نجحت الكويت مرة أخرى في إنقاذ مشاورات السلام اليمنية من الانهيار وأعادت عمل اللجان الثلاث التي أنهت اجتماعاتها أمس دون الوصول أو الخوض في أي نقاش جاد، نتيجة استمرار رفض الانقلابيين ذلك.
وكل ما تم تحقيقه هو الاتفاق على استئناف الاجتماعات اليوم، بينما ركزت اجتماعات المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد على ضرورة تحديد أفكار وسقف زمني للمشاورات، حاضاً وفدي الحكومة والمتمردين على تقديم »تنازلات«.
وفيما أكد مصدر مسؤول في الحكومة اليمنية لـ»البيان« أن التقدم في مشاورات الكويت بطيء جداً جداً، وأن الحوثيين يراوغون من أجل كسب الوقت وتحقيق مكاسب على الأرض، مُشدداً على أن كل يوم يمر تتضاءل فيه فرص تحقيق السلام في اليمن، تكفلت السعودية بنفقات اللجان المشرفة على مراقبة وقف إطلاق النار.
واختتمت اللجان الفرعية التي تم تشكيلها ضمن مشاورات السلام اليمنية جلسات عمل مشتركة أمس لبحث المسارين السياسي والأمني وقضية السجناء والمعتقلين.
وجرى خلال الجلسات التي عقدت تحت إشراف مبعوث الأمم المتحدة لليمن اسماعيل ولد الشيخ احمد استعراض الرؤى والمهام المدرجة في مواضيع الترتيبات الأمنية والمسار السياسي والأطر المقترحة لتنفيذ هذه المهام وأفضل السبل لمقاربة الشقين السياسي والأمني تماشيا مع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
لا نتيجة
وذكرت تقارير اعلامية أن لجنة استعادة الدولة والتحضير لاستئناف الحوار السياسي المصغرة أنهت اجتماعها مساء أمس دون الخوض في أي نقاش جاد، نتيجة استمرار رفض الانقلابيين الدخول في النقاش في المحور الأول وهو استعادة الدولة ويصرون على الحديث على سلطة تنفيذية بحسب رؤيتهم ولم يتم الاتفاق على شيء سوى العودة للقاء اللجنة واللجان الأخرى مرة أخرى صباح اليوم بحسب مصادر قريبة من اللجنة.
تدخل كويتي
وقبل ذلك حسب مصادر في وفد الحكومة الشرعية تحدثت إليها »البيان« فإن نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الخالد الصباح التقى بممثلي الحكومة الى محادثات السلام، كما التقى ممثلي الطرف الانقلابي وان اللقاءين نجحا في إقناع الجانبين باستئناف المحادثات في المسارات الثلاثة مع تفعيل لجان مراقبة وقف إطلاق النار لمنع اي خروقات من شأنها ان تعيق المحادثات.
وطبقاً لهذه المصادر فإن المسؤول الكويتي شدد على ان بلاده ستبذل كل ما يمكنها في سبيل تثبيت وقف إطلاق النار ومعالجة الخروقات وإنجاح المحادثات، ونبه المتحاورين الى انهم مسؤولون عن إنهاء معاناة اكثر من 25 مليون يمني يتطلعون لإحلال السلام، وانه طلب من الوفدين تقديم التنازلات التي تساعد على تجاوز الخلافات والوصول الى حل سياسي.
سقف زمني
وأوضحت المصادر ان المبعوث الدولي استأنف اللقاءات المنفصلة امس مع رؤساء الفريقين، حيث اجتمع برئيس فريق الشرعية عبد الملك المخلافي وناقش معه الجوانب الأمنية والسياسية والإنسانية وسيل دفع المحادثات الى الامام. وأوضحت أن المناقشات مع ولد الشيخ تركزت على مجموعة من النقاط أبرزها:
»ضرورة تثبيت النقاشات التي يتم الاتفاق بشأنها لضمان عدم الانقلاب، وضرورة تحديد أفكار وسقف زمني للمشاورات، وضرورة التقدم في إجراءات بناء الثقة، خاصة إطلاق المعتقلين وتثبيت حقيقي لوقف إطلاق النار عبر تفعيل لجان التهدئة المحلية«.
في الأثناء شدد ولد الشيخ أحمد في بيان صحافي أمس على أهمية تقديم التنازلات لبلوغ حل سلمي شامل ومتكامل، وأكد ان العملية التفاوضية دقيقة وتستغرق وقتا كونها تهدف إلى التوصل إلى اتفاق ملزم على كافة القضايا الخلافية حتى يكون الحل شاملاً وكاملاً.
لا تقدم
من جهته أعاد وزير الخارجية التأكيد على تفاعل الوفد الحكومي مع ما تطرحه الأمم المتحدة والموافقة على الاطار العام وجدول اعمال المشاورات ومهام اللجان في الوقت الذي يرفض وفد الميليشيات الانقلابية لكل شيء. وأوضح ان »مشاورات الكويت تتقدم في الشكل وليس بالمضمون، وان السلام هو الخيار الوحيد امام الحكومة من اجل وقف المزيد من قتل المدنيين وعودة الشرعية«.
في السياق أكد مصدر مسؤول في الحكومة اليمنية لـ»البيان« أن التقدم في مشاورات الكويت بطيء جداً جداً، واضاف انه »من الواضح ان الحوثيين يراوغون وهم فقط موجودون في الكويت من اجل كسب الوقت وتحقيق مكاسب على الارض والدليل خروقاتهم المتكررة للتهدئة ومحاولاتهم المستمرة التقدم في كل الجبهات«. وشدد على انه كل يوم يمر تتضاءل فيه فرص تحقيق السلام في اليمن.
دعم مالي
من جهة أخرى أعلنت السعودية دعمها، مالياً، لجان التهدئة والتنسيق التي تشرف عليها منظمة الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار في اليمن والتمكن من التثبت منه، مؤكدة حرصها على وقف إطلاق النار ومنع أي خروقات من قبل الأطراف اليمنية عبر هذه اللجان بهدف تحقيق الأمن والاستقرار والسلام لليمن، حسب ما نقلت وكالة الأنباء السعودية »واس« عن محمد آل جابر سفير المملكة لدى اليمن في تصريح له الليلة قبل الماضية.
وذلك استجابة لطلب المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن خلال اجتماعاته مع مجموعة من السفراء تقديم دولهم الدعم المالي للجان كي تمكنها من إتمام عملها بشكل فاعل وبكفاءة لتثبيت وقف إطلاق النار، واستجابة لذلك صدرت التوجيهات من القيادة السعودية بتوفير الدعم المالي للأمم المتحدة من أجل سير عمل لجان التهدئة.
وأكد حرص بلاده على تحقيق الأمن والاستقرار والسلام لليمن وإنجاح المشاورات وأن يعم السلام ويصل الأشقاء اليمنيون إلى حلول وفق القرار الأممي 2216، وأضاف أن كل الجهود تتركز نحو إنجاح المشاورات القائمة.
وأشار إلى أن المملكة قامت بجهود كبيرة في إنجاح هذه المشاورات، لافتاً إلى استضافة السعودية اليمنيين في ظهران الجنوب مطلع الشهر الماضي وتوقيع سبع اتفاقيات داخل المحافظات اليمنية.
تحقيق السلام
جدد نائب الرئيس اليمني الفريق الركن علي محسن الأحمر أمس، رغبة بلاده في تحقيق السلام على ضوء المرجعيات الدولية المتفق عليها. وقال الأحمر خلال لقائه وجهاء من إقليم تهامة شمال وغرب اليمن إن القيادة السياسية تجدد رغبتها في تحقيق السلام استناداً للمرجعيات المتمثلة في المبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن 2216.