الرئيسية > اخبار وتقارير > الإخفاء القسري.. سياسة يتبناها الانقلابيون ضد المعارضين

الإخفاء القسري.. سياسة يتبناها الانقلابيون ضد المعارضين

الإخفاء القسري.. سياسة يتبناها الانقلابيون ضد المعارضين

تمادى الانقلابيون في غيّهم، حيث مارسوا كافة أنواع القتل والتعذيب والترهيب والاعتقال والتغييب بحق معارضيهم، حيث وثّق فريق المنظمة الوطنية للتنمية الإنسانية 431 حالة اختفاء قسري في 11محافظة يمنية خلال الفترة من سبتمبر 2014 وحتى مارس 2016.

وتشير المعلومات والبيانات الموثقة لدى الفريق إلى أن غالبية من تم إخفاؤهم قسراً هم من رموز ثورة 11 فبراير الشبابية السلمية ونشطاء سياسيين وإعلاميين وحقوقيين وقيادات وكوادر حزبية وشخصيات اجتماعية وقبلية مناهضة لميليشيا الحوثي والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي صالح، بالإضافة إلى بعض القيادات العسكرية والأمنية المؤيدة للسلطات الشرعية ممثلة في الرئيس عبدربه منصور هادي والحكومة المشكلة من قبله.

ويتصدر قائمة المخفيين قسرا في اليمن وزير الدفاع اللواء محمود أحمد سالم الصبيحي، والعميد الركن فيصل رجب، اللذين اختطفهما مسلحون يتبعون جماعة الحوثي والقوات الموالية للرئيس السابق في 23 مارس 2015 من مثلث العند ولم يكشف عن مصيرهم حتى اللحظة.

أضف إلى ذلك العقيد الركن يحيى صالح علي العيزري، والذي اختطف في 20 سبتمبر 2014 من حي النهضة أثناء اجتياح صنعاء ولا يزال مختفياً قسراً حتى اللحظة.

وبحسب نجله جلال فقد كان والده قائداً للكتيبة الثالثة المكلفة بحماية التلفزيون، وبينما كان يقوم بنقل بعض الجرحى من منتسبي الكتيبة إلى المستشفى اعترضه مسلحون وقاموا بإطلاق الرصاص على العربة العسكرية التي كانت بعهدته فجرح ثم نقلوه إلى منزل أحد الجناة ومن ثم نقله إلى ملعب الثورة ثم قاموا بإخفائه قسرا ولم يعلم أهله عنه شيء حتى اللحظة.

ومن النشطاء الحقوقيين لا يزال أمين عبده مصالح الشفق (39 عاماً) وعنتر علي محمد أحمد المبارزي (34 عاماً) مختفين قسرا منذ اختطافهما مع 30 ناشطاً حقوقياً وإعلامياً في 12 أكتوبر 2015 من فندق بمدينة إب أثناء تحضيرهم لقافلة الماء التي كان من المقرر أن تنطلق صباح اليوم التالي لإغاثة أبناء تعز وفك الحصار المفروض عليهم.

وتحدث بعض زملائهم الذين أطلق سراحهم عن تعرض أمين وعنتر للتعذيب من قبل مسلحي جماعة الحوثي والرئيس السابق داخل سجن الأمن السياسي بمدينة إب قبل أن يتم اختفاؤهم قسرا لدى المسلحين أنفسهم دون الكشف عن مصيرهم.

نشطاء إعلاميون

أما من النشطاء الإعلاميين فهناك 14 صحافياً اختطفوا من أماكن مختلفة وفي أوقات متفرقة، وواجهوا مصيراً واحداً هو الاختفاء القسري، حيث لا يعلم أهاليهم عنهم اي شيء سوى أنهم اختطفوا من قبل مسلحي جماعة الحوثي وقوات موالية للرئيس السابق.

ومن بين أولئك الإعلاميين الصحافي وحيد محمد الصوفي من أبناء محافظة تعز المختفي منذ 6 أبريل 2015 وكذلك إبراهيم محمد المجذوب الذي مر على اختطافه من قبل مسلحي الحوثي وصالح بأمانة العاصمة 10 أشهر متتالية.

كما أن الانقلابيين اختطفوا عبدالقادر الجنيد (54 عاماً) مطلع أغسطس 2015 بعد مداهمتهم منزله في حي الجحملية شرق مدينة تعز واقتادوه إلى جهة مجهولة بسبب انتقاده بعض ممارساتهم وانتهاكاتهم عبر مواقع التواصل الجماعي.

معاناة

وتعاني عائلات المختفين قسرا في اليمن من آلام نفسية كبيرة ومستمرة سيما في ظل عدم وجود أي أثر يدلهم على مصير ذويهم، وما إذا كانوا لا يزالون على قيد الحياة أم لا، وإذا كانوا أحياء فأين يحتجزون؟ وكيف يعيشون؟ وما هي ظروف احتجازهم؟ ومع ذلك لا يجدون أمام كل هذه التساؤلات التي تدور في أذهانهم باحثة عن أجوبة سوى الانتظار الذي لا يُعرف أمده، وترقّب خبرٍ من هنا أو هناك.

وينطبق ذلك على أسرة القيادي السياسي المعروف محمد قحطان المخفي قسرا منذ ما يزيد على عام، حيث تداولت بعض وسائل الإعلام المحلية ومواقع التواصل الاجتماعي شائعات حول مصيره، فتارة يشاع أنه استخدم مع عدد من المختطفين دروعاً بشرية أمام ضربات الطيران في بعض المواقع المستهدفة بأمانة العاصمة، وتارة أخرى عن نقله إلى المستشفى إثر إصابته بوعكة صحية.

قد يلقى المختفي قسرا مصير آخر كالموت، إما تحت وطأة التعذيب أو بالتصفية الجسدية أو عبر استخدامه درعاً بشرية أثناء الاشتباكات.

وفي هذا السياق وثق فريق المنظمة الوطنية للتنمية الإنسانية 36 حالة وفاة تعرض لها مختطفين ومخفيين قسرا على أيدي مسلحي جماعة الحوثي وقوات الرئيس السابق، بعضها في سجون خاصة والبعض الأخر داخل أماكن الاحتجاز الرسمية التي تسيطر عليها الجماعة وحليفها صالح لأكثر من عام في العاصمة اليمنية صنعاء وعدد من المحافظات اليمنية.

تلفيق

يرتبط الاختفاء القسري بمحاولة تلفيق تهم معينة للضحايا كالإرهاب والعمالة والخيانة، وفي هذه الحالة يختطف الضحية أو يعتقل بشكل غير قانوني، ثم يعذب أثناء استجوابه، ويموت تحت سياط التعذيب فتُخفى جثته، أو تسلم لأسرته بعد إجبارهم على توقيع تنازل عن القضية بل والإقرار بكل التهم المنسوبة إليه من قبل جلاديه والالتزام والتعهد بعدم تصعيدها عبر وسائل الإعلام والمنظمات الحقوقية.

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)