الرئيسية > علوم وتكنولوجيا > ساعات الهواتف الذكية .. ليست ذكية

ساعات الهواتف الذكية .. ليست ذكية

ساعات الهواتف الذكية .. ليست ذكية

لم تكتف شركات التقنية بتوسيع تنافسها على الهواتف الذكية وحسب، بل زادت حدة التنافس إلى ملحقات الأجهزة، وصولا إلى الأجهزة شبه المستقلة.

 

ولعل الساعات الذكية التي بدأت الظهور على شاشات الإعلان والأسواق خلال السنوات الثلاث الأخيرة، تعد المنتج الأغرب والأشد دقة في العرض، بسبب عدم وجود مساحة للإضافات.

 

ولأن التاريخ روح المستقبل، قد يغيب على كثير من المستهلكين أن الساعات التي تقترن بهواتفهم لم تكن بالفعل أول ساعات ذكية، بل جاءت بعد 40 عاما من اختراع أول ساعة ذكية.

 

شركة «هاميلتون واتش» أصدرت في عام 1972 ساعاتها الشهيرة - آنذاك - «بولسر» وكانت هذه الساعات أول ساعات من نوعها، حيث كان باستطاعتها تخزين وحدات رقمية في ذاكرة صغيرة، وحصلت على سبق الإصدار.

 

بعد ذلك، شرعت «سيكو»، عملاق الساعات العالمية، في تطوير ساعات تتميز بقدرات حاسوبية، فخلال عام 1983 قدمت ساعة بلوح مفاتيح خارجي منفصل تدخل من خلاله بيانات تخزن على الساعة، وكانت مثيرة للاهتمام في ذلك الوقت.

 

تاريخ الساعات الذكية القديمة لم يكن أفضل من نظيراتها الحديثة، إذ لم تستمر خطوط إنتاج المصانع العالمية في صنع تلك الساعات، ويبدو من خلال تجارب وأرقام أن الساعات الذكية الحديثة لن تكون أفضل من سابقاتها.

 

وتتنافس شركات تصنيع الهواتف وأجهزة الكومبيوتر اليوم في ابتكار ساعات ذكية بتصميم عصري وأناقة ملحوظة، تمكن المستخدم من التحكم، وتعمل بمثابة جهاز تحكم عن بعد. ليس هذا وحسب؛ بل تبدو كقطعة زينة تواكب الموضة.

 

شركة سامسونغ، ثاني أكبر منتج للهواتف الجوالة بعد «نوكيا»، أطلقت «غالاكسي جير» في السوق عام 2013، وهي ساعة ذكية تعمل بنظام التشغيل «أندرويد» وتتيح للمستخدم بعد ضبط الإعدادات؛ التحكم في هاتفه الجوال أو أي جهاز آخر عن طريق استعراض كل ما يظهر على شاشة الهاتف عن طريق شاشة هذه الساعة.

 

تلقى هذا الابتكار الكثير من التعليقات السلبية من جانب النقاد في هذا المجال، حيث لم يتمتع تصميم الساعة بالمرونة الكافية التي تجعلها مريحة عند ارتدائها على معصم اليد.

 

من جانب آخر، لم تحقق مبيعات هذا المنتج نجاحا يذكر. دليل ذلك؛ تسجيل نحو 30%على الأقل من حالات إرجاع المنتج من طرف عملاء لم ينل رضاهم في الولايات المتحدة.

 

في نوفمبر من عام 2013، نشرت «رويترز» عن مصادر في الشركة عن بيع 800 ألف قطعة من المنتج جرى بيعها في دول مختلفة حول العالم. في المقابل، انتقدت وكالة الأنباء الكورية (يونهاب) هذا التصريح، وعلقت بالقول: «هذا الرقم يمثل الوحدات التي شحنت.. ليس الوحدات التي تم بيعها».

 

منافس كوري آخر دخل إلى خط المنافسة: «إل جي»، ساعتها «إل جي جي» الذكية عام 2014، التي امتازت بتعدد مميزاتها وشكلها العصري، والأهم من هذا مقاومتها للماء والغبار.

 

مقارنة بساعة «سامسونغ» الذكية، تميزت «إل جي جي» بتصميم مرن، مما جعلها أكثر راحة على معصم اليد، لكن من ناحية أخرى فهي لا تتمتع بوضوح العرض كما هو ملحوظ في شاشات ساعة «سامسونغ».

 

ثالث الشركات: «سوني»، وساعتها الذكية «MN2SW»، التي أطلقتها في 2013؛ امتازت بتعدد خياراتها من حيث الألوان وخامة سوار المعصم، لتلائم مختلف الأذواق، أما من حيث الأداء فلم يكن هناك أي خاصية تميزها عن غيرها من الساعات الذكية.

 

ورغم وصولها المتأخر على غير العادة، أطلقت «أبل» ساعتها في سبتمبر 2015، وأعلنت عنها خلال مؤتمر خاص أقيم بسان فرانسيسكو.

 

الساعة تمثل أول جهاز ذكي تصنعه «أبل» يمكن ارتداؤه. وحازت إعجابا واسعا لدى الناقدين، خاصة لقدرتها على تفعيل التمارين الرياضية من خلال الأوامر الصوتية، وإمكانية الرد على الرسائل من خلال الإملاء الصوتي، إلى جانب استخدام الرموز التعبيرية.

 

وسط هذا التنافس، لكن هل أثبتت اليوم الساعة الذكية أهميتها للمشتري؟ هل هي بمثابة قطعة إلكترونية لا بد من اقتنائها أم يقتنيها البعض لمجرد الرغبة في مواكبة ما حولهم دون أي استفادة فعلية؟

 

نشر موقع «BGR.com» تصريحا لماتياس دوارتي، نائب رئيس قسم التصميم لـ«غوغل» قائلا: «أنت لا تحتاج اقتناء ساعة ذكية»، مضيفا: «قد يحتاجها الرياضيون أو من يحبون تلقي رسائل التنبيهات، أما بقية الناس فهم يعدونها (فتاحات علب إلكترونية)» في تعليق ساخر يوضح مدى عدم الاحتياج لهذه الساعات من وجهة نظر دوارتي.

 

موقع «Gizmodo» التقني يفيد بأن مجرد فكرة ابتكار ساعة ذكية بحد ذاته فكرة لا جدوى منها، لأنها كما يقول الموقع: «حل مطول لمشكلة بسيطة جدا يكمن حلها في وضع يدك في جيبك وإخراج هاتفك الجوال بدلا من التحكم فيه عن بعد».

 

ليس هذا فحسب؛ بل نشر موقع «Fudzilla» مقالا عن دراسة جديدة توضح أن الساعات الذكية لا جدوى منها وأنها عديمة الفائدة تماما.

 

وناقشت الدراسة سمات الساعات التي يجزم مروجوها بأنها مفيدة ورائعة، وتواكب نشاطات المستخدم اليومية ويمكن التحكم فيها.

 

تقول الدارسة إنها مميزات موجودة مسبقا في جميع الهواتف الذكية، ولهذا؛ يظهر سؤال مهم: ما الحاجة الحقيقية التي تكمن وراء شراء الساعة الذكية؟ شاركنا برأيك في التعليق.

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)