الرئيسية > اخبار وتقارير > السعودية تتصدر مشهد الحل السلمي في اليمن

السعودية تتصدر مشهد الحل السلمي في اليمن

السعودية تتصدر مشهد الحل السلمي في اليمن

قال خبراء ومحللون سياسيون سعوديون: إن المملكة العربية السعودية تكثف جهودها الدبلوماسية مع عدة أطراف سياسية وقبلية يمنية وأطراف دولية أخرى معنية لتسريع الحل السياسي للأزمة اليمنية؛ كونه هو الحل الدائم، خاصة بعد أن أصبحت كفة السلطة الشرعية هي الراجحة في عملية التفاوض بعد الإنجازات التي حققتها على الأرض بفضل الدعم العسكري لقوات التحالف العربي بقيادة السعودية.

وأضافوا في تصريحات لـ«البيان» أن تأكيدات ولي ولي العهد السعودي، ووزير الدفاع، الأمير محمد بن سلمان، بأن الحرب في اليمن باتت قريبة من نهايتها، وكشفه لوجود وفد يمثل الحوثيين لإجراء مفاوضات في مدينة سعودية حدودية مع اليمن «يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن السعودية باتت تتصدر مشهد الحل السلمي في اليمن بعد أن أخفقت المبادرة الأممية في تحقيق إنجاز ملموس في الأزمة اليمنية عبر المفاوضات التي تمت في جنيف تحت إشراف أممي مباشر».

رسالة طمأنة

وقال الباحث الخبير في الشؤون اليمنية د. عبد الله بن فهد العبدلي: إن تصريحات الأمير محمد بن سلمان ترسل رسالة طمأنة للشعب اليمني بكل مكوناته السياسية والقبلية ولكل المهتمين بالشأن اليمني، وفي مقدمه دول مجلس التعاون الخليجي وبقية دول التحالف العربي، مشيرا إلى ضرورة أن يكون الحراك السياسي مدعوماً بلغة القوة على الأرض عبر التحالف العربي، على اعتبار أنها اللغة التي لا يعرف غيرها الحوثيون وجماعة الرئيس المخلوع.

وأوضح العبدلي أن الأمير محمد بن سلمان أشار إلى ذلك بوضوح عندما قال في تصريحاته لوكالة بلومبيرغ إنه «إذا انتكست الأمور فنحن جاهزون»، ما يعني أن لدى القوات المسلحة السعودية جاهزية لخوض حرب طويلة في اليمن لحين إعادة الشرعية إلى البلاد وإنهاء انقلاب الحوثيين.

إشراك الحوثيين

وأعرب عن ثقته في نجاح الجهود السعودية للوصول إلى حل سلمي للأزمة اليمنية من شأنه وقف القتال ونزيف الدم في اليمن، مشيرا إلى أن المملكة حريصة على إشراك الحوثيين وبقية الأطراف السياسية اليمنية في أي تسويات سياسية مستقبلية لضمان الأمن والسلم في هذا البلد المهم عربياً وإسلامياً.

خسارة المخلوع

من جهته اعتبر المحلل السياسي د. معاذ بن علي الجفري أن تصريحات الأمير محمد بن سلمان حول قرب التوصل لحل سلمي للأزمة اليمنية يؤكد أن مسار الحل السياسي يمضي قدماً في تحقيق أهدافه، خاصة إذا ما التزم الحوثيون بأجندة وطنية وليس بأجندة خارجية إيرانية من شأنها أن تزيد من تعقيد الأزمة.

وأوضح الجفري أن المملكة حرصت على دفع الحوار اليمني قبل «عاصفة الحزم» ولكن المتمردين أصروا واستكبروا ومضوا في غيهم حتى أصبحوا مضطرين الآن إلى الانصياع لصوت العقل وإيفاد ممثليها إلى السعودية للدخول في مفاوضات للتسوية السياسية، مشيراً إلى أن هذه المفاوضات أغضبت بلا شك الرئيس المخلوع الذي سيفقد في حال نجاح المفاوضات السعودية الحوثية حليفه الأساسي.

حرص سعودي

أما أستاذ العلوم السياسية السابق بجامعة الملك سعود د. عيد الحيزان فاعتبر أن تصريحات ولي ولي العهد السعودي، بأن الحرب في اليمن باتت قريبة من نهايتها، وكشفه لوجود وفد يمثل الحوثيين لإجراء مفاوضات في مدينة سعودية حدودية مع اليمن أكبر دليل على حرص السعودية على التسوية السياسية بين مختلف الفصائل اليمنية.

وأشار إلى أن هذه التصريحات تأتي في وقت تتجه فيه الأنظار الإقليمية والدولية لطاولة الحوار في الكويت، التي ستستضيف فريقي الحكومة الشرعية والمتمردين الحوثيين وحلفاءهم لاستئناف الحوار السياسي ومناقشة الحلول المتاحة وسط آمال بسرعة إنهاء الحرب وبدء عملية سياسية واقتصادية يكون أساسها إعادة إعمار اليمن.

وأوضح الحيزان أن رضوخ الحوثيين للحوار جاء بعد أن خسروا وحليفهم المخلوع صالح أكثر من 75 في المئة من الأراضي اليمنية التي تحررت من الانقلاب الذي قاموا به، حيث أصبحت الحكومة الشرعية على مقربة من استعادة الدولة واستقرار الأوضاع في اليمن.

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)