ذكرت قيادات عسكرية في الجيش اليمني، لـ«الشرق الأوسط»، أن الأيام القليلة المقبلة ستكون الفاصلة في عملية تحرير تعز، بعد تقدم القوات الموالية للشرعية في وادي الضباب الذي يبعد عن المدخل الجنوبي الغربي لمحافظة تعز بنحو ثلاثة كيلومترات على الطريق الرئيسي الذي يربط مدينة تعز بمدينة تربة، ولفتت القيادات العسكرية إلى أن قوات الجيش تستعد في هذه المرحلة لعمل عسكري موسع لتحرير المدينة، بالتنسيق مع قيادات التحالف العربي الذي تقوده السعودية، والمقاومة والجيش الوطني في داخل تعز، الذي يقوم في الوقت الراهن بإرباك الحرس الجمهوري وميليشيا الحوثيين وصد هجماتهم العسكرية التي تستهدف المدينة، والدخول في مواجهات عسكرية واشتباكات على خط «الحوبان»، ومنطقة المطار.
ونقلت صحيفة «الشرق الأوسط» عن مصادر عسكرية قولها أن قاعدة العند، الواقعة في الشق الجنوبي من اليمن، وتبعد نحو 60 كيلومترًا عن عدن، ستدعم الجيش في الساعات المقبلة بوحدات عسكرية جديدة، لإكمال مسيرته وتحرير ما تبقى من مدن في إقليم «الجند»، خصوصًا أن الجيش يحقق تقدمًا في مديرية كريش.
وقال العميد عبد الله الصبيحي، قائد اللواء 15 ميكا، وقائد القطاعي الشمالي الشرقي في عدن لـ«الشرق الأوسط»، إن «الجيش يحقق تقدمًا ملحوظًا باتجاه تعز، خاصة في وادي الضباب أحد أبرز الجبهات التي تمركزت فيها الميليشيا لوقف زحف الجيش نحو تعز، إضافة إلى جبهة كريش التابعة لمحافظة لحج، وهذا التقدم سيغير كثيرًا في المواجهات المقبلة مع الميليشيا بعد تراجعها للمواقع الخلفية، مضيفًا أن التقدم العسكري لمسافات طويلة في هذه الجبهة، وضع الجيش على مشارف تعز، وأصبح قريبًا من أي وقت لتحرير المدينة.
وأوضح قائد اللواء 15 ميكا، أن الدعم الجوي من قوات التحالف العربي ضرب تجمعات ومعدات عسكرية مختلفة، مما مكّن الجيش من التقدم بعيدًا عن وادي الضباب، وهذه الضربات فتحت المجال لقيادات الجيش للتحرك بشكل أسرع وأشمل، مشيرًا إلى أنه وفقًا للمعطيات وما يجري على أرض الواقع من أحداث عسكرية، فإن العمل العسكري سيكون من مختلف الجبهات بتقدم الجيش من خارج المدينة، ودعم طيران التحالف وتحرك المقاومة الشعبية في الداخل لعمل إرباك للميليشيا، وهو ما يعرف في العرف العسكري بوضع العدو في المنتصف وضربه من جميع الجهات. من جهة أخرى، شنت المقاومة الشعبية في إقليم تهامة هجومًا عسكريًا على مقر ميليشيا الحوثيين والحرس الجمهوري بصاروخ «لو» في عزلة الزريبة شرق مديرية زبيد في محافظة الحديدة، إضافة إلى هجوم آخر على مقر تجمع للميليشيا في الحديدة بعبوة ناسفة، وموقع يعتقد أنه مقر لتجنيد الأفراد لصالح الميليشيا، تمهيدًا لإرسالهم لمعسكرات تدريب، ومن ثم إلى جبهات حرض والمخا للقتال مع الحوثيين، بينما ضربت ميليشيا الحوثيين وبشكل عشوائي بالمدفعية الثقيلة «الزنقل، والجامعة» وقرى صبر وتبة الكشار، مما نتج عنه انهيار مباني المواطنين وإصابة العشرات جراء هذا القصف.