في الكلمة المنسوبة إلى زعيم تنظيم داعش التي بُثت مساء السبت، ركز أبوبكر البغدادي هجومه على المملكة العربية السعودية، وفي انتظار تأكد المحللين من تاريخ التسجيل الذي لم يتبين بدقة، يبدو أن البغدادي سجل هده الكلمة، بعد فترة قصيرة من الإعلان عن تشكيل التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب.

ورغم التناقضات والتباينات الكثيرة التي تجعل الشكوك تحوم حول هذا التسجيل، إلا أن بعض المتابعين والمعنيين لم يفته رصد بعض الأرقام الدالة في هذا الخطاب التحريضي، ذلك أن البغدادي كشف في هذا التسجيل الكابوس الذي يؤرقه حسب الترتيب، لتكون إسرائيل، بمعنى مسمى العدو الذي تتحتم مواجهته، آخر همومه وأولوياته.

ترتيب
وفي هذا السياق، جاءت كلمة السعودية، في طليعة الاهتمامات في هذا التسجيل بـ 70 مرة، ثم آل سعود، بـ24 مرة، ثم الجيش السعودي بـ15 مرة، فمصر 12 مرة، وأخيراً إسرائيل مرة واحدة "انتظرونا".

وعليه يمكن القول إنه إذا كان لمثل هذا التسجيل هدفٌ استراتيجي فإنه لن يخرج عن إطار التنديد بتشكيل التحالف الإسلامي ضد الإرهاب، بما أن هذا التحالف كان المحور الواضح الوحيد في هذا التسجيل، على عكس بعض الأحداث الخطيرة التي جدت أخيراً والتي تهم التنظيم وزعيمه بطريقة أو بأخرى، مثل أحداث باريس، أو تونس، أو سان برناردينو أو حتى الحرب الدائرة في الرمادي.

كابوس
ويكشف التسجيل أخيراً مدى انزعاج التنظيم مما يُمثله التحالف الجديد الذي تحول إلى كابوس حقيقي للتنظيم، ليس عسكرياً فقط، بل "فقهياً ودينياً" بما أنه يوضح من جديد أن البغدادي لا يحتكر الإسلام فيتكلم باسمه، ولا الدين فيسعى إلى توظيفه أو الإسلام فيكون متحدثاً باسمه، فهو في النهاية مثل تنظيمه، لا يدخل في دائرة الدين بشيء، ولكنه يقع في قلب دائرة الجريمة، بما ارتكب باسم تنظيمه وليس باسم الإسلام من جرائم ضد الإنسانية والشرائع والديانات.