انطلقت الجلسة الافتتاحية للمشاورات في قصر بيان، بعد تأخيرها ثلاثة أيام بسبب امتناع وفد المتمردين عن الحضور. وفي الجلسة، أكد المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد أن التوصل إلى حل يتطلب تنازلات من جميع الأطراف اليمنية. وأضاف ولد الشيخ أن جولة المشاورات ستنطلق من النقاط الخمس الواردة في القرار الأممي. وشدد على أن وقف إطلاق النار في اليمن صامد برغم الخروق المقلقة، لافتاً إلى أن اليمن يخوض حروباً على جبهات عدة ويدفع ثمنها غالياً.
وأشار إلى أن الوضع الإنساني في اليمن لا يحتمل تأخير السلام، وأضاف المبعوث الأممي ولد الشيخ أحمد: «هذه المحادثات مفصلية، ونحن اليوم أقرب إلى السلام من أي وقت مضى».
وقال ولد الشيخ: «إن الخيار اليوم سيكون واحداً من اثنين لا ثالث لهما: وطن آمن يضمن استقرار وحقوق كل أبنائه، أو -لا قدّر الله- بقايا أرض يموت أبناؤها كل يوم».
وأضاف متوجهاً إلى أعضاء الوفدين: «أدعوكم إلى حضور الجلسات بحسن نية ومرونة، من أجل التوصل إلى حل سياسي ومخرج نهائي من الأزمة الحالية»، معتبراً أن «الفشل خارج المعادلة». وأكد أن «التوصل إلى حل عملي وإيجابي يتطلب تنازلات من مختلف الأطراف، وسوف يعكس مدى التزامكم وسعيكم للتوصل إلى اتفاق تفاهمي شامل».
وأكد ولد الشيخ أحمد أنه برغم «الخروق المقلقة في بعض المناطق، تفيد التقارير أن ثمة تحسناً ملحوظاً على الصعيد الميداني». وأضاف: «الوضع الإنساني في اليمن لا يحتمل الانتظار».
تكاليف الحرب
وأكد وزير الخارجية الكويتي صباح الخالد الصباح أن اليمنيين سيدفعون تكاليف الحرب إن تأخر السلام، و«علينا جميعاً العمل على وضع نهاية للصراع»، وأضاف أن اليمنيين يتطلعون إلى مشاركة إيجابية من الطرفين في النزاع، حتى نصل إلى توافق يعيد اليمن إلى الاستقرار وحقن الدماء.
وأعرب عن الأمل بأن تسود الحكمة خلال المشاورات، «واضعين نصب أعينكم معاناة أشقائكم ودمار بلدكم، ومدركين أن الحرب لن تؤدي إلا إلى المزيد من الدمار والخراب والخسائر والتشريد، وسيدفع اليمن الشقيق الجزء الأكبر من تكاليفها تأخراً في تنميته.. دماراً في بنتيه.. هلاكاً لشعبه».
وذكر أن «أبناء جلدتكم وأشقاءكم يتطلعون بكل الرجاء إلى مساهمتكم الإيجابية في جولة المشاورات السياسية، وصولاً إلى وضع الصيغة التي تقود إلى حل شامل ودائم، ينقذ وطنكم ويصون أمن واستقرار المنطقة».
الحكمة اليمانية
وأضاف الشيخ صباح الخالد: «نأمل أن تسود فيها الحكمة اليمانية المعهودة تجسيداً لقول رسولنا الكريم محمد بن عبد الله، صلى الله عليه وسلم، في الحديث الصحيح: (أتاكم أهل اليمن، هم أرق أفئدة، وألين قلوباً، فالإيمان يمان، والحكمة يمانية)» رابطاً بين الحكمة وأهلنا في اليمن».
وأكد صباح الخالد الصباح أن الدولة، التي وقفت إلى جانب أشقائها منذ عقود، «ترحب اليوم بجهودكم الهادفة إلى وضع نهاية للصراع الدائر، متطلعين بكل أمل إلى نجاح المشاورات، وصولاً إلى السلام الذي يعيد الأمن والاستقرار إلى اليمن، ويحافظ على وحدة ترابه؛ لنقله إلى مرحلة جديدة بالتعاون مع أشقائنا في مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وفقاً لما نص عليه قرار المجلس الأعلى الموقر في دورته السادسة والثلاثين، بالدعوة إلى عقد مؤتمر دولي لإعادة إعمار الجمهورية اليمنية بالتعاون مع المجتمع الدولي».
وصول الوفد
وكان وفد المتمردين وصل، أمس، إلى الكويت، بعد تأخير ثلاثة أيام عن الموعد المقرر لبدء المباحثات الاثنين. وعلل الانقلابيون عدم حضورهم بمواصلة القوات الحكومية والتحالف خرق وقف إطلاق النار الذي بدأ منتصف ليل 10-11 أبريل.
وبث التلفزيون الرسمي الكويتي لقطات لـ«افتتاح جلسة المشاورات اليمنية». ويضم وفد جماعة الحوثي محمد عبد السلام رئيساً، مهدي المشاط نائباً للرئيس حمزة الحوثي، حميد عاصم، ناصر باقزقوز، السفير عبد الإله حجر، سليم المغلس، أعضاء.
ويضم وفد المؤتمر الشعبي العام، التابع لصالح، عارف الزوكا الأمين العام للمؤتمر رئيساً، ياسر العواضي الأمين العام المساعد نائب رئيس الوفد، أبو بكر القربي الأمين العام المساعد، فايقة السيد الأمين العام المساعد عضواً،
يحي دويد عضو اللجنة العامه عضواً، خالد الديني عضو اللجنة العامة، عايض الشميري عضو اللجنة الدائمة، أعضاء.
رسالة
أكد مصدر حكومي يمني أن الرئيس عبد ربه منصور هادي بعث، قبل وصول وفد الانقلابيين، رسالة إلى الموفد الدولي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، يشدد فيها على ضرورة عقد جلسة الخميس، رافضاً في الوقت نفسه أي شروط يفرضها المتمردون لتعديل أجندة الحوار.