الرئيسية > اخبار وتقارير > ما مخاطر انفصال جنوب اليمن على التحالف العربي والمنطقة

ما مخاطر انفصال جنوب اليمن على التحالف العربي والمنطقة

ما مخاطر انفصال جنوب اليمن على التحالف العربي والمنطقة

تحل غدا ذكرى مرور 26 عاما على الوحدة اليمنية المعلنة في 22 مايو 1990 في ظل سيناريو الانفصال الأسود الذي يخيم على مستقبل اليمن في ظل محاولات خبيثة لانفصال الجنوب عن الشمال وتمزيق جسده المنهك في ظل انقلاب الحوثي صالح، وسط تحذيرات متنامية من خطورة هذا المخطط على الداخل اليمني باعتباره بداية حرب أهلية جديدة لا تبقي ولا تذر، وإهدار لعاصفة الحزم وعملية إعادة الأمل، الأمر الذي دعا مراقبون لمطالبة الرياض والتحالف العربي في اليمن بمنع مخطط التشطير والتقسيم.

انفصال الجنوب

حذر الكاتب والإعلامي السعودي جمال خاشقجي ‏في تغريدة له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر" من أن "تشجيع الجنوب نحو "إعلان" الانفصال الآن سيلغي كل شرعية للتحالف الذي تقوده المملكة ضد الانقلاب والحوثيين ويؤدي إلى انتصارهم بحكم الواقع" .

من جهته أعلن رئيس المجلس الأعلى للحراك الثوري لتحرير واستقلال جنوب اليمن، صالح يحيى سعيد، السبت 21 مايو موعدا لانفصال جنوب اليمن عن شماله، في ذكرى الانفصال الأول على يد علي سالم البيض في 1994، ويقيم الحراك الثوري في ذكرى انفصال اليمن احتفالية يعلن فيها الانفصال الثاني، وسيصدر وثيقة استقلال جنوب اليمن بحسب تصريحات رئيس المجلس الأعلى للحراك لصحيفة "السياسة" الكويتية.

ستتضمن وثيقة الاستقلال تشكيل مجلس وطني لفترة انتقالية مدتها سنتين ونصف السنة، وحكومة مؤقتة، ثم يلي ذلك إجراء انتخابات جنوبية وتشكيل مجلس رئاسي من ستة أشخاص، يمثل كل واحد منهم محافظة وهي محافظات؛ عدن وأبين ولحج وحضرموت والمهرة وشبوة، وستقوم سلطات الجنوب بعد الانفصال بإجلاء أبناء الشمال القاطنين في عدن ولحج إلى الشمال، "وفق معاملة سليمة ووفق القانون"، بحسب تعبير سعيد.

ويقول سعيد: "الوقت حان لإعلان فك ارتباط الجنوب عن الوحدة على اعتبار أنه تم تحرير معظم أراضي الجنوب، وتم البدء بإنشاء جيش وطني جنوبي، لذلك سنفك ارتباطنا بالوحدة وليس بالشمال؛ لأن الشمال ستكون لنا علاقة طيبة مع أبنائه".

في هذا الإطار ذكر موقع "الأمناء" المقرب من الحراك الجنوبي، أن أبرز المفاجآت التي من المرتقب أن تعلن عنها "أبوظبي" في الأيام المقبلة "الإعلان عن استقلالية البنك المركزي فرع مدينة عدن، بضمان دولي وخليجي"، وهو أمر جرى التوافق عليه مع دول الخليج، إضافة إلى تكفل النظام الإماراتي بجميع المتطلبات الخدمية من كهرباء وصحة وتعليم ومحروقات وماء وبلديات. حسبما أورد الموقع.

وأشار الموقع اليمني، نقلا عن مصادر خاصة، لم يسمها، الأربعاء، أنه من المتوقع تشكيل مجلس قيادي للجنوب لفترة زمنية تصل إلى عامين، والبدء بمرحلة الأعمار بتعويضات مباشرة.

ترحيل قسري متنام

في جنوب اليمن، مؤشرات تهجير قسري متنام تمثلت باعتقال اللجنة الأمنية العليا في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، حتى يوم الخميس 13 مايو الحالي، 1207 مواطنين يمنيين من أبناء المحافظات الشمالية، وقامت بتهجير جماعي لـ841 مواطناً إلى محافظة تعز (158 كيلومتراً شمال مدينة عدن)، في حين ما يزال 388 مواطناً في معتقلات متعددة. ورغم ما تناقلته وسائل الإعلام نقلاً عن مسؤولي عدن لناحية التوقف عن تنفيذ تلك الحملة، فإنّها لا تزال مستمرة وبالوتيرة نفسها، لتصبح ترحيلاً جماعياً عرقياً، بحسب العربي الجديد.

شهادة وفاة التحالف العربي

في إطار رصد تداعيات توجهات الانفصال حذر المحلل السياسي الكويتي الدكتور سامي الرميحي من أنه في حالة تم اعلان انفصال جنوب اليمن عن شماله كما يروج له البعض من القيادات اليمنية الجنوبية، في هذه المرحلة الصعبة، فإن هناك عوامل عدة سوف تفرض نفسها وبقوة على أرض الواقع وهي على النحو التالي، الإنفصال يعني:

انتهاء عمليات التحالف العسكرية الجوية والبرية والبحرية – نتيجة عدم تطبيق قرار مجلس الامن رقم 2216 . وفشل دول التحالف بقيادة السعودية في تنفيذ هذا القرار.
انتهاء الدولة الشرعية بقيادة الرئيس هادي وحكومته وبالتالي انتهاء المشاورات السياسية في الكويت.
الإنفصال سوف يخدم بالدرجة الاولى تحالف صالح والحوثي، والذي بلا شك ان هذا التحالف سيحظى بتأييد شعبي كبير في شمال اليمن وجنوبه وشرقه وغربه.. وقد يليه تأييد دولي.. كون تحالف صالح والحوثي هو الطرف المنتصر والقادر على الحفاظ على الدولة اليمنية الموحدة.

الإنفصال سوف يؤدي الى حالة عدم استقرار وحروب طاحنة هنا وهناك ستشمل كل مناطق اليمن.
الإنفصال بداية انهيار دول التحالف بقيادة السعودية الامر الذي سوف يؤدي الى تغيير الخارطة السياسية لدول مجلس التعاون الخليجي.. وسيطرة إيران على المنطقة سياسيا واقتصاديا وثقافيا وعسكريا.. بل وستكون ايران هي الدولة الاقوى والمهيمنة.
معناه انتهاء مفعول كل قرارات مجلس الأمن المتعلقة بالعقوبات على زعماء الانقلاب، الأمر الذي سوف يتيح لزعماء الانقلاب تصدرهم المشهد السياسي من أوسع ابوابه.
في حالة إعلان الانفصال دول التحالف بقيادة السعودية ستكون مطالبة من قبل الشعب اليمني والعالم وعبر الهيئات والمحاكم الدولية بدفع عن ما تم تدميره خلال فترة الحرب بسبب فشلها الذريع في ادارة هذه الحرب، وبحجة ارتكابها جرائم حرب.
مخطط سايكس بيكو الجديد

حذر محللون من أن رياح التقسيم التي أصبحت تعصف باليمن قد تتحول إلى عواصف هوجاء تؤثر على دول المنطقة جميعها، مع تمكين مخطط لتقسيم البلاد، ونشر الفوضى بالمنطقة، لكونه متمما لمشروع "سايكس بيكو" الذي أبرم في 16 مايو 1916، لتقاسم السيطرة والنفوذ على دول المنطقة العربية.

فقد حذر رئيس منظمة "سواء" لمناهضة التمييز الصحفي فؤاد العلوي في تصريحات صحفية من أن "عمليات ترحيل وطرد الشماليين من عدن التي يقوم بها انفصاليو الجنوب، أو إجلاء وتهجير الحوثيين للسلفيين من أهالي منطقة دمّاج بصعدة في 2014 وقبلهم ترحيل يهود صعدة من منطقتهم في عام 2007، واستهداف الأغلبية السنية في المحافظات التي سيطرت عليها، كلها تصب في إطار محاولات إعادة التموضع الطائفي والمناطقي، وهي قد تكون مؤشرات لتقسيمات جغرافية جديدة، ما لم تتوفر دولة قوية تستطيع فرض ثقافة المواطنة المتساوية والقانون".

أما الناشط الحقوقي موسى النمراني فقد شدد في تصريح صحفي على أن "ما يجري باليمن ليس بمعزل عن المشهد الكلي في الوطن العربي، وهو "عملية لإعادة تشكيل المجتمع العربي وفق مخطط جديد يستهدف المنطقة بالتقسيم على أسس طائفية وعرقية تضمن خلق صراع بين الإثنيات المصطنعة أو المعاد بعثها من الرماد بعد أن كانت قد اندثرت أو ذابت في هويات جديدة، فالتقسيم السابق الذي جرى وفقا لسايكس بيكو لم يعد كافيا في نظر القوى الدولية لإبقاء حالة الصراع بالمنطقة بعد أن تعايشت معه الأمة، وكانت قد بدأت تدرك مدى هشاشته، والآن تصنع هويات جديدة مع عوامل لصراع دموي متواصل وتكريس الانقسام والتفتيت".

ماذا عن دور الإمارات

يتهدد اليمن شبح الانفصال المتنامي بدعم إماراتي بحسب مراقبين، فقد أكد مصدر حكومي يمني، إن مدير أمن عدن شلال شايع، رفض أوامر الرئيس عبد ربه منصور هادي بالحضور إلى العاصمة السعودية الرياض لعقد لقاء بينهما، بعد الإجراءات التي اتخذها شلال في عدن وشملت ترحيل المئات من مواطني تعز ومحافظات شمالية أخرى.وقال المصدر لـ"عربي21" إن هادي أصدر أوامره لمحافظ عدن عيدروس الزبيدي، لإلغاء كافة الإجراءات المتخذة ضد المواطنين من تعز وغيرها من المدن الشمالية المتواجدين في عدن.

وأكد المصدر أن الرئيس حاول الاتصال بشايع المقرب من الإمارات، لكن مسؤولي الأمن في عدن أبلغوا هادي أن شايع أصيب بوعكة صحية وتوجه إلى أبو ظبي.

يشار إلى أن هادي عين محافظ عدن ومدير أمنها بطلب إماراتي، حيث يعتبر الرجلان من الشخصيات المقربة من أبو ظبي وولي عهدها محمد بن زايد.وكان الرئيس هادي قد عبر عن رفض الإجراءات التي اتخذت بحق أبناء تعز وغيرها من المدن الشمالية في عدن، واعتبرها فردية، مؤكدا أن تعز تبقى العمق لمدينة عدن.

هذه الإجراءات تمت بموافقة إماراتية، حيث تسيطر أبو ظبي بشكل كامل على عدن والمحافظات المجاورة لها، وتدير جميع المرافق الإدارية والعسكرية والأمنية في هذه المحافظات. ويشير المراقبون إلى أن هذه الإجراءات تتوافق مع تصريحات أطلقها مسؤولون وإعلاميون إماراتيون خلال الأشهر الماضية؛ عبروا خلالها عن "حق الجنوبيين بالتعبير عن أنفسهم"، إضافة لسماح الإمارات التي تسيطر فعليا على عدن بتسيير مليونية في المدينة تطالب بالانفصال عن الشمال.

كانت قد جاءت الإجراءات التي اتخذتها السلطات في عدن بحق أبناء تعز ومدن شمالية أخرى، بعد أسابيع فقط من اجتماع حضره نائب الرئيس اليمني السابق علي سالم البيض، ورئيس الوزراء السابق حيدر أبو بكر العطاس، ومجموعة من القيادات الجنوبية في أبو ظبي، تركز البحث فيه على الخطوات التي يمكن أن تؤدي لانفصال الجنوب عن الشمال.

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)