قدمت وفد جماعة الحوثي، وصالح اليوم السبت، رؤيتهم لإنهاء الحرب واستئناف العملية السياسية، للمبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد.
وبحسب مراقبين فإن الرؤية تمثل تكريسا لموقف وفد الإنقلابيين المتصلب، والمراوغ والرافض لإذعان للشرعية الدولية ممثلة بالقرار 2216.
وركز الإنقلابيين في رؤيتهم على أمرين، الأول تثبيت وقف إطلاق النار بشكل كامل، ورفع الحصار والتوافق على تشكيل سلطة تنفيذية توافقية جديدة، وهي الرؤية التي تنسجم مع موقفهم السابق الذي تسبب في عرقلة التوصل إلى حل طيلة الأيام الماضية:
بدورها ركزت رؤية الفريق الوطني، في مشاورات الكويت، على ضرورة البدء بإجراءات بناء الثقة، والتي تتمثل في إطلاق المعتقلين والمحتجزين والمختطفين والسجناء السياسيين، وفتح الممرات الآمنة، لكل المدن والوقف الفوري لكل الأعمال القتالية، والانسحاب وتسليم السلاح وتنفيذ الترتيبات الأمنية، واستعادة الدولة والتوقف عن جميع الأعمال التي تندرج ضمن سلطة الحكومة وانسحاب قوات الميليشيا من المؤسسات الحكومية والغاء كل ما ترتب على الانقلاب.
وفي هذا السياق، أفاد محللون وإعلاميون، أن وفد الإنقلابيين، لا يزالون مصرين على عرقلة التوصل إلى حل سياسي بكل الوسائل الممكنة.
الصحفي سام الغباري، المرافق لوفد الشرعية في مشاورات الكويت، أفاد بأن إصرار وفد الإنقلابيين في الرؤية التي قدمها للمبعوث الأممي، على الشراكة وتشكيل حكومة وطنية، قبل تسليم السلاح، يعني أنه يريد اختراق الشرعية المعترف بها، ومن ثم ابتلاعها والانطلاق على أساسها عربياً وعالمياً ومحلياً، وقمع أي حركة مقاومة قادمة ضده.
وحذر الغباري، من السماح بإعادة مبادرة خليجية ثانية، تقوم على سحب صلاحيات الرئيس لنائبه كما صنع صالح.
وقال: " لندع (سُلطة الأمر الواقع) تحكم كما تريد في المناطق التي تبقت لها، ونقاتلها حتى نهزمها أو تهزمنا، أشرف مليون مرة من أن نمنحها الورقة الرابحة وهي شرعية وطن وحكومة واعتراف ثمين يساوي كل العالم".
بدوره قال رئيس الدائرة الإعلامية لحزب الإصلاح، عدنان العديني، إن السلاح أغلق سوق السياسة، مشيرا إلى أنه لإعادة فتحه، يجب مصادرة السلاح لصالح الدولة هذا هو المدخل الوحيد لصناعة الاستقرار.
وأضاف العديني: "أنتج فلتان السلاح وفوضى استخدامه من قبل المليشيات كل هذا الدمار للدولة والمجتمع وفي النهاية يأتي من يتحدث عن ضرورة تشكيل حكومة قبل انتزاع السلاح من يد الذين أسقطوا الحكومات ومؤسسات الدولة".
وأشار إلى أن الدرس الذي تعلمه اليمنيون بأغلى ثمن، هو أن بقاء السلاح خارج سيطرة الدولة جريمة بحق الحاضر والمستقبل.
من جانبه، أكد الكاتب الصحفي والروائي مروان الغفوري، إنه لا معنى لأي حديث عن السياسة وشكل الحكومة إذا بقيت العصابات تسيطر على الدولة والمدن بالسلاح.
وقال الغفوري: "لكي تعود السياسة إلى المدينة لا بد أن تخرج منها الدبابات أولاً، يا ولد الشيخ".