شهدت جبهات المواجهات والشارع اليمني عموما ساعات حرجة مع موعد انطلاق عملية وقف إطلاق النار، التي دعت إليها الأمم المتحدة والتي حددت بداية تطبيقها منتصف ليل الأحد الاثنين.
وعلمت «القدس العربي» من مصدر رسمي أن عملية وقف إطلاق النار ستمضي حسب الخطة المرسومة لها، بحيث تبدأ منتصف ليل الأحد الاثنين، رغم كل المعوقات التي واكبتها والتي كادت تعصف بها لولا إصرار القائمين عليها على ضرورة البدء في تنفيذها في الموعد المحدد وتجاوز كل المعوقات وإيجاد الحلول التوافقية والمرضية لكلا الطرفين.
وأوضح أن الخلافات بين ممثلي الطرفين، الحكومي من جانب والحوثيين وحزب صالح من جانب آخر، حول النسخة النهائية لاتفاق وقف إطلاق النار، والتي على أساسها سيتم التنفيذ الفوري لعملية إطلاق النار على الأرض.
وأكد أن هذا الاختلاف استمر حتى وقت متأخر من مساء أمس، لدرجة طرح البعض فيها مقترحا بتأجيل التوقيت لبدء وقف إطلاق النار 24 ساعة، غير أن المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد احتوى الموقف ونجح في إقناع طرفي الصراع على الموافقة على بدء عملية وقف إطلاق النار في الموعد المحدد سلفا حتى لا يؤثر على مسار المفاوضات المقرر انطلاقها في 18 من الشهر الجاري في الكويت.
وجاءت عملية وقف إطلاق النار بين القوات الحكومية الممثلة بالجيش الوطني وقوات المقاومة الشعبية من جانب، وميليشيا الانقلابيين الممثلة بقوات المتمردين الحوثيين والرئيس السابق علي صالح من جانب آخر، قبل نحو أسبوع من بدء مباحثات السلام بين الجانبين في الكويت، والتي يطمح الجميع الى أن تضع حدا لحالة الاحتراب في اليمن وفتح صفحة جديدة في المسار السياسي في اليمن يشارك فيه جميع الأطراف.
وكان العديد من المعوقات صعد إلى السطح خلال الأيام القليلة الماضية مع اقتراب موعد وقف إطلاق النار، بدءا بالتصعيد العسكري في أغلب جبهات القتال، مرورا بالتصعيد في العمليات المخلة بالأمن، بالإضافة إلى الاختلاف الحاد بين الجانبين الحكومي والانقلابيين حول النسخة النهائية لتنظيم عملية وقف إطلاق النار في اليمن.
وتزامنت عملية وقف إطلاق النار مع إعلان الحوثيين وجناح الرئيس السابق علي عبدالله صالح في حزب المؤتمر الشعبي العام قبولهم المشاركة في الجولة المقبلة من مباحثات السلام اليمنية في الكويت التي ستنطلق يوم 18 نيسان/ ابريل.
وعلى الرغم من موافقتهم على ذلك واكبوا عملهم السياسي بتحركات عسكرية هدفت الى تحشيد مجاميع جديدة من المقاتلين الموالين لهم وإرسالهم إلى العديد من جبهات القتال، ومنها الجبهات المحاذية للحدود اليمنية مع السعودية، «في محاولة لاستغلال فترة الهدنة العسكرية لمجابهة أي طارئ أو ربما الاستعداد لأي تحرك عسكري يعتزمون القيام به بعد انتهاء فترة المباحثات أو في حالة فشل الهدنة أو المباحثات بين الجانبين»، على حد توضيح مصدر مقرب من جماعة أنصار الله (الحوثيون).
ويتطلع اليمنيون إلى بدء وقف إطلاق النار بفارغ الصبر آملين نجاحها هذه المرة، بعد فشل متكرر خلال الجولتين السابقتين لمباحثات السلام في سويسرا، خاصة وأن انعقاد الجولة المقبلة من المباحثات مرهون بنجاح هذه الهدنة.
وذكر العديد من المصادر أن حزب صالح والحوثيين كانا اعترضا سلفا على بعض بنود النسخة النهائية لاتفاق وقف إطلاق النار، وأعلنوا عدم موافقتهم على المسودة التي اقترحتها الأمم المتحدة، بالتزامن مع توجه وفد الأمم المتحدة إلى مدينتي صنعاء وصعدة السبت لبحث هذا الموضوع، غير أن جهودا حثيثة بذلت في اللحظات الأخيرة لاحتواء الموقف وتجاوز هذه الأزمة الطارئة.
وأشارت المصادر الى أن وفد الأمم المتحدة وصل السبت إلى صعدة برئاسة المنسق المقيم للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن جيمس مكيجورلدراك للإشراف الأممي الميداني على عملية وقف إطلاق النار في محافظة صعدة الحدودية مع السعودية، والتي تعتبر المعقل الرئيس لجماعة الحوثي، حيث يقيم زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي في أماكن مجهولة في جبال محافظة صعدة لأسباب أمنية.
اليمن يشهد ساعات حرجة
(مندب برس- القدس العربي)