الرئيسية > اخبار وتقارير > «دواعش» اليمن يهددون مدارس البنات

«دواعش» اليمن يهددون مدارس البنات

«دواعش» اليمن يهددون مدارس البنات

من «يا رفيقة بالعمل شاركينا، احرقي الشرشف وسيري معانا» الشعار الذي رفعه النظام الاشتراكي في جنوب اليمن خلال النصف الثاني من القرن العشرين، إلى تهديد الطالبات غير المحجبات بنسفهن بالمتفجرات وفق تحذير منسوب إلى تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» وزع الأسبوع الماضي، شهدت حرية المرأة اليمنية أوضاعاً متقلبة صعوداً وهبوطاً لتبقى الأيديولوجيا هي المحرك الأبرز لمختلف الحالات.


فبعد طفرة الحقوق غير المسبوقة التي حصلت عليها المرأة إبان الحكم الاشتراكي للجنوب، بات سكان معظم هذه المناطق الجنوبية رهينة الجماعات المتشددة مثل «القاعدة» و «داعش» توازياً مع سيطرة ميليشيا «أنصار الله» الشيعية على صنعاء ومعظم مناطق الشمال.

 

واستغلت التنظيمات المتشددة انهيار الدولة لفرض سلطتها وتنميط سلوك السكان وفقاً لمنظور أيديولوجي ديني متشدد.

 

وعلى رغم أن «داعش» صار حقيقة يؤكدها تبنيه عمليات انتحارية، بيد أن قطاعاً واسعاً من الجنوبيين يرفض الإقرار بهذا الواقع. ويقول أصحاب هذا الرأي أن خلايا نائمة تابعة للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح تنفذ هذه العمليات الإرهابية لإضعاف موقف الحكومة الشرعية وجذب روسيا للتدخل في اليمن.

 

وتشهد مدينة عدن منذ تحريرها منتصف العام الماضي من قبضة ميليشيا الحوثيين وصالح الانقلابية، انفلاتاً أمنياً واغتيالات وتفجيرات.

 

وتسبب تهديد نسب إلى تنظيم الدولة الإسلامية (ولاية عـــدن أبين) طالبات عدد من المدارس الثانوية في عدن بالقتل في حال لم يلتزمن ارتداء الحجاب، في إثارة الرعب في أوساط الطالبات وعائلاتهن.

 

التهديد جاء غداة مهاجمة مسلحين دار المسنين في مدينة عدن وقتلهم 16 شخصاً من نزلاء الدار بينهم 3 مبشرات أجنبيات.

 

وفيما امتنعت مديرة ثانوية عدن النموذجية للبنات وهي إحدى المدارس التي شملها تهديد «داعش» عن الرد على استفسارات «الحياة»، أكدت مصادر تربوية توقف الدراسة في 3 مدارس للبنات. وكانت جماعات مسلحة تنسب نفسها إلى تنظيم «داعش» شنت هجمات وأصدرت تهديدات لكليات جامعية في عدن مطالبة بالفصل بين الذكور والإناث.

 

ويدرج بعض التربويين ممن تحدثت إليهم «الحياة» التهديدات الموجهة إلى مؤسسات التعليم في إطار الصراع الناشب بين القوى الجنوبية التي شاركت في حرب تحرير عدن، لكن هذه المصادر تتفق على الأثر السلبي لهذه التهديدات على تعليم الإناث الذي يشهد أصلاً تراجعاً منذ اندلاع النزاع السياسي والمسلح.

 

هكذا حلت مناسبة اليوم العالمي للمرأة في 8 آذار (مارس) وحقوق المرأة اليمنية في تراجع غير مسبوق. وكان تهميش المرأة وما زال قاسماً مشتركاً بين مختلف التنظيمات الإسلامية.

 

وإضافة إلى اشتراكهم في رفع راية الجهاد يلتقي ما يسمى «دواعش السنّة والشيعة» في استهداف الحريات العامة والفردية والسعي إلى قولبة المجتمع وفقاً لفهم متشدد للشريعة الإسلامية.

 

وصار واضحاً أن ضرب حريات النساء وحقهن في التعليم يمثل هدفاً رئيساً للجماعات الإسلامية المتشددة على اختلاف مشاربها.

 

وكانت المدارس الدينية واحدة من الأدوات الأيديولوجية للمتطرفين، ولا يعني هذا براءة منهج التعليم الرسمي والخاص من المساهمة في بث أفكار التطرف وفق ما برهن باحثون.

 

فمع كل موجة عنف تضرب البلد الأفقر عالمياً تكون قيم التعايش والتحديث الضحية الأولى. ومنذ اندلاع الحرب الأهلية التي تشهدها البلاد على خلفية انقلاب مسلح تنفذه منذ أيلول (سبتمبر) 2014 القوات العسكرية الموالية للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح وميليشيا الحوثيين المدعومة من إيران، هيمن الطابع المذهبي على الصراع السياسي حتى صارت الطائفية بورصة اجتماعية ودينية تغذي تنظيمات الإسلام السياسي في الاتجاهين.

 

وتحظى التنظيمات المذهبية المتشددة مثل «داعش» و «أنصار الله» بجاذبية كبيرة في أوساط الشبان ممن كفروا بوعود الوحدة والديموقراطية، وصار الماضي والهويات المذهبية والمناطقية ملاذاً لكثير من الفقراء والعاطلين من العمل يحتمون بها هرباً من واقعهم.

 

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)