تظهر وسائل التواصل الاجتماعي صورة "مثالية" عن حياتنا وأنفسنا. لكن، ماذا عن الحقيقة التي تخفيها؟.
مع ظهور مواقع التواصل الاجتماعية بات من المتاح عيش حياة افتراضية بالتوازي مع حياتنا الحقيقية. لكن هذه الحياة الموازية تعكس الأبهى والأبرز في أيامنا، وتتغاضى عن القبيح أو الباهت.
لكن، بدأت تظهر بوادر فردية ومتفرقة تنادي بجعل مواقع التواصل الاجتماعي أكثر قرباً إلى الحقيقة، مثل المراهقة الاسترالية إسينا أونيل، التي بلغ عدد متابعيها على مواقع يوتيوب وفيسبوك وإنستاغرام النصف مليون متابع. كانت تخفي أونيل وراء منشوراتها السعيدة كثيراً من مشاعر الحزن والاكتئاب، ما قادها إلى تعديل التعليقات على كافة منشوراتها بشكل يعكس ما تشعر به حقاً، واصفة وسائل التواصل الاجتماعي بـ "الوهم".
وبحسب الباحث جورج نيتزبرغ، يكمن الخطر الحقيقي لوسائل التواصل الاجتماعي في "المقارنات الاجتماعية" التي نخوض بها عندما نقارن حياتنا ومظهرنا بما يظهره الآخرون عن حياتهم ومظاهرهم، وشعورنا بأن غيرنا ينعم بالسعادة أكثر منا.
لكن الواقع هو أن غالبية الأشخاص ليسوا بذات كم السعادة البادي عليهم في صورهم الباسمة على فيسبوك وإنستاغرام. وهذا ما تؤيده منظمة "National Alliance of Mental Illness" المختصة بالصحة العقلية، والتي تقول أن واحداً من كل خمس أشخاص يعاني من مشاكل في الصحة الذهنية.
وضمن الأشخاص الذي بدأوا بالتغريد خارج السرب والتعبير عن الحقيقية التي تخفيها صورهم ومنشوراتهم سيدة اسمها أمبر سميث، التي شاركت معاناتها مع "وحش" القلق كل يوم في حياتها على حد قولها، والذي قد لا يبدو في صورها على موقع فيسبوك.
أما عن نيتها من وراء هذا فهي محاربة وصمة العار المرتبطة بمن يعانون من مشاكل نفسية، وجعل مواقع التواصل الاجتماعي أكثر واقعية. وأبدى متابعو سميث دعماً كبيراً لمساعيها، وشاركوها بمئات الرسائل التي عبروا بها عن ترحيبهم بجعل الحديث عن المشاكل أمراً مقبولاً أكثر على مواقع التواصل الاجتماعي.