الرئيسية > اخبار وتقارير > وقف اطلاق النار صامد رغم خروقات يقلل أطراف النزاع من تأثيرها

وقف اطلاق النار صامد رغم خروقات يقلل أطراف النزاع من تأثيرها

وقف اطلاق النار صامد رغم خروقات يقلل أطراف النزاع من تأثيرها

 أكد مسؤول عسكري يمني الاثنين صمود وقف اطلاق النار الذي بدأ تطبيقه منتصف الليل على رغم خروقات ميدانية متبادلة قلل اطراف النزاع من آثارها على الاتفاق الذي يمهد لمباحثات سلام مرتقبة.
وحضت الأمم المتحدة على تثبيت الاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ منتصف مساء الاحد، تمهيدا للبحث عن حل سياسي خلال المباحثات التي تقام برعايتها في الكويت في 18 نيسان/ابريل. وتعهد اطراف النزاع، حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي المدعوم من التحالف العربي بقيادة السعودية، والمتمردين الحوثيين وحلفائهم من القوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح، بالتزام التهدئة.
وقال رئيس اركان الجيش الموالي لهادي اللواء محمد علي المقدشي، ان وقف النار صامد رغم «اعتداءات» المتمردين.
واوضح «الهدنة لم تنهر، ونأمل ان توقف الميليشيات الاعتداءات وتلتزم بوقف اطلاق النار»، مشيرا إلى خروقات من قبل المتمردين في محافظات تعز (جنوب غرب) ومأرب (شرق صنعاء) والجوف (شمال.)
وافاد المجلس العسكري المرتبط بالقوات الحكومية في تعز عن تسجيل 25 خرقا للهدنة منذ ليل امس الأول، ومقتل مدني على الاقل في قصف المتمردين للمدينة التي يحاصرونها منذ اشهر. وأكد المجلس انه رد على الخروقات في اطار «الدفاع عن النفس».
من جهتهم، افاد المتمردون عبر وكالة «سبأ» التابعة لهم، عن «رصد اكثر من 33 خرقا منذ الدقائق الاولى لدخول وقف اطلاق النار حيز التنفيذ»، منها غارة جوية واحدة على الاقل للتحالف في تعز، وعمليات عسكرية برية في مناطق كرش (جنوب) ونهم (شمال غرب) ومأرب.
رغم ذلك، قلل المعنيون من آثار هذه الخروقات على صمود الاتفاق.
وقال العميد الركن احمد عسيري، المتحدث باسم التحالف الذي بدأ عملياته في آذار/مارس 2015 دعما لهادي، ان ما جرى «حوادث بسيطة».
واضاف «هذا هو اليوم الاول ويجب ان نكون صبورين (…) يوما بعد يوما سيكون الوضع افضل».
كما اكد رئيس الوزراء اليمني احمد عبيد بن دغر «التزام الحكومة بالهدنة»، وان توجيهات صدرت لقواته «بضبط النفس ووقف اطلاق النار»، وذلك بحسب ما نقلت وكالة «سبأ» الحكومية.
واعتبر ان «المؤشرات الاولى للهدنة تبدو جيدة».
وهذا هو الاتفاق الرابع منذ بدء التحالف عمليات التحالف، ويسبق استئناف المباحثات برعاية الأمم المتحدة في الكويت مطلع الاسبوع المقبل.
واتت تصريحات بن دغر خلال استقباله في الرياض أمس الاثنين موفد الأمين العام للأمم المتحدة اسماعيل ولد الشيخ، في لقاء تمهيدي للمباحثات.
ونقلت «سبأ» عن بن دغر قوله «نريد سلاما دائما يحقق آمال كل اليمنيين ويكون السلاح بيد الدولة فقط وليس بيد أطراف اخرى»، مضيفا «نريد الخروج من هذه الأزمة ونتمنى بان الطرف الآخر قد استوعب الدرس». وكان ولد الشيخ أبرز اهمية تثبيت الاتفاق على مساعي الحل.
وقال في بيان فجر أمس ان الهدنة «اساسية وملحة ولاغنى عنها»، وتشكل «خطوة أولى في اتجاه عودة السلام إلى اليمن». وأقر بوجود «الكثير من العمل لضمان احترام كامل لوقف الاعمال القتالية واستئناف مباحثات السلام في الكويت»، وان ذلك «يتطلب تسويات صعبة من كافة الاطراف وشجاعة وتصميما للتوصل إلى اتفاق».
الا ان الموفد الأممي رأى ان «التقدم المحرز يوفر فرصة حقيقية لاعادة اعمار البلد الذي عانى كثيرا من العنف منذ أمد بعيد»، مؤكدا انه «لم يعد بامكان اليمن السماح بخسارة المزيد من الارواح».
وتأمل المنظمة الدولية في ان تؤدي المباحثات لحل النزاع الذي ادى بحسب أرقامها، إلى مقتل زهاء 6300 شخص نصفهم تقريبا من المدنيين، منذ نهاية آذار/مارس 2015.
وستكون الجولة الثانية منذ كانون الاول/ديسمبر، حين رعت المنظمة الدولية مفاوضات في سويسرا لم تفض إلى نتيجة.
وتشدد الحكومة اليمنية على تطبيق المتمردين قرار مجلس الامن 2216 الالقاضي بانسحابهم من المدن وتسليم الاسلحة الثقيلة. ويرى محللون ان الاتفاق الجديد الذي يأتي في اعقاب تهدئة حدودية بين المتمردين الحوثيين والسعودية الشهر الماضي، يزيد الآمال في صمود الهدنة اكثر من سابقاتها. إلا ان تعثر التجارب الماضية، وآخرها تلك التي تزامنت مع مباحثات سويسرا، يبقي الحذر سائدا.
وكان المتمردون الذين يسيطرون على صنعاء منذ ايلول/سبتمبر 2014، اعربوا عن املهم مساء الاحد في التزام الطرف الآخر وقف اطلاق النار.
واكدت القوات الحكومية والتحالف احتفاظهما بحق الرد.
وتعهدت قيادة التحالف الاحد مواصلة «دعم الشعب اليمني والحكومة اليمنية في سبيل إنجاح المشاورات التي ترعاها الأمم المتحدة الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وبما يساعد الحكومة على القيام بواجباتها في حفظ الأمن والاستقرار في اليمن، والتفرغ لمكافحة الإرهاب».
ومكن التحالف الذي بدأ عملياته بغارات جوية توسعت بعد اشهر لتشمل تقديم دعم ميداني مباشر، القوات الحكومية من استعادة خمس محافظات جنوبية ابرزها عدن. 
إلا ان جماعات جهادية كتنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية، استغلت النزاع لتعزيز نفوذها خصوصا في الجنوب.
ورحب مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، ببدء هدنة مبدئية في الصراع الدائر في اليمن منذ عام، مشيرا إلى أن مفاوضات السلام ستتطلب تقديم تنازلات صعبة من كل الأطراف.
وأضاف في بيان له الاثنين، في أعقاب بدء سريان وقف العمليات القتالية، الذي تدعمه الأمم المتحدة، «لقد حان الآن وقت التراجع عن حافة الهاوية».
وأوضح أن شروط الهدنة تتضمن التزامات بوصول مساعدات الإغاثة، دون أي عائق لكل اليمنيين. وتقول الأمم المتحدة إن مئات الآلاف من الأطفال في اليمن يعانون من سوء تغذية يهدد حياتهم، كما أن ملايين الأشخاص يفتقدون الرعاية الصحية أو المياه النظيفة. 
وقال ولد الشيخ أحمد إن «التقدم الذي أُحرز يمثل فرصة حقيقية لإعادة بناء بلد عانى كثيرا جدا من العنف لفترة طويلة جدا. وأي نتيجة إيجابية ستتطلب تنازلات صعبة من كل الأطراف وشجاعة وتصميم على التوصل لاتفاق».
ويأتي وقف القتال قبل مفاوضات سلام، من المقرر أن تبدأ في الكويت تحت رعاية الأمم المتحدة. وأوضح ولد الشيخ أحمد، أن مفاوضات الكويت ستركز على 5 مجالات رئيسية هي انسحاب الميليشيات والجماعات المسلحة، وتسليم الأسلحة الثقيلة إلى الدولة ووضع ترتيبات أمنية مؤقتة، وإصلاح مؤسسات الدولة، واستئناف الحوار السياسي الشامل، وتشكيل لجنة خاصة للسجناء والمعتقلين.
من جانبه، أعرب نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية اليمني الدكتور عبدالملك المخلافي أمس عن تفاؤله بنجاح مفاوضات السلام بين طرفي النزاع في اليمن والتي تستضيفها الكويت في 18 ابريل/ نيسان الجاري برعاية الأمم المتحدة نظرا لما يتمتع به أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد من حكمة وعقلانية أكسبته القبول والاحترام اقليميا ودوليا.
وقال: ان الشعب اليمني تسوده حالة من الارتياح والتفاؤل لثقته في قدرة الكويت على لم شمل الاطراف اليمنية المتنازعة على طاولة المفاوضات للتوصل إلى حل سلمي على غرار نجاح مبادراتها السابقة.
وأشار في هذا السياق إلى دور الكويت الايجابي في الأحداث التاريخية المهمة التي مرت باليمن مثل الحرب اليمنية عام 1979 ودعوتها إلى عقد اجتماع قمة يمنية بين الرئيسين آنذاك عبدالفتاح إسماعيل وعلي صالح اسفر عن انهاء الصراع اليمني واستكمال الوحدة اليمنية التي تحققت في مايو/ ايار 1990.
وذكر أن مبادرة الكويت لاستضافة جولة جديدة من المفاوضات اليمنية تعد امتدادا لمواقفها المشرفة الداعمة لليمن سياسيا واقتصاديا منذ أكثر من نصف قرن قدمت خلالها الكثير من المساعدات الطبية والتعليمية وغيرها والتي لا تزال محل تقدير وعرفان من الشعب اليمني.
ولفت المخلافي إلى ترحيب وقبول الأطراف اليمنية بمبادرة الكويت فور طرحها بعد فشل جولة مشاورات برن في سويسرا في ديسمبر/ كانون الاول الماضي غير أن المبادرة الكويتية تأجلت عن موعدها الذي كان مقررا في الـ14 من يناير الماضي نظرا لعدم اتفاق الأطراف اليمنية حينذاك.
واكد نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية اليمني حرص الحكومة الشرعية على المشاركة في مفاوضات الكويت حرصا منها على إحلال السلام ووقف إراقة الدم اليمني وتنفيذ قرار مجلس الامن 2216 واستكمال العملية السياسية وفق المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني الشامل. وعبر في هذا السياق عن تقديره للجهود الكبيرة والمساعي الخيرة التي بذلها النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح للاعداد والترتيب لعقد هذه الجولة من المفاوضات بين الأطراف اليمنية.
وأكد ان «الدور الذي تضطلع به الكويت تجاه اليمن ليس مستغربا فقد عرفت وعلى مدى تاريخها الطويل بتقديم الدعم والمساعدة وأدت دور الوسيط النزيه المحايد الذي يسعى إلى التقريب وتحقيق التوافق بين الأطراف المتنازعة ما انعكس ايجابا في احتواء الكثير من الخلافات على المستويات العربية والاقليمية والدولية.
وقال في هذا السياق : نتفاءل بأن الكويت الخير والعطاء والسلام سوف تكون المكان الذي تتحقق فيه نتائج طيبة تعيد الأمن والاستقرار في اليمن” مشيرا إلى ان الثقة بالتوصل إلى حل سلمي في مفاوضات الكويت ليس مستبعدا بالنظر لتجارب عملية يحفل بها سجل الدبلوماسية الكويتية في معالجة الخلافات.
ميدانياً، قال مصدر ميداني أن قائد المقاومة الشعبية في مدينة دمت شمال محافظة الضالع (جنوب البلاد) نصر الرُبية، قُتل أمس الاثنين في كمين لمسلحين مجهولين في طريقه إلى مارب (شرق العاصمة صنعاء) بعد خروجه من محافظة ابين جنوب البلاد. وأوضح المصدر بأن المسلحين هاجموا الرُبية على الطريق بعد خروجه من محافظة أبين، مما أدى لمقتله واثنين من مرافقيه. 
وأضاف أن اثنين من مرافقيه جُرحوا.
ولم يتضح حتى اللحظة دوافع الهجوم، كما لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الحادث الذي يأتي في اليوم الأول من تنفيذ وقف إطلاق النار الموقع بين الأطراف اليمنية.
وفي السياق، قال مصدر محلي في محافظة الحديدة غرب اليمن إن مسلحين تابعين للمقاومة الشعبية استهدفا بقنبلة يدوية قيادياً حوثياً مع مرافقه صباح أمس الاثنين. وبحسب المصدر فإن القيادي يدعى ابومحمد استهدف اثناء تواجده في شارع «7يوليو بالقرب من مستشفى الكويت» بعد نزوله من سيارته نوع كيا وأنباء عن مصرعهما.
وينشط افراد في المقاومة في محافظة الحديدة في استهادف عناصر حوثية تسيطر بشكل كامل على المحافظة منذ نحو عام.

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)