الرئيسية > اخبار وتقارير > مضغوا القات وأدوا الصرخة... ممارسات وفد الحوثيين تثير سخطاً كويتياً

مضغوا القات وأدوا الصرخة... ممارسات وفد الحوثيين تثير سخطاً كويتياً

مضغوا القات وأدوا الصرخة... ممارسات وفد الحوثيين تثير سخطاً كويتياً

بعد مضي ستة أيام على بدء محادثات السلام اليمنية في الكويت تكشفت تفاصيل عما يدور خلف الأبواب المغلقة والتي توكد عدم جدية الطرف الانقلابي في تحمل استحقاقات عملية السلام أو استعداده لوضع حد لمعاناة ملايين اليمنيين بسبب الحرب التي أشعلوها في طول البلاد وعرضها، حيث أثارت ممارساتهم استياءً كويتياً خاصة مع ترديدهم «الصرخة» في أحد الشوارع، ومضغهم القات أثناء جلســات الحــوار.

فإذا كان وصول وفد الانقلابيين تأخر ثلاثة أيام عن الموعد المتفق بشأنه مع الأمم المتحدة، فإن الجلسات المتعددة الفردية والجماعية التي عقدها المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيــخ مع هــؤلاء بينت أن الناطق باسم الجماعة محمد عبدالسلام ومدير مكتب عبدالملك الحوثي مهدي المشــاط يحتكران الحديث وهما صاحبــا القرار في حين يقف خلف الطاولة 12 آخــرون من أعضاء فريق الحوثيين وممثلــي حزب الرئيس المخلوع علي صالــح، لكنهــم لا يجـرؤون علــى قــول شـيء.

رفض مقترح

وأفصحت مصادر حاضرة في جلسات النقاش لـ«البيان» عن جانب مما يدور هناك، وقالت إن المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد اقترح على المتحاورين إصدار بيان تأييد للعمليات العسكرية ضد عناصر القاعدة في محافظتي أبين وحضرموت، إلا أن الحوثيين اعترضوا على ذلك ولم يجرؤ ممثلو حزب صالح على إظهار موقف مخالف، وكان الأكثر غرابة أن عضو وفد الحوثيين عن محافظة حضرموت ناصر باقزقوز لم يستطــع إظهــار موقفــه الداعم للعمليـة، مع أنه اضطر قبل عــام إلــى الفــرار من مدينــة المكلا خوفـاً من القاعــدة التــي توعدتــه بالقتــل.

وأوضحت المصادر أن وفد حزب صالح ظهر خلال الأيام الماضية مسلوب الإرادة وبلا موقف حتى فيما يخص الموقف من الحرب على القاعدة، إذ تماهى مع موقف الحوثيين، وبالمثل اتضح أن الانقلابيين يسيطرون على الفريق الإعلامي المرافق لوفد الانقلابيين بشكل شبه كامل وأن حزب المخلوع لديه ممثلين فقط من أصل 20 تم جلبهم من صنعاء.

وحسب المصادر، كان لافتاً تواري وزير الخارجية الأسبق أبو بكر القربي الذي التزم الصمت طوال جلسات الأيام الماضية ويكتفي بهز رأسه مباركاً تعنت الحوثيين والكلمة الوحيدة التي نطقها كان طلبه عدم تسريب حادثة التهجم بألفاظ نابية من قبل عضو فريق حزب صالح، فائقة السيد على ممثلي الحكومة الشرعية.

وأشارت المصادر إلى أن فريق الانقلابيين في اللجنة العسكرية المعنية بالإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار يديره ثلاثة من المراهقين أحدهم مدير مكتب أبو علي الحاكم، المدرج في قائمة العقوبات الدولية المفروضة على معرقلي التسوية، في حين أن القادة العسكريين الذين احضروا كممثلين عن قوات المخلوع لا يتجرؤون على قول شيء.

تراجع

وذكر مفاوضون أنه كلما اتفق على قضية في اليوم الأول عاد الانقلابيون في اليوم التالي وتراجعوا عنها، مشيرين إلى أن حديث طويل تم حول مطلب تثبيت وقف إطلاق النار واتفق على أن يتولى نائب رئيس وفد الشرعية عبدالعزيز جباري، ومعه نائب رئيس وفد الانقلابيين مهدي المشاط مهمة الإشراف على عمل اللجنة العسكرية المكلفة بمراقبة وقف إطلاق النار ومن ثم المضي في مناقشة الملفين الأمني والسياسي لكن هؤلاء عادوا في اليوم التالي ورفضوا المضي في مناقشة القضايا المطروحة فـي جـدول الأعمـال.

وعلى مدى يومين واصل الانقلابيون تعطيل المحادثات بحجة أنهم يريدون العودة إلى قيادتهم للتشاور معها، فيما التزم فريق المخلوع انتظار ما سيقرره الحوثيون من موقف، وتراجع الرهان على قدرات يحيى دويد القيادي البارز في حزب المخلوع والذي يوصف بالنضج والاعتدال.

مضغ القات

ولا تقتصر استهانة الحوثيين بالمحادثات على طريقة تعاملهم مع القضايا المطروحة وعدم احترام التزاماتهم للمجتمع الدولي بل امتدت أيضاً إلى قوانين الدولة المضيفة، إذ أحضر الوفد كميات كبيرة من من القات، وأدخلها القصر الأميري الذي تنزل فيه الوفود ويقومون بتخزين القات «مضغه» بشكل يومي، ووصل الأمر حد حضور إحدى الجلسات وبعض أعضاء الفريق مخزنين.

وفي حركة استفزازية أخرى نشر أفراد من الوفد الحوثي صوراً لعدد منهم في أحد شوارع الكويت وهم يرددون «الصرخة» شعار الثورة الإيرانية التي تبناها الحوثيون.

كما حول إعلاميو هذه الجماعة فندق استضافتهم إلى استوديو لإنتاج التقارير المصــورة والتصريحات الخاصة للقنوات الإيرانية والأخرى المملوكة لحزب الله اللبناني مثل الميادين والمنار وقناة الساحات المخصصــة للشــأن اليمنـي.

إلغاء

اضطرت السلطات الكويتية إلى منع إعلاميي وفد الحوثي من إقامة فعالية إعلامية في المركز الإعلامي المخصص للمشاورات اليمنية، كانوا دعوا إليها الإعلاميين الكويتيين والأجانب لمهاجمة التحالف العربي ومحاولة تحسين صورة الجماعة.

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)