمية والأمنية وتمكنت خلال وقت قصير من إعادة الخدمات الأساسية للسكان في عدن، من كهرباء وماء وخدمات صحية، إضافة إلى تدريب عناصر المقاومة ودمجهم في أجهزة الأمن، وهو ما أسهم في استقرار امني كبير تعيشه العاصمة عدن بعد أن شهدت انفلاتاً أمنياً كبيراً عقب الحرب، حيث تم تطهير عدد من المحافظات الجنوبية من عناصر تنظيم القاعدة وداعش، في إنجاز جديد يحسب للشرعية وقوات التحالف. هذه الإنجازات في مجملها كانت محل إشادة من قبل المبعوث الدولي، حيث أشاد بما تحقق من إنجاز أمني فيما يخص مكافحة الإرهاب خلال إحاطته الأخيرة إلى مجلس الأمن.

الخطة الأمنية

استمرت دولة الإمارات بإشرافها المباشر على الخطة الأمنية بمرحلتيها الأولى والثانية التي نفذتها أجهزة أمن عدن في إطار تثبيت الأمن والاستقرار ومحاربة الإرهاب بمصادقة من الرئيس عبدربه منصور هادي والسلطة المحلية، والتي تمكنت قوات الأمن من خلالها من إحكام السيطرة الأمنية على الوضع الأمني في عدن وضبط العديد من العناصر الإرهابية والقضاء على تلك الجماعات الإرهابية المدعومة من المخلوع صالح وحليفه الحوثي وأطراف أخرى.

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)