عاد الهدوء إلى معظم الجبهات في اليمن مع بدء لجان مراقبة وقف إطلاق النار عملها، تزامناً مع تأكيد المقاومة الشعبية التزامها التام بالتهدئة، في وقت أكد مسؤولون يمنيون أن محادثات الكويت التي تبدأ بعد غدٍ (الاثنين) ستبحث آليات تطبيق قرار مجلس الأمن 2216 وسط تفاؤل بنجاح جولة الكويت.
وعاد الهدوء إلى معظم جبهات القتال في اليمن أمس، مع بدء لجان الرقابة الميدانية عملها رغم استمرار الخروقات التي يرتكبها الانقلابيون، خصوصاً في جبهتي شرق صنعاء ومحافظة الجوف، وفق ما أكدته مصادر ميدانية وقبلية تحدثت إليها «البيان».
وأكد الناطق الرسمي لجبهة كرش قائد نصر، ترحيب قيادة ومقاتلي المقاومة الشعبية والجيش الوطني في كرش، بالهدنة احتراما لجهود الأشقاء في الخليج وتخفيفاً لمعاناة الأبرياء من المواطنين العزل الذين يعانون ويلات عدوان الميليشيات.
وأوضح نصر لـ«البيان» استمرار انتهاك الميليشيات للهدنة، حيث لاتزال قناصتها تمارس أعمال القنص على حركة المقاومين في شيفان والضاحي، كما تقوم بالقصف بالأسلحة المتوسطة على مواقع المقاومة في الضبي والضاحي وميمنة الجبهة، إضافة لاستمرار عرقلتها لسير عربات تموين الجبهة عبر استهدافها.
وفي مدينة تعز، تعرضت عدد من مواقع المقاومة والجيش في غرب المدينة (كلية الطب والسجن وحارة السعيد) والأحياء السكنية المحيطة بها لقصف عنيف من قبل ميليشيات الحوثي والمخلوع علي صالح. كما شهد موقع الدفاع الجوي بمدينة تعز اشتباكات عنيفة بعد خرق الحوثيين للهدنة.
تهدئة
بدوره، في الأثناء، دعا قيادي بجماعة الحوثي، إلى التوقف عن الحشد والتحريض والزحف، مؤكداً أن المملكة العربية السعودية وجماعة الحوثي توصلوا إلى اتفاق نهائي سيتم الإفصاح عنه بشكل نهائي في مفاوضات الكويت.
وقال محمد العماد، في منشور على حسابه في «فيسبوك»: لمن يحرض، ويحشد، ويزحف، وكأنه يعيش اللحظات الأولى للحرب، لن تصل إلى أي نتيجة، غير إزهاق أكثر عدد من أرواح الأبرياء من أبنائكم، وإخوانكم، وأهليكم، وجيرانكم، وعشيرتكم، وأبناء وطنكم».
وأشار إلى أن من وصفهم بـ«اللاعبين الدوليين»، اتفقوا على خاتمة الملف اليمني، مضيفا أنه تم الاتفاق بين الحوثيين والمملكة العربية السعودية، «على كل الخطوات لإنهاء الأزمة والحرب الحالية»، مجددا التأكيد على أنه «لا قيمة لأي زحوفات أو تحركات»، مختتما بالقول: «أمر السلام حسم بالرياض وأعلن بالكويت».
محادثات
سياسياً، أكد مسؤول رفيع في الحكومة اليمنية أن محادثات السلام في الكويت ستناقش آلية تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 وليس مناقشة شيء آخر، وأن وفد الحكومة سيتوجه غداً (الأحد) إلى العاصمة الكويتية بعد أن استكملت التحضيرات كافة.
وقال المسؤول لـ«البيان» إنه «بموجب الاتفاق مع المبعوث الدولي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد ستركز المناقشات على آلية تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي وبالذات الانسحاب من المدن وتسليم الأسلحة الثقيلة، واستعادة مؤسسات الدولة وتشكيل لجنة لمعالجة وضع المعتقلين والأسرى واستئناف مسار الحوار السياسي».
وأضاف أن «المبعوث الدولي أبلغ الجانب الحكومي موافقة الطرف الآخر على جدول الأعمال المتفق عليه، ونحن متفائلون بنجاح هذه المحادثات في ضوء التفاهمات القائمة والتي تواكب اتفاق وقف إطلاق النار، حيث بدأت اللجان الميدانية المشرفة عملها ميدانياً في مختلف الجبهات».
ووفقاً لما ذكره المسؤول اليمني، فإن «متطلبات إنجاح الجولة المقبلة من المحادثات متوفرة هذه المرة، وكل ما نتمناه هو أن يكون الطرف الآخر صادقاً في تعهداته، وأن يأتي إلى الكويت لمناقشة تنفيذ قرار مجلس الأمن وليس وضع عراقيل جديدة تحول دون إحلال السلام».
مسودة
إلى ذلك، تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، مسودة اتفاق وقف إطلاق النار الذي وقعته أطراف الصراع في مدينة ظهران الجنوب السعودية يوم 10 أبريل الحالي.
ونص الاتفاق على وقف إطلاق النار بشكل دائم في كافة محاور جبهات القتال في عموم المحافظة، ابتداء من يوم الأحد 10 أبريل، وتشكيل لجنة عسكرية من الطرفين لمراقبة وقف إطلاق النار، إضافة إلى إيقاف الاعتقالات ومعالجة ملف المحتجزين والمفقودين، والبدء بفتح الممرات الإنسانية وغيرها من الإجراءات التي تضمنها الاتفاق.
المثير في الاتفاق، هو شكر الحوثيين للمملكة العربية السعودية، على جهودها في اليمن، والذي ورد في ختام وثيقة الاتفاق.
وورد في الفقرة الختامية من الاتفاق ما يلي: «وفي ختام اللقاء ثمن الطرفان ما تقوم به المملكة العربية السعودية من جهود كبيرة لحل الأزمة اليمنية والتوفيق بين جميع الأطراف وصولاً إلى حلول كاملة وشاملة تصب في مصلحة الشعب اليمني، وفق قرار مجلس الأمن رقم 2216، لعام 2015، وباقي القرارات ذات الصلة».
وسخر ناشطون من الجماعة، التي لطالما توعدت المملكة وهاجمت نظامها، بينما هي الآن تفاوض في أرض المملكة، وتشكر قيادتها على ما قدمته لليمن.
اتصال
أجرى الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي اتصالاً هاتفيا من مقر إقامته في إسطنبول التركية بنائبه الفريق الركن علي محسن الأحمر. وأطلع الأحمر، هادي على المستجدات الميدانية في مختلف جبهات القتال وما يقابله أبطال الجيش والمقاومة من تحلٍ بالصبر والحكمة جراء استفزازات الانقلابيين. كما اطمأن الرئيس على استمرار تثبيت وقف إطلاق النار، مؤكداً الرغبة في السلام وتنفيذ القرارات الدولية ومنها قرار مجلس الأمن رقم 2216.