خاضت قوات الشرعية في محافظة مأرب صباح أمس الجمعة، مواجهات عنيفة مع ميليشيات المخلوع صالح والحوثي، بهدف السيطرة على منطقة جبل هيلان الاستراتيجية، التي ظلت خلال الفترة الماضية مصدراً لإطلاق صواريخ الكاتيوشا على قوات الشرعية ومدينة مأرب. وفي تعز دارت مواجهات شرسة في محيط القصر الجمهوري ومعسكر الأمن الخاص، وأحبطت قوات الشرعية محاولة تسلل للميليشيات الانقلابية إلى «كرش»، وأعلنت قبائل البيضاء النفير وتشكيل «كتائب سلمان»، وتنادت قبائل ذمار للرد على استفزازات الميليشيات التي اختطفت مدنيين في المخا، في وقت وصل نائب الرئيس رئيس الحكومة خالد بحاح إلى عدن للبحث مع الرئيس عبدربه منصور هادي تحرير تعز واستعادة حضرموت من الجماعات الإرهابية.
وقالت مصادر في المقاومة إن أجزاء واسعة من منطقة جبل هيلان الاستراتيجي وأجزاء من الجبل في مديرية صرواح غرب المحافظة باتت تحت سيطرة قوات الشرعية، منوهة بأن التقدم في هذه الجبهة تحقق بإسناد جوي من مقاتلات التحالف العربي.
وتصاعدت حدة المواجهات في جبهات القتال بين المقاومة وقوات الجيش الوطني من جهة والميليشيات من جهة أخرى بمحافظة تعز، بالتزامن مع تكثيف مقاتلات التحالف العربي للغارات الجوية. ودارت معارك شرسة في محيط القصر الجمهوري ومعسكر قوات الأمن الخاص وأسفل سوق عصيفرة بين المقاومة والميليشيات بينما تشهد جبهة الجحملية وثعبات هدوءاً حذراً بعد معارك عنيفة استمرت لمدة ثلاثة أيام. وأفشل الجيش والمقاومة الشعبية محاولة الميليشيات للتسلل باتجاه جبل جره، كما أحبطت محاولة تسلل على منطقة كرش الفاصلة بين مدينة تعز ولحج، وسيطرت على خمسة مواقع في منطقة الحويمي بمحيط بلدة كرش شمال لحج. وقتل وجرح أكثر من 15 من عناصر الميليشيات وأسر عشرة آخرون بينهم عناصر استطلاع لصواريخ، كما تم مداهمة مكان بالعند واعتقال خلية. ودمرت صواريخ الكاتيوشا العشوائية التي اطلقها المتمردون من الشريجة مسجداً في كرش.
وفي السياق ذاته تدور اشتباكات متقطعة في قرية الأعبوس بمديرية حيفان بين المقاومة الشعبية وميليشيات الحوثي وصالح.
وقصفت الميليشيات منازل المدنيين في تعز بصواريخ الكاتيوشا والمدافع الثقيلة ما أدى لسقوط ضحايا. وأُصيبت امرأة برصاص قناص في قرية حنا.
وفي مدينة المخا، شنت الميليشيات حملة مداهمات لمنازل مدنيين وخطفت نحو عشرة أشخاص. وقال مصدر محلي ل«الخليج» إن ميليشيات الحوثي وصالح استحدثت سجونا خارج المدينة منذ أشهر وإن كثيرا من المختطفين يقبعون فيها.
ودمرت مقاتلات التحالف العربي، أمس الجمعة، منصتين لإطلاق الصواريخ في دمنة خدير، شرق تعز. كما استهدفت المقاتلات مواقع وتجمعات لميليشيات الحوثي وصالح بمديرية حيفان وفي منطقة نبرة في جبهة الشريجة جنوب شرق تعز. وشنت مقاتلات التحالف العربي غارات جوية على تجمعات وآليات الميليشيات في منطقة الطمر في مديرية موزع غرب تعز.
من جهة أخرى أعلنت قبائل البيضاء، أمس، النفير ضد ميليشيات الحوثي وصالح وشكلت كتائب مقاومة اطلقت عليها اسم كتائب سلمان، كما تداعت قبائل عبيدة في مديرية الحداء بمحافظة ذمار، لترتيب صفوفها وتدارس الرد على استفزازات الميليشيات التي شنت أمس عمليات اختطاف لمناهضين لها في منطقة حزم العدين والرضمة بمحافظة إب.
إلى جانب ذلك وصل بحاح، أمس، إلى مطار عدن وأقلته مروحية إلى قصر الرئاسة في معاشيق للقاء الرئيس هادي. وقال بحاح إنه سيبحث معه ملف تحرير تعز ورفع الحصار عنها، والتحضيرات للمشاورات المقبلة مع الانقلابيين برعاية الأمم المتحدة، والجهود من أجل التمهيد لعودة الحكومة بشكلها الكامل إلى عدن من أجل ترسيخ الأمن وتطبيع الحياة بشكلها الكامل. إلى جانب مناقشة الأوضاع في كل المحافظات المحررة وخصوصا تلك التي تسيطر عليها الجماعات المتطرفة والإرهابية وفي مقدمتها مدينة المكلا عاصمة حضرموت، ونبحث الآليات المناسبة والمزمنة لتحريرها وعودتها إلى حاضنة الدولة، وإيجاد الحلول الممكنة للقضايا الصحية والأمراض الخطيرة والقضايا الإغاثية والمتعلقة بآلية إيصال المواد اللازمة للمناطق ذات الاحتياج في المناطق المحررة.