الرئيسية > اخبار وتقارير > "لواء الصعاليك" العمود الفقري لمقاومة تعز... تقرير خاص

"لواء الصعاليك" العمود الفقري لمقاومة تعز... تقرير خاص

"لواء الصعاليك" العمود الفقري لمقاومة تعز... تقرير خاص

 

بمجرد المرور على اسم جبل جرة وسط تعز الذي يعتبر ظهر المقاومة والنظر الى عمقه، وطبيعة معاركه ومحاولات المليشيات الفاشلة في اقتحامه رغم دفعهم بكافة انواع التعزيزات والالوية العسكرية،، لا بد من الاشارة الى الحاضنة التي تقطن الجبل. وتتخذ منه تموضع وقوة عازمة امام هجمات المليشيات . ولا بد ايضاً من المرور على اسم لواء الصعاليك الذين تموضعوا فيه بحيث جعلوا منه جبل شامخ وصامد .

عزيمة وشجاعة افراد لواء الصعاليك جعلتهم حجر عثرة امام الوية عسكرية مدججة بأحدث الاسلحة تدفع بها مليشيات الحوثي وصالح من اجل اقتحام جبل جرة وجبهات تعز دون جدوى من كل ذلك .

اذا نظرنا الى عمق اهمية واستراتيجية جبل جرة فإنه بمثابة الظهر التي تستند اليه مقاومة تعز بطبيعة اطلاله على المدينة وشوارعها الرئيسية واحيائها ومربعها الكامل التي تسيطر عليها المقاومة.. ولأجل ان يبقى جسد المقاومة ومدينة تعز حاضراً بقوة دون خلخلة او جراح او انزلاقات في فقراته وقف على عاتق لواء الصعاليك مهمة التمركز فيه وحمايته، وبهذا ورغم عدم دخولنا في ابواب مسيرة اللواء ومعاركه وما حققه فيها والتي سنتطرق اليها في هذا التقرير. فإنه يمكننا القول بأن لواء الصعاليك يعتبر بمثابة العمود الفقري للمقاومة ولمدينة تعز ككل .

البداية وخلفية اللواء 

لم يكون لواء الصعاليك وليد الفترة الحالية التي تعيشها البلاد مع انقلاب المليشيات واجتياح المدن، بحيث كان افراد اللواء منذ شرارة ثورة فبراير بصورة نادرة وشبابية عفوية اكثر منها سلمية وسط تعز الذي اندلعت منها شرارة الثورة .

فقد انشأ وتهيأ اللواء الذي كان القوة الضاربة كما اطلق عليها آنذاك من قبل شباب الثورة بصورة نظامية لتأمين وحماية ساحة الحرية دون قوة او مردود حماية فردية وروحية فقط،، كلجنة نظام، ذلك انما لحماية الساحة من أي تسلل او ثغرات او اعمال جانبية او اقتحامات لقوة نظام علي عبدالله صالح مع انتفاضة الثورة في 2011 . علاوة عن المشاركة في المظاهرات السلمية .

شباب في مقتبل العمر يترأسهم الشاب عزام الفرحان، شباب ثانويين وجامعين تتشبث فيهم روح العزيمة والفداء والتضحية لمشروع وهدف واحد وقائم على اسس رؤية شاملة وطنية بحتة تحت راية الوطن ضد نظام علي صالح ومليشياته ومليشيات الحوثي .

حرق ساحة الحرية نقطة تحول من عمل سلمي الى عمل مسلح 

يقول قائد اللواء الشاب عزام الفرحان في حديثه ل "مندب برس" انه بعد حرق ساحة الحرية من قبل نظام علي صالح كان لافراد القوة الضاربة ان يحملوا السلاح لاسترجاع الساحة التي اقتحمتها بلاطجة المخلوع والتي كانت بمثابة مسكن ومنزل وكل شيء بالنسبة للجميع .

ولأنهم شباب لا ينتمون الى أي حزب. او اي جماعة، وخرجوا بسلاحهم الشخصي بلا امكانيات او عتاد وهدفهم الاساسي الدفاع عن تعز ضد بلاطجة علي صالح ومليشياته. فقد كان لهم الركيزة الاساسية في استعادة ساحة الحرية انذاك وحمايتها اضافة الى تضييق الخناق على اتباع ونظام علي صالح الذي كانوا يحاولون قمع المظاهرات واقتحام الساحة واحداث فجوات امنية وضربات واحتقان دموي .

"من القوة الضاربة الى لواء الصعاليك"

لربما يتجاهل البعض منبع تسمية اللواء بهذا الاسم الذي لم يأخذ على هشاشة او من عمود هامش، بحيث كان المنبع الاساسي للافراد مع اندلاع الثورة .

كشف لنا عزام الفرحان سبب التسمية وهو يتحدث ان بعد استرجاع ساحة الحرية وتشديد الخناق على بلاطجة صالح وصف المخلوع هؤلاء الشباب ب "شوية صعاليك" فكان منبع التسمية من ذلك.. لتوصيل رسالة للمخلوع مفادها تعليم صالح وبلاطجته درساً استثنائياً ومعنى هاماً في شجاعة وعزيمة وقتال هؤلاء الصعاليك الذي يتحدث عنهم .

يقول الفرحان انه تم تشكيل اللواء في ساحة الحرية ضمن مجموعتين مع اضافة افراد وشباب ابطال كرسوا كل طاقتهم للحظة الدفاع عن مدينتهم وعن مشروعهم النقي الخالص .

وكما روى الفرحان ل "مندب برس" فإنه يقول ان افراد اللواء قادوا معارك ضد قوة نظام المخلوع في ابان ثورة فبراير بسلاحهم الشخصي فقط،، فكان لهم الدور الابرز في اقتلاع هذه القوة "قوة نظام المخلوع" المصحوبة بآليات عسكرية والوية ومعدات التي كانت تحاول بذلك حدوث صراعات ودمار، واحداث نوع من التوتر والاحتقان في الشارع، وخلق ضبابية وتشويه صورة الثورة .


عودة الى المعارك، ومنع المليشيات من اقتحام المدينة 

يتحدث الفرحان عشية التوقيع على المبادرة الخليجية كان عليهم جميعاً هو وافراد اللواء ان يسلك كل واحد طريقه نحو اكمال مسيرته في الحياة بعد اكتمال المهمة وواجبهم الوطني. فمنهم من عاد لاكمال دراسته ومنهم من سافر ومنهم من واصل عمله. فكانت المناسبات هي محل اجتماع لهؤلاء بعد فترة من الغياب .

وبحسب حديث عزام الفرحان الذي لم يخلوا من الوضوح والحقيقة وفتح المجال ليكشف لموقع الموقع كل شيء دون اي اعتذار فيما يخص اللواء ومسيرة مراحله منذ بدايته حتى اللحظة .

قال عزام انهم اجتمعوا في تعز في وقت اجتياح مليشيات الحوثي وصالح العاصمة وعدد من المدن بعدما ايقن الجميع ان لا مناص من فرض القوة ومواجهة ذلك،، وسلموا للامر الواقع. فما كان على عاتق اللواء الا ان يكونوا حجر عثرة امام تمدد المليشيات وقبضة ضاربة حول رقبة المليشيات التي كانت تلهث بكل غيض وقبح نحو اقتحام المدن بقوة السلاح وراية الانقلاب .

وقف اللواء ضد زحف المليشيات بقوة السلاح، عملوا بكل روح وعزيمة على تمريغ المليشيات في مداخل المدينة، وخنقهم هناك،، ومنعهم من اقتحامها. ورغم قلة الامكانيات والعتاد العسكري لدى اللواء الا ان روح العزيمة والتضحية تتشبث في محياهم .

مارد مرعب للمليشيات 

يحتضن اللواء العشرات من مختلف احياء تعز. وايضا مدينة اب وعدن اللذين انظموا مؤخراً،، شباب متحمسون وشجعان.. اعتادوا على هواية الكفاح القتالي والفداء الجهادي باختزال الوقع وضرورة اللحظة مع تعطشهم للتعليم والعودة الى الحياة والعمل المدني وممارسة حياتهم العامة والاساسية .

فقد عملوا على تجريع المليشيا وبال من الانتكاس، واستطاعوا تمزيقهم. وتذوقهم اشد الهزائم والانتكاسات .

يقول احد افراد اللواء ل "مندب برس" الذي اصرّ على نداءه باسم "صعلوك تعز" ، ان المليشيات باتت تعلم جيداً معنى قوة وعزيمة صعاليك تعز، فقد كان للواء ان ذوق عناصر المليشيات ويلات من الهزيمة والانحدار. واصبح اللواء كابوس يختزل وجع المليشيات في كل انتكاستهم وهزائمهم المتتالية في الجبهات .

ويضيف ان اللواء يمثل حجر عثرة امام أي محاولات للمليشيات في كافة الجبهات،، ويعمل على تأمينها الى جانب وحدات اسناد وتعزيز متى تطلب الامر، فاللواء مارد مرعب للمليشيا حسب وصفه .

وعلى الرغم من استشهاد عدد كبير من افراد اللواء وجرح اضعاف منهم. فإن ذلك ورغم مرارة الوجع والألم المنغرس في كاهل بقية الرفاق، الا انه لم يتزعزع في قلوبهم أي ندم لأجل القضية الاساسية التي خرج من اجلها ابناء تعز والوطن، واستشهد في نضال مسيرتها عدد كبير الابطال .

دينامو الانتصارات 

يقول القائد عزام الفرحان ان اللواء كان له دور كبير في تحقيق انتصارات وتقدم رغم شحة الامكانيات، فقد عمل على تحرير تبة الاخوة ومربع المدينة ومحيطها قبل اشهر وكان اللواء اول من دخل مبنى المحافظة ومنطقة حوض الأشرف،، واحياء شرق المدينة، اضافة الى تحرير منطقة الحصب وجولة المرور والزنقل وتبة الخوعة وبيرباشا واللواء 35 وفتح خط الضباب بالتنسيق والتعاون مع بقية الفصائل وتسليمه بعد ذلك الى قيادة الجيش الوطني كجهة رئيسية وممثلة للدولة .

ويقول الفرحان ان من اصعب المعارك التي خاضها اللواء هي معركة استعادة منطقة الشقب بصبر التي تطل على معسكر العروس اضافة الى معسكر الدفاع الجوي والتي استمرت ايام وتأمين شارع الاربيعن.. وتمكنوا من خلالها السيطرة على اجزاء واسعة من معسكر الدفاع والحفاظ عليها حتى اللحظة .

وخلال هذه المعارك ومع مرور الوقت كان يتمكن اللواء على اغتنام اسلحة المليشيات المتوسطة بعد تحقيق اي انتصار او تقدم.. وهو ما عمل على توسع نطاق عملهم وتوزعهم بين مختلف الجبهات كقوة ضاربة وشرسة،، وتم ترجمة ذلك على الارض من خلال تحقيق انتصارات والحفاظ على المواقع وانقاذ اخرى وتعزيز جميع الجبهات .

وكما يوضح احد القيادات في جبل جرة وهو ينتمي الى لواء الصعاليك ل "مندبس" بأنه لم تتزعزع فيهم حساسية الاحداث واطالة امد الحرب بين قالب الكر والفر، وشتات البعض، ولا يتعمقوا في الخوض بجدال بشأن امور جانبية خارج اطار الهدف العام.. بل انهم يعملون على الابتعاد من تكريس هذا الجانب الذي قد يعطي ثمار خاطئة ومؤشرات سلبية في سير المعارك للوصول الى الهدف المنشود .. وهو الامر الذي جلعنا نستميت بالصمود والتضحية ومتابعة السير، واعطى لنا حافز من الامل والنظر الى عمق القضية الاساسية .

توغل في اوساط المجتمع 

يمتلك اللواء بجانب فراسة قتاله وشجاعته ميزة فريدة وهي فن التعامل وتبادل الاحترام والعطاء بين اوساط المجتمع وفصائل المقاومة الاخرى،، وهو ما جعلها نافذة للتعمق في اوساط المجتمع بطبيعة تجانسه وتعامله الممزوج برونق خاص مع الجميع بلا استثناء .

فقد توغل في احياء المدينة. وتقرب اكثر من الناس الذين باتوا يستشعرون بنوع من تبادل المودة والمحبة والامان والراحة احتراماً لابطال اللواء الذين يحملون على عاتقهم حماية احياء المدينة من أي ثغرات. اضافة الى صد اي محاولات تسلل او هجوم علاوة عن احداث نقلة نوعية في تحقيق انتصارات والحفاظ عليها .

فقد اختزلت شجاعة اللواء في ذاكرة ابناء تعز والوطن اجمع.. رواية للتاريخ من اجل هذا اللواء.. بحيث اصبح ابناء المدينة يكرسون عميق حبهم لافراد اللواء وكذلك المقاومين الاخرين، معتبرين في ذلك انهم اخيار وشجعان، وهم الركن الاساسي في تعز، كما انهم يعتبرون بمثابة العمود الفقري للمقاومة في المدينة .

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)