لكن المفاجأة كانت في انقلاب الحوثيين على السلطة الشرعية بدءا بمعارك وهجمات عدة على مدى أشهر وصولا إلى اعتصام حاشد لهم في العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر 2014، وذلك بعد اشتباكات استمرت لأيام مع الجيش وأسفرت عن مئات القتلى.
وفي اليوم التالي، وقع الفرقاء السياسيون في اليمن بمن فيهم الحوثيون على اتفاق السلم والشراكة، برعاية الأمم المتحدة، حيث نص على إنهاء اعتصامات الحوثيين بالإضافة الى الاتفاق على تشكيل حكومة وفاق وطني.
الاستيلاء على صنعاء
وتحت ذريعة الحرص على تنفيذ الاتفاق، عزز الحوثيون وجودهم العسكري في صنعاء ليمتد لاحقا إلى إسقاط العاصمة في 20 أكتوبر بعد اقتحام القصر الرئاسي ومحاصرة مقر الرئيس.
وفي السادس من فبراير عام 2015، أصدر الحوثيون إعلانا دستوريا نص على عزل الرئيس هادي، وتعطيل الدستور.
وبعدها اضطر الرئيس للجوء إلى عدن ومنها إلى خارج اليمن في 25 مارس، فيما كان الحوثيون يواصلون هجماتهم للسيطرة على قاعدة العند في طريقهم إلى مرفأ المخا على البحر الأحمر، وما يعنيه ذلك من اقترابهم من مضيق باب المندب الاستراتيجي.
وفي مواجهة الانقلاب الحوثي والتدمير الذي ألحقه باليمن، بدأ تحالف عربي بقيادة المملكة العربية السعودية في مارس عام 2015 عملية عسكرية تحت عنوان " عاصفة الحزم" من أجل إعادة الشرعية في البلاد ودحر المتمردين.
ونجحت العمليات العسكرية العربية في استعادة محافظة عدن بالكامل لتصبح العاصمة المؤقتة للسلطة الشرعية في البلاد.
وتحت وقع ضربات التحالف العربي، خسر الحوثيون وداعموهم كثير من المواقع التي استولوا عليها، فيما عدا العاصمة صنعاء ومدن محيطة.
وفي هذه الأثناء، شهدت الأجندة اليمنية محاولات شتى لأكثر من هدنة لإنهاء الحرب، تخللها مفاوضات برعاية الأمم المتحدة لم تسفر عن شيء بفعل مواصلة المتمردين وحلفائهم المماطلة والتعطيل إضافة إلى عدم الالتزام بوقف إطلاق النار.