علّق المبعوث الدولي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد الجلسات المباشرة بين وفد الحكومة وممثلي الميليشيات، بعد تراجع الانقلابيين عن التزاماتهم السابقة ورفض جدول الأعمال وإصرارهم على تشكيل حكومة تشملهم قبل الشروع في أي خطوة أخرى، وهو ما يناقض أجندة المحادثات التي سبق الاتفاق عليها، كما أظهر الانقلابيون دفاعاً مفاجئاً عن تنظيم القاعدة الإرهابي.
وقالت مصادر في الوفد الحكومي لـ«البيان» إن المبعوث الدولي حاول إثناء الانقلابيين الحوثيين عن موقفهم الرافض المضي في مناقشة جدول الأعمال المتفق عليه عبر فرق العمل الثلاثة، إلا أنه عجز عن ذلك فاضطر إلى رفع الجلسة وتعليق المحادثات المباشرة.
وأوضحت المصادر أن الانقلابيين اصطدموا مع الأمم المتحدة برفض الاتفاقات السابقة، وطلبوا حواراً حسب أولوياتهم، رافضين الإطار العام الذي قدمته الأمم المتحدة.
نقطة الصفر
وكشف الوفد الانقلابي، خلال الجلسة الصباحية، أنه لن يتعامل مع جدول الأعمال، ولن يتفاعل مع اللجان قبل تشكيل سلطة تنفيذية جديدة. وأضاف المصدر: «رفض الانقلابيون الاستمرار في التقدم بالنقاش عبر اللجان المشكّلة».
وقال مصدر من الوفد الحكومي لـ«البيان» إن هذا التراجع وتعليقات الجلسات انعكست على اللجان الثلاث التي تم تشكيلها باتفاق جميع الأطراف، إذ تقرر تأجيل الاجتماعات التي كانت مقررة لها.
المصادر بينت أن الانقلابيين أعادوا المسار السياسي إلى نقطة الصفر، وطالبوا بتشكيل سلطة انتقالية فقط، دون الخوض في تنفيذ قرار مجلس الأمن الخاص بالانسحاب من المدن، وتسليم الأسلحة وإطلاق سراح المعتقلين والأسرى، كما كرسوا النقاش لانتقاد العمليات العسكرية التي ينفذها الجيش اليمني، بدعم من التحالف والولايات المتحدة ضد عناصر القاعدة.
وحسب المصادر، فإن الانقلابيين أعادوا طرح القضايا التي تم حسمها سابقاً، وبالذات ما يتصل بوقف الطلعات الجوية لمقاتلات التحالف التي تتولى مراقبة التحركات العسكرية للانقلابيين، كما جدد هؤلاء التمسك بطلبهم تشكيل سلطة انتقالية يكونون جزءاً منها، تتولى إدارة البلاد والإشراف على خروج المسلحين من المدن وتسليم الأسلحة، خلافاً لجدول الأعمال المتفق عليه الذي أقر في وقت سابق.
خيبة أمل ولد الشيخ
مصادر الجانب الحكومي ذكرت لـ«البيان» أن المبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ أحمد عبّر عن خيبة أمله من هذا الموقف الذي من شأنه أن يعيد المحادثات إلى نقطة الصفر، وردّ على الانقلابيين الحوثيين بأنه تم تجاوز هذه النقطة بإقرار جدول الأعمال وتوزيع المفاوضين على ثلاثة فرق عمل ولا يمكن الرجوع إلى الخلف، إلا أن القيادي في جماعة الحوثي حمزة الحوثي رد وقال إنهم كانوا واضحين منذ اليوم الأول بأن مشاركتهم في المحادثات كانت بهدف إنهاء عمليات التحالف العربي.
ووفقاً لهذه المصادر، فإن مهدي المشاط، مدير مكتب قائد جماعة الحوثي ونائب رئيس فريق المفاوضين، قال إنهم لن يوقفوا العمليات العسكرية في تعز ومأرب والبيضاء، إلا إذا أوقفت دول التحالف ضرباتها على مواقع تنظيم القاعدة في حضرموت وشبوة وأبين، «لأن هؤلاء يمنيون»، في إعلان واضح على تحالف الحوثيين والمخلوع مع التنظيم الإرهابي.
تبادل مع إرهابيين
وطرح الوفد الحكومي، بحسب المصدر، موضوع تسليم السجناء من القاعدة الذين كانوا في سجون الأمن القومي، واعترف الانقلابيون بأنهم سلموا السجناء لتنظيم القاعدة ضمن تبادل معلن. واحتج الوفد الحكومي على ذلك، موضحاً أن هؤلاء سجناء منذ سنوات وعلى ذمة جرائم إرهابية، وأن إعادتهم إلى القاعدة يقصد منها تأجيج الإرهاب ودعمه، وتؤكد التعاون المستمر بينهم وبين القاعدة.
لواء العمالقة
من جهة أخرى، وجّهت لجنة التهدئة والتواصل رسالة إلى المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ بخصوص انتهاء مهلة الـ72 ساعة التي حددتها الأمم المتحدة في قضية معسكر العمالقة دون تقديم أي تقرير من الميدان.
وقالت اللجنة في رسالتها إن التأخير غير مقبول. وقدمت مقترحاً بإرسال لجنتين ميدانيتين: الأولى إلى مدينة تعز، والثانية إلى معسكر العمالقة، لمطالعة الوضع على الواقع في أسرع وقت ممكن، وبتنسيق وإشراف الأمم المتحدة.
إشادة
أعرب السفير اليمني لدى الدولة فهد سعيد المنهالي عن سعادته بمناسبة الذكرى الأربعين لتوحيد القوات المسلحة بدولة الإمارات على أسس علمية ووفق خطط استراتيجية مدروسة، وبما يتوافق والمتغيرات والمستجدات الإقليمية والدولية وعلى عقيدة قتالية صلبة وإيمان وطني قوي وراسخ.
وأشاد المنهالي بالمواقف البطولية الثابتة والشجاعة للقوات المسلحة الإماراتية ضمن قوات التحالف العربي، لنجدة أشقائهم في اليمن، والوقوف إلى جانب الحق، واستعادة الشرعية، وتحرير الكثير من المحافظات اليمنية من قبضة الميليشيات الانقلابية وقوى الظلام والتطرف والإرهاب، وتقديمها كوكبة من الشهداء الأبرار الذين ضحوا بأرواحهم تلبية لنداء الواجب.