قالت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية في تقرير لها: إن السعودية تواجه أسوأ توقعات مالية مستقبلية منذ 15 عاما، في ظل انخفاض أسعار النفط، مما دفع الحكومة للإعلان عن ميزانية تقشف في ديسمبر الماضي.
وأشارت إلى أن المملكة قررت تقليص الإنفاق لسد الفجوة ورفعت أسعار البنزين والكهرباء والمياه للمستهلكين، كما رفعت أسعار الغاز والمواد الخام اللازمة للصناعة.
وزعمت أن تلك الخطوات الجذرية ولدت القلق من خطر وقوع اضطرابات اجتماعية بين السكان الذين اعتادوا طويلا على السخاء الحكومي.
ووفقا لبنك "إتش إس بي سي"، فإن تقليص الدعم سيكلف الأسرة المتوسطة نحو 140 دولار شهريا بشكل إضافي، لكن على الرغم من الموجة الأولى من التعليقات على القرار والتي ظهرت على مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن معظم السعوديين استقبلوا تلك الزيادات بشكل جيد، وذلك وفقا لسعوديين ودبلوماسيين.
وأبرزت الصحيفة تصريحات لـ"جوزيف ويستفال" سفير الولايات المتحدة لدى المملكة خلال مشاركته في مؤتمر بالرياض الشهر الماضي، تحدث فيها عن أن أفضل وقت لتغيير ثقافة، عندما تكون أسعار النفط منخفضة وهناك مشاكل أمنية في المنطقة.
وأضاف أنه في ظل كل تلك الاضطرابات في المنطقة ، فإن الشعب السعودي يتفهم أن شيء ما يجب أن يتغير، لكن في الأوقات التي تكون فيها الأوضاع جيدة لا يريد أحد أن يتغير.
من جانبها تحدثت الأستاذة الجامعية "روبا النبهان" عن أن أسرتها قلقة بشأن زيادة تكلفة استهلاك الكهرباء التي تصل تكلفتها في العادة خلال الصيف إلى 3 آلاف ريال سعود، لكنها أشارت إلى أن كثير من السعوديين مستعدون للقيام بمثل هذه التضحيات بسبب التحديات الاقتصادية التي تواجه المملكة.
وأضافت أن الشيء المهم بالنسبة لنا هو الأمن، ونحن نعلم أن الوضع الحالي مؤقت وأن اقتصادنا سيتعافى قريبا.