في سابقة هي الأولى من نوعها، ألقت الأجهزة الأمنية ظهر اليوم الخميس، 26 مايو 2016، بمدينة كريتر بعدن، القبض على قيادي بتنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، وأب للانتحاري الذي سبق ان استهدف منزل مدير أمن عدن اللواء شلال علي شائع.
وقال شهود عيان لـ"مندب برس"، إن سيارتين نوع هيلوكس تابعة لقوات الأمن ألقت القبض على القيادي بتنظيم داعش هاني محمد ثابت، أثناء قيادته سيارته، سوداء اللون، الشبيهة بـ"الباص"، موديل حديث، بشارع المدينة، وقاموا باقتياده مع السيارة.
ويعد هاني محمد ثابت أحد قيادات تنظيم الدولة بمدينة عدن، من خلال تأكيدات حصل عليها "مندب برس" من مصادره الخاصة، حيث عمل الرجل على تربية أولاده على الفكر "الداعشي" والذي ظهر جلياً قُبيل عوته من العاصمة اليمنية صنعاء.
وقالت المصادر أن هاني محمد ثابت أب لخمسة أولاد يقطنون بـ"حافة القاضي" وسط المدينة القديمة بكريتر، "ولدان وثلاث بنات"، سبق لابنه الأول "يوسف" أن فجر نفسه بعملية انتحارية بحراسة منزل مدير أمن عدن اللواء شلال علي شائع قبل أشهر، وهي العملية التي أدت إلى وقوع قتلى وجرحى.
وعقب تنفذ نجله "يوسف" (17 عاماً) للعملية الانتحارية، والتي نشر تنظيم "داهش" تسجيلا مرئيا لها، كان هاني يصف ولده بالشهيد، وينعته بالمجاهد، مما أثار توجس الكثيرين.
وعلم "مندب برس"، أن نجله الآخر، ويدعى "يحيى" للقتال في محافظة لحج، إلى جانب تنظيم الدولة الإسلامية، مع العلم بأن الشقيقين لم يتجاوز عمرهما الـ(18) عاما، حيث ومازالوا يدرسون في المرحلة الثانوية، إلا أن ممارسات غريبة بدت على الشقيقين طرأت قُبيل الحرب بعام واحد من خلال ترددهم للأغاني الجهادية.
سكان محليون أكدوا لـ"مندب برس"، أن "يوسف"، كان ما يزال طالباً بالمرحلة الثانوية، قبل أن ينفذ عملية انتحارية، حيث كان يملك محل تسجيلات صغيرة تقع على مقربة من مسجد العيدروس التاريخي، وكان يتجمهر حوله عدد من الشباب يستمعون للأغاني الجهادية والمحاضرات التي تشدد على الجهاد من خلال شاشة (30) بوصة، لكن الأهالي لم يأبهون لمثل هذه الأعمال ظنا منهم أنه يعمل على توعية المجتمع من خلال المحاضرات الدينية والأناشيد التي كان يرددها من خلال تسجيلاته.
وأكدت المصادر لـ"مندب برس"، أن هاني محمد ثابت، قدم إلى عدن قبل أربع سنوات من صنعاء وأستقر في منزل والده في حافة القاضي هو وأسرته، إلا أنه لم يكن يزاول أي عمل، مما أثار ريبة أهل الحي، بسبب امتلاكه لسيارات فخمة.
ودارت حوله الشكوك، حول طبيعة امتلاكه لمثل تلك السيارات، بالرغم أن جيرانه يعلمون أنه ومنذ عاد إلى منزله، لم يمارس أي مهنة.
"مندب برس"، حاول يتقصى حقيقة الرجل، حيث تبين أنه كان صاحب محل للعسل في العاصمة صنعاء، إلى جانب أنه كان يعمل في بيع وشراء السيارات، حيث كان يرتاد عدن سنوياً، أثناء عيشه في صنعاء وزيارته الموسمية لوالده في عدن.
وسبق لهاني محمد ثابت أن تزوج امرأة عدنية، لكنها سرعان ما انفصلت عنه لأسباب لم نتمكن من اكتشافهاـ بالرغم أنه كان لديه زوجة أخرى، جلبها معه من صنعاء، وهي أم أولاده الخمسة، حيث أوضحت المصادر، أنها هي الأخرى، تعتنق الفكر المتطرف.
هذا وكان الأب وابنيه غالباً ما يرتادون مسجد أبي بكر الصديق بذات الحي الذي يسكنا فيه، الأمر الذي منحهم سمعة طيبة في أوساط سكان الحي.