مجدداً تثبت سلطنة عمان أن سياسة العزف المنفرد التي تتبعها حيال مشاكل المنطقة، تثمر في حراكها الدبلوماسي الفاعل كوسيط مستقل بين أطراف النزاع في المنطقة العربية التي تشتعل بالصراعات.
ونفذت عُمان عدة عمليات إجلاء رعايا دول أجنبية وعربية من اليمن، التي تشهد أوضاعاً أمنية متوترة بين مليشيات الحوثيين وأنصار الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح من جهة، وفصائل المقاومة اليمنية وقوات التحالف العربي من جهة أخرى.
وأمس الجمعة 8 أبريل/نيسان 2016، أعلنت سلطنة عمان عن إطلاق سراح مواطن أمريكي كان محتجزاً في اليمن، ونقله إلى مسقط تمهيداً لعودته إلى بلاده، في نجاح جديد للدبلوماسية السلطانية التي سبق أن فكت قيد عديد الأجانب والعرب من اليمن.
وقالت وزارة الخارجية العمانية: إنه "بناء على التوجيهات السامية للسلطان قابوس بن سعيد (..) لتلبية طلب الحكومة الأمريكية المساعدة في الإفراج عن مواطن أمريكي في اليمن، فقد قامت الجهات المعنية في السلطنة بالتنسيق مع السلطات اليمنية في صنعاء للإفراج عن المذكور"، بحسب وكالة الأنباء الرسمية.
وتابعت: أنه "تم مساء اليوم نقله من صنعاء إلى مسقط على متن طائرة تابعة لسلاح الجو السلطاني العماني، تمهيداً لعودته إلى بلاده".
ولم توضح الوزارة متى وأين وكيف تم احتجاز الأمريكي المفرج عنه.
وليست هذه المرة الأولى التي تساعد فيها سلطنة عمان في الإفراج عن أمريكيين محتجزين في اليمن منذ بدء النزاع في هذا البلد العربي قبل أكثر من عام.
ففي مطلع يونيو/حزيران 2015 أعلن الإفراج عن أمريكي كان محتجزاً في اليمن ونقله كذلك إلى مسقط.
كما تم الإفراج، بحسب تقارير، عن أمريكيين اثنين وبريطاني وثلاثة سعوديين كانوا محتجزين لدى الحوثيين في سبتمبر/أيلول الماضي، وتم نقلهم إلى العاصمة العمانية.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني، أعلنت وزارة الخارجية بسلطنة عمان، أنه تم إجلاء ثلاثة أمريكيين من العاصمة اليمنية صنعاء إلى مسقط على طائرة تابعة للقوات الجوية العمانية "لتلبية طلب الحكومة الأمريكية المساعدة في العثور على 3 مواطنين أمريكيين في اليمن. السلطنة نسقت مع جهات يمنية للعثور عليهم والسماح لهم بمغادرة اليمن، حيث تم نقلهم من صنعاء إلى مسقط على متن طائرة تابعة لسلاح الجو السلطاني العماني".
وتميزت السياسة الخارجية في سلطنة عمان بالحيادية على المستوى الإقليمي الدولي، وغالباً ما يكون موقفها من الأحداث الخارجية رافضاً للانحياز لأي طرف في الصراعات، حتى في القضايا التي مست محيطها؛ مثل "عاصفة الحزم" أو "التحالف الإسلامي".
وابتعدت السلطنة بقيادة السلطان قابوس بن سعيد، عن الصراعات والتكتلات الخارجية، ويرى مراقبون أن عُمان في الوقت الحالي تتعامل مع متغيرات المنطقة وفقاً لاستراتيجيات ثلاث هي: الاستفادة من مكانتها طرفاً محايداً، وتعزيز التعاون الاقتصادي على مختلف الأصعدة، إلى جانب تكثيف التعاون الأمني والسياسي مع الأطراف الدولية الفاعلة.