الرئيسية > اخبار وتقارير > المكلا أهم روافع النهوض في الدولة اليمنية الجديدة

المكلا أهم روافع النهوض في الدولة اليمنية الجديدة

المكلا أهم روافع النهوض في الدولة اليمنية الجديدة

لا يمكن إغفال الرمزية الكبيرة للعملية التي قادتها الإمارات العربية المتحدة لتحرير مدينة المكلا، عاصمة حضرموت وثالث أهم مدينة يمنية بعد صنعاء وعدن، من عناصر تنظيم القاعدة.

المسألة لا تتعلق فقط بنزع مبرر «القاعدة» من بين يدي ميليشيات علي عبدالله صالح والحوثي، بل وفي المعاني التي تحملها المكلا بصفتها إحدى أهم روافع النهوض في الدولة المدنية اليمنية المقبلة. وعلى حد تعبير الخبير الأردني في الشأن اليمني فتح رضوان فإن «الدولة المدنية المعاصرة تبدأ من تحرير المكلا».

وقال رضوان لـ«البيان» معلقا على تحرير بواسل قوات دولة الامارات العربية المتحدة للمنطقة أن لا نزاع حقيقيا في حضرموت، سوى بحضور القاعدة حين غابت الدولة، وهذا ما عمدت الى معالجته دولة بحجم وقوة دولة الامارات.

وأضاف رضوان إنّ رمزية المكلا تكمن في تفاصيل المشهد اليمني، فالمدينة الوادعة التي لم يسمع صوتها كثيرا في مجمل الصراع اليمني يمكن أن تشكل نموذجا مهما، لما يجب أن تكون عليه اليمن مستقبلا، ولما يمكن أن تفعله دول الخليج عامة والإمارات خاصة في تطوير المجتمع المدني اليمني.

وأوضح أنّ «كلمة السر في إنهاء مشكلات اليمن هو النهوض لمجتمع مدني قوي، ومن هنا يأتي دور المكلا، خاصة وأن أهل حضرموت يمتازون بحضارة ومدنية يمتدون فيها بكل أنحاء الجزيرة العربية.

ونوه الى أن «تحرير المكلا في المشهد اليمني الداخلي يعني كونه جهدا لاستعادة النموذج الحضاري الجاهز للتنمية والتطوير من دون مشكلات وبتحديات لا تذكر وبحضور ومشاركة شعبية».

حديث في الذاكرة

ويعيد تحرير المكلا الذاكرة والعلاقة التاريخية التي ربطت دولة الإمارات بإرادة التطور والحداثة في اليمن. وهذا بالضرورة يعني ما لمؤسس دولة الإمارات الراحل الكبير المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان من حضور في زمن إبراهيم محمد الحمدي الرئيس اليمني الأكثر حضورا في الذاكرة اليمنية والعربية من ناحية الإرادة في التطور والحداثة.

وهنا تحضر خصوصية المكلا كنموذج مدني يمكن تعميمه على كل اليمن من أقصى شماله الى أقصى جنوبه ومن أقصى شرقه الى أقصى غربه جرى فيها يتم رفض نموذجي الحوثي وصالح لصالح نموذج حضاري مستعد للانطلاق ويريد الشرارة.

ويقول رضوان إنّه بينما وظف الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح القبيلة في خدمة سلطته ومحاربة خصومه، وظف الحوثي القاعدة وداعش، المتغلغلة بين القبائل عندما غابت قوة وسلطة الدولة، من أجل ذلك يعتبر نجاح عملية تحرير المكلا في كون المدينة جاهزة لإلغاء النموذجين والانطلاق في المشروع اليمني للدولة المعاصرة.

إيجابيات الشرعية

ويخشى الخبير الأردني من تأخير عملية بداية الانطلاق والنهوض في الدولة اليمنية المعاصرة خاصة. ويقول: «أخشى أن تعيد عملية التفاوض مع صالح والحوثي المشهد الى نقطة الصفر» إلا إذا تم تنفيذ قرار مجلس الأمن بحذافيره وتطبيق مخرجات الحوار اليمني المبني على المبادرة الخليجية.

ومن الايجابيات التي أظهرتها عودة الشرعية في اليمن هي ما ظهر في الانتماء العروبي اليمني، وفي إظهار سلمية المجتمع اليمني بعد أن كان يشاع على الدوام من أن المجتمع اليمني خطر على الخليج، فهم مسلحون وقبليون متخلفون.

لكن الشرعية أظهرت أنهم ليس فقط مسالين بل ليس عندهم أي استعداد للدخول في حرب تقضي على بلدهم ويفضلون الموت على أن يقتل بعضهم بعضا باستثناء من يستطيع صالح والحوثيون توظيفهم بالمال.

وهنا أجاد التحالف في التعامل مع اليمن في توظيف القبيلة لخدمة شرعية الدولة لكن ينبغي عدم إغفال أن القبيلة التي انضمت للشرعية تنتظر الحياة الآمنة والتنمية ونشر الصحة والتعليم والمرافق الحيوية، وهو ما يعني بالضرورة إضعاف الانتماء القبلي لصالح الانتماء للدولة.

أهمية الدور الإماراتي في اليمن

بالنسبة إلى النائب الأردني خليل عطية فإن أهمية الإمارات لليمن تكمن في توفير الخبرات التشريعية والتنموية والاقتصادية الواسعة التي تمتلكها دولة بحجم الامارات لليمن، وأن يكون بين دول الخليج العربي واليمن تكامل اقتصادي متين وهذا ما تستطيع باستثنائية دولة الامارات والقوة الاقتصادية لها النهوض فيها في جنوب الخاصرة العربية.

وأضاف النائب الأردني أن ما هو مطمئن أن دولة الإمارات ستنهض باليمن بكل ثقلها، فيما يقول لـ«البيان» معلقا على الرؤية المنتظرة في التعامل مع القبائل اليمنية ومنها في المكلا؟ ما بين التركيز على صناعة الدولة المدنية وإغفال القبيلة، من جهة والإمعان في استخدام القبيلة تكمن الإجابة.

وأضاف إن تحويل القبيلة الى سلاح للسيطرة وحكم اليمن أسلوب خاطئ كما هو مشهد إغفال الحضور القبلي اليمني، ما يعني أن العلاج في القبيلة في الدولة في صناعة الانتماء للدولة من خلال نموذج وطني حديث.

 

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)