قال مسؤول يمني سابق، إن عائدات تنظيم "القاعدة" من الاتجار بالنفط تبلع نحو 150 مليون دولار شهريا، مطالبا الحكومة الشرعية والتحالف العربي بالبدء في عملية عسكرية لإنهاء تواجد التنظيم في حضرموت والساحل الشرقي لليمن.
وأكد وزير النقل اليمني السابق بدر باسلمة، في منشور على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، إن عائدات تنظيم القاعدة من تهريب المشتقات النفطية تصل إلى مليار ريال يمني يوميا (4.651 ملايين دولار).
وكان باسلمة وزيرا للنقل في حكومة خالد بحاح حتى مطلع ديسمبر/كانون الأول الماضي حيث عين الرئيس عبد ربه منصور هادي، وزيراً جديدا للنقل ضمن تعديل وزاري شمل عدة وزارات.
وقال باسلمة: "لم تعد موانئ الساحل الشرقي لليمن تمول المشتقات النفطية لتلك المحافظات فقط بل أيضا يتم تهريبها لتحالف الحوثيين و(الرئيس المخلوع علي عبدالله) صالح، ويتم إجبار البواخر على دفع إتاوات مباشرة لعناصر التنظيم".
ولا يزال تنظيم القاعدة يوسّع نفوذه في اليمن، مستغلا الحرب الدائرة بين الحكومة الشرعية المدعومة من التحالف العربي بقيادة السعودية، وبين جماعة الحوثي التي انقلبت على السلطات الشرعية في البلاد منذ سبتمبر/أيلول 2014.
ومطلع فبراير/شباط الجاري، سيطر مسلحون ينتمون إلى تنظيم القاعدة، على بلدة عزام التجارية في محافظة شبوة جنوب شرق اليمن، قادمين من المكلا عاصمة محافظة حضرموت المجاورة.
وسيطر التنظيم على المؤسسات المالية والحكومية والأسواق في البلدة التجارية، ضمن مساع لزيادة إيراداته التي تعزز تواجده وتؤمّن نفقاته الحربية.
وقال الوزير باسلمة، إن خطوط الإمداد الفعلي لتحالف لحوثيين وصالح من أسلحة وممنوعات ومشتقات نفطية تنطلق من الشريط الساحلي لمحافظتي حضرموت والمهرة (شرق اليمن) ومن ميناء تاريخي معروف في محافظة شبوة (جنوب شرق البلاد)، حيث تمر المواد المهربة بحرية عبر شبوة والبيضاء لتصل للمتمردين.
وأوضح المسؤول اليمني أن موانئ شرق البلاد أصبحت محطة لتهريب المخدرات والأسلحة ويدير تنظيم القاعدة من خلالها تجارة مربحة.
وكشف وزير النقل السابق أن عناصر التنظيم تفرض جباية تقدر بنحو 80 ريالا عن كل لتر بنزين، وأن الكمية التي تدخل إلى موانئ حضرموت المطلة على البحر العربي تقدر بنحو 10 آلاف طن من البنزين يوميا (10 مليون لتر)، تبلغ عائداتها حوالى 800 مليون ريال (3.720 ملايين دولار).
وأوضح أن هناك عائدات يومية من تهريب المخدرات والسلاح تقدر بحدود 200 مليون ريال يوميا (930 ألف دولار).
وكان التنظيم لجأ إلى تمويل عملياته في المدينة التي تعد عاصمة حضرموت، أكبر محافظة في اليمن، عبر شرعنة نهب المصارف الحكومية والخاصة وبيع النفط الخام.
وقال قيادي في التنظيم يدعى أبو العباس، في احتفالية جماهيرية مؤخرا، إنه "لا حرج في الحصول على أموال المصارف كونها أموال المسلمين وتذهب للجهاد".
وعمد مسلحو تنظيم القاعدة إلى نهب بعض البنوك التجارية ومكاتب البريد اليمني في محافظة حضرموت، جنوب البلاد، أثناء مهاجمتهم لها، مبررين هذا الفعل بأن أرصدة هذه البنوك هي "أموال المسلمين، ويجب أن ترد إليهم، ووزعوا بعض هذه الأموال على المواطنين، باعتبارها أموالا تتبع نظام صنعاء، الحليف للولايات المتحدة، وشريكها في الحرب على القاعدة".
ويحصل التنظيم على عائدات من خلال فرض الغرامات والإتاوات على التجار والسكان. وأعلن التنظيم، مطلع يوليو/ تموز، عن فرض عقوبات مالية قاسية على تجار نبتة القات، ونشر التنظيم ملصقات في امأكن عدة بالمكلا تتضمن تلك التحذيرات. ويقول مراقبون إن تلك الغرامات وفّرت دخلا إضافيا جيدا للتنظيم.
وتؤكد مصادر نفطية يمنية ومصادر محلية لـ "العربي الجديد"، أن تنظيم القاعدة يسيطر على ميناء الضبة النفطي في المكلا، شرق اليمن، منذ سبتمبر/ أيلول الماضي، وقام بنهب المباني والمنشآت، فضلاً عن استحواذه على نحو ثلاثة ملايين ونصف المليون برميل من النفط الخام كانت في ستة خزانات ضمن منشآت الميناء.
وأشارت المصادر إلى قيام قادة التنظيم بإجراء اتصالات لإبرام صفقة بيع الكمية لوكلاء محليين أو لسفن في عرض البحر. وأوضحت أن عناصر التنظيم أجبرت شركة "بترو مسيله" الحكومية على إيقاف ضخ النفط من حقول المسيلة.
واعترف التنظيم ببيع النفط الخام من ميناء الضبة، وقال التنظيم، في بيان صدر في سبتمبر/أيلول الماضي، إن "الخطوة جاءت نتيجة للوضع المأسوي والعجز الكبير في ميزانية الكهرباء في ساحل حضرموت".
وقُتل ستة عناصر على الأقل من تنظيم "القاعدة" في اليمن في غارة جوية لطائرة أميركية بدون طيار، بينهم قيادي مهم يدعى جلال بلعيدي وملقب بأبو حمزة الزنجباري. وتعتبر الولايات المتحدة تنظيم "القاعدة" في اليمن الفرع الأخطر في هذه الشبكة.