على قدم وساق تجري في محافظة ذمار هذه الايام التحضيرات النهائية اللازمة لإحياء أول الذكرى الاولى لمذبحة هران التي سقط فيها الزميلين يوسف العيزري وعبدالله قابل والسياسي امين الرجوي و عشرات الشهداء والجرحى الآخرين.
وتأتي هذه التحضيرات المكثفة، بالتزامن مع اقتراب موعد الذكرى الأولى لوقوع مذبحة هران التي يصادف موعدها يوم 21 من شهر مايو الحالي، لتذكر بواحدة من أبشع جرائم الابادة الجماعية التي ارتكبتها المليشيات الحوثية في المحافظة بحق عشرات المعتقلين، الذين كان من بينهم الزميلين العيزري وقابل، مراسلي قناتي سهيل ويمن شباب في المحافظة.
وفي إطار هذه التحضيرات أطلق عدد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي في محافظة ذمار، عدة هاشتاقات على موقعي التواصل فيس بوك وتويتر، من أبرزها هاشتاق " #هران_مذبحة_العصر ".
وتضمنت الحملة أيضا عدد من التصاميم الجرافيكية والفلاشات التعريفية تداولها نشطاء مواقع التواصل بذمار في صفحاتهم، حيث تحدثت الهاشتاقات والتصاميم عن المذبحة وموعدها، وعن الشهداء الذين سقطوا في هذه المذبحة التي لم يسبق أن شهدت ذمار واليمن عموما لها مثيل في تاريخ اليمن الحديث.
تفاصيل المذبحة
بدأت تفاصيل هذه المذبحة المروعة بعد قيام طيران التحالف العربي بشن سلسلة غاراته على مبنى متحف الآثار ومبنى هيئة الرصد الزلزالي الكائنان في جبل هران شمال مدينة ذمار عصر يوم الخميس الموافق 21 مايو 2015م
وجاءت هذه الغارات بعد مرور ثلاثة أيام من إعلان المتحدث باسم قوات التحالف العربي المستشار أحمد عسيري، اعتزام قواته تنفيذ عدة غارات على منطقة هران وتحذيره لسكان المنطقة بسرعة مغادرتها.
بالإضافة إلى أن المليشيات كانت قد اتخذت من منطقة هران منطقة عسكرية مغلقة ومعتقلا سريا لعشرات المختطفين من الصحفيين والسياسيين من عدة محافظات، فضلا عن حصول قيادة التحالف العربي على معلومات تفيد بوجود منصة إطلاق صواريخ في المنطقة وهو ما اتضح لاحقا عدم دقة هذه المعلومات التي داولتها عدد من وسائل الاعلام المحلية والعربية.
وبدلاً من أن تقوم المليشيات بنقل المعتقلين لديها الذين كانت تحتجزهم في المباني الحكومية في منطقة هران بعد إعلان التحالف نيته استهداف المكان، قامت الميليشيات بنقل معتقلين في عدد من معتقلاتها الاخرى الى هذا المعتقل المهدد بالقصف
بل تعمدت الميليشيات على اعتقال الزميلين العيزري وقابل في نقطة الجامعة على مدخل مدينة ذمار بعد عودتهم من تغطية مهرجان قبلي في مديرية الحداء وقبل يوم من وقوع المذبحة وذلك من أجل أن تضعهم في معتقلات هران الذي هدد التحالف باستهدافه.
وهو ما يؤكد إصرارها المسبق ونيتها المبيتة على ارتكاب هذه المذبحة المروعة التي سقط فيها أكثر من 38 شخصاً بينهم صحفيان وقيادي قبلي، وعشرات الجرحى في حين لا يزال العدد الحقيقي للضحايا غير معروف بسبب تكتم جماعة "الحوثي".
اتهامات دولية
المنظمة العربية لحقوق الإنسان ومقرها في العاصمة البريطانية لندن، اتهمت مليشيات الحوثي المعروفة سياسيا باسم حركة "أنصار الله"، بارتكاب مجزرة هران المروعة، التي راح ضحيتها عشرات المختطفين المدنيين لديها، واستخدامها لهم كـ"دروع بشرية"، خلال الاشتباكات الدائرة مع قوات التحالف العسكري.
وبيّنت المنظمة في تقرير أصدرته عن الجريمة، تحت عنوان "حديقة الموت"، أن مليشيات "الحوثي" المسلحة والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح تعمدت استخدام مجموعة من المختطفين المدنيين كـ"دروع بشرية" للاحتماء من ضربات قوات التحالف.
ولفتت إلى أن تلك التحركات جاءت بعد سيطرتها على محافظة ذمار اليمنية "100 كيلومترا جنوب العاصمة صنعاء" في أكتوبر عام 2014، وأحكمت سيطرتها على المقرات الحكومية في المحافظة وحوّلت الكثير من المدارس والأماكن العامة إلى مقرات عسكرية، مشيرة إلى تعرض مركز هران لقصف من قبل طيران التحالف، ما أدى إلى مقتل العشرات، ممن وضعتهم المليشيا كدروع بشرية.
وبحسب التقرير الدولي جماعة "الحوثي" والقوات الموالية للرئيس المخلوع، وبعد تنفيذ القصف بذلت جهودا لمنع وصول أهالي الضحايا إلى مكان الحادث حيث بقيت بعض الجثث تحت الأنقاض لأكثر من أسبوع، في مسعى لطمس آثار جريمة اتخاذ المختطفين "دروعا بشرية".