إن لكل فصل مناخه الخاص في ظل فصلين مناخيين حار صيفاً ومعتدل بقية ثلاثة فصول أخرى تتميز بهما مدينة عدن الساحلية _العاصمة المؤقتة للبلاد_ والتي يعيش فيها فصل الصيف ذروته في ظل ارتفاع جنوني بنسبة درجة الحرارة والتي وصلت إلى 40 درجة مئوية أودت بحياة العشرات مؤخراً.
وبين الارتفاع المخيف لدرجة الحرارة والانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي الذي تشهده مدينة عدن طيلة الأشهر القليلة الماضية؛ تتعطش الأسر العدنية للماء البارد والذي غاب بغياب الكهرباء في ظل الطلب المتزايد على المشروبات والمأكولات الباردة في ظل صيف حارق هذه المرة؛ إلا أن بغياب الكهرباء أو انقطاعها المتزايد في أحسن الأحوال جعلت من تجارة الثلج التجارة الرائجة في المدينة والتي يقبل عليها الكثيرون بمختلف مديريات محافظة عدن الثمان وخاصة هذه الأيام.
الثلج تجارة الصيف
بسام أبو محمود أحد ملاك محلات بيع الثلج بالمدينة عدن القديمة يعيد عملية الإقبال المتزايد لشراء الثلج إلى شهور فصل الصيف (3 ؛ 4 ؛ 5 ؛ 6 ؛ 7 ؛ 8 ؛ 9)والتي يزداد معها نسبة البيع بشكل كبير لسببين أثنين: الأول يُقبل الناس على شراء الثلج من نقاط البيع المنتشرة بسبب انطفاء الكهرباء والثاني بسبب ارتفاع درجة الحرارة المصاحبة لمناخ الصيف الحار.
ويضيف أبو محمود صاحب محل "ثلوج عدن للثلج" بمدينة كريتر لـ"مندب برس": "إن عملية بيع الثلج من عمليات التجارة الرابحة ويُعد فصل الصيف هو الموسم المناسب لبيع الثلج والتي تكاد أن تختفي بقية المواسم الأخرى كونها محصورة بفصل واحد لكن أشهر الصيف تجعل مدة البيع لقرابة سبعة أشهر متواصلة كون فصل الصيف هنا يزيد أشهره عن نصف العام خلافاً للمحافظات الأخرى".
ومن خلال عملية نقل كميات كبيرة من الثلوج من مصنع الثلج الكائن بمديرية تبن لحج _شمال عدن_ يستمر أبو محمود بتزويد مختلف محلات بيع الثلج بمختلف مديريات عدن الثمان مثله مثل العشرات أمثاله والذين يعملون في هذه المهنة منذ سنوات.
يؤكد أبو محمود في سياق حديثه لـ"مندب برس": "أن معدل نقاط بيع الثلج في المديرية الواحدة تقدر بعدد ثمان إلى عشر نقاط بيع _محلات كبيرة تبيع الثلج للمواطنين وتعرف هذه المحلات بمحلات ثلج فقط إضافة إلى ذلك _محلات صغيرة وبقالات وثلاجات متنقلة عادة ما تتواجد في الجولات وأماكن تواجد الناس".
ارتفاع جنوني لسعر "الثلج"
ويردف أبو محمود بقوله: "تتزاحم الناس أمام المحلات بشكل كبير من أجل الحصول على كمية من الثلج ولا يهمهم السعر كون الحاجة تقتضي الحصول على الثلج بأي سعر والزيادة الأخيرة بسعر الوقود جعلت من سعر الثلج باهظاً مقارنة بسعره السابق؛ إلا أنه مازال يحتفظ بنسبة البيع الكبيرة لزيادة الطلب".
انعدام الوقود أثر سلباً على سعر الثلج من خلال عملية البيع بزيادة قدرها 200% وذلك حسب محمد زكي أحد تجار الثلج بمدينة الشيخ عثمان الذي تحدث بدوره عن مشكلة الديزل والبترول والتي استفحلت هذه الأيام.
ويضيف زكي لـ"مندب برس": "أن سعر اللادي كان يشتريه من المصنع بسعر 1200 ريال يمني قبل الأزمة إلا أنه أضحى سعره حالياً 2800 ريال يمني وذلك بسبب انعدام الوقود والذي يعتمد عليه مصنع الثلج في لحج إضافة إلى أجرة نقل الثلج من المصنع إلى نقاط البيع بمختلف أنحى المدينة".
فيما يقول مواطنون بأن سعر الثلج وصل إلى أسعار مخيفة، وأن سعر قطعة الثلج بطول 50 سم بعرض 20 سم بلغ سعرها أكثر من 500 ريال يمني وأن هذه القطعة سعرها الحقيقي في الأيام العادية 100 ريال فقط.
تجارة "الثلج" زيادة العرض وزيادة في الطلب
تتزاحم شاحنات نقل الثلج من مصنع الثلج بمحافظة لحج تجاه عدن ولحج أيضاً من خلال الديمومة في تزويد محلات بيع الثلج بمختلف المديريات لما له من طلب وإقبال متزايد من خلال العرض والطلب _أي_ أن ما قدره أكثر من 100 نقطة بيع مخصصة لبيع الثلج للمواطنين بثمان مديريات إضافة إلى نفس العدد لنقاط بيع صغيرة وعدد من البقالات والمحلات التي تبيع الثلج بأكياس نيلون والمصنع بمصنع المنصورة للثلج.
بدوره قال أبو بكر عمر عبيد صاحب ثلاجات التبريد بمدينة المنصورة _وسط عدن_ أن ثلاجته عمدت إلى تثليج كميات كبيرة من المياه الصحية وبيعها تلبية لطلب حاجات الناس في هذا الصيف من خلال ثلج عبر أكياس.
وتابع عبيد بقوله: " إن نسبة المبيعات ازدادت بشكل كبير جداً وخاصة في هذا الشهر بنسبة 500% أي أن نسبة المبيعات بهذا الشهر _يونيو_ نبيع ما نسبته (5000) كيس ثلج مقارنة بشهري مارس وإبريل الماضيين واللذين كانا نسبة البيع بهما لا تتجاوز الـ (500) كيس؛ إلا أن أزمة الديزل تشكل ضرراً على عملية الإنتاج مما يقلل عملية الإنتاج أحياناً بسبب انعدام الوقود ".
شراء "الثلج" أصبح دِين كل مواطن
أصبحت عملية شراء الثلج من الضروريات التي تحتاجها الأسرة العدنية وخاصة في ذروة الصيف؛ ومع حلول فصل شهر رمضان المبارك أضافت عملية شراء الثلج نوعاً أخراً من خلال طقوس عملية الإفطار والتي تتزين معها المائدة بأصناف الشراب.
الصحفي العدني لطفي باخوار يعيد الإقبال الزائد للشراء الثلج إلى الإنطفاءات المتكررة للتيار الكهربائي والذي يصل إلى أربع ساعات متواصلة مما يستحيل على الأسرة تبريد أي من أنواع المشروبات وحتى الماء.
يضيف باخور لـ"مندب برس": "إن ما مقداره ساعة واحدة هي مدة تشغيل التيار الكهربائي فقط وهذه الفترة الزمنية القصيرة غير كافية لتبريد أي شيء تلبية لما تطيب له النفس من شيء بارد وأن المتوسط العام لعملية التبريد من 3 ساعات إلى 4 ساعات".