الرئيسية > محافظات > ?المشاورات اليمنية.. حروب مؤجلة أكثر منها منافذ للسلام

?المشاورات اليمنية.. حروب مؤجلة أكثر منها منافذ للسلام

?المشاورات اليمنية.. حروب مؤجلة أكثر منها منافذ للسلام

 انتهت مشاورات «جنيف2» بين وفدي الحكومة الشرعية، والحوثيين والرئيس السابق، الأحد الماضي، دون نتائج ملموسة على الأرض تكفي لوقف الحرب الدائرة منذ عدة شهور.
تصافح الطرفان في «بال» السويسرية، لكن مسلحيهما واصلوا خوض حربهم ضد بعض البعض، في أنحاء البلاد المختلفة، غير آبهين بالمشاورات التي وصفها بيان صادر عن «مقاومة تعز» بأنها «إهدار للوقت وخيانة لدماء الشهداء». وككل مرة، تتأجل المشاورات، وتنتقل من مكان لآخر، لكن الحرب يبدو لن تضع أوزارها قريباً، في ظل معطيات الواقع، الذي تتقدم فيه القوى المساندة للرئيس «عبد ربه منصور هادي»، إذ باتت طلائع جيشها على مقربة من أولى مناطق العاصمة صنعاء التي يحكمها الحوثيون منذ أواخر سبتمبر/ أيلول من العام الماضي. ولئن كانت هناك مكاسب من المشاورات، التي عقدت على مدى ستة أيام، فهي تلك التي حصدها وفد الحكومة الشرعية واستطاع أن يثبت للمراقبين، مدى تنصل الطرف الآخر المتمثل في (الحوثي- صالح) عن التزاماته تجاه المجتمع الدولي، وعلى رأسه قرار مجلس الأمن 2216، القاضي بسحب المسلحين من المدن وتسليم سلاح الدولة وإطلاق المعتقلين وعودة الحكومة الشرعية.
ويرى مراقبون أن التحالف العربي، تمكن من استخدام المشاورات في امتصاص الغضب الدولي من الحرب الدائرة هناك، إذ يواجه ضغوطاً بضرورة وقفها، لكنه هذه المرة استطاع أن يقنع العالم أن الحوثي هو من يخترق الهدنة، ويطلق الصواريخ تجاه مناطق نجران وجازان السعوديتين المحاذيتين للشريط الحدودي اليمني من جهة جنوب المملكة، وبهذا يكون التحالف في موقف ردة الفعل والدفاع عن سيادته وأراضيه. وفي المقابل يرى آخرون، أن المشاورات فشلت في تحقيق أي من أهدافها، وتعثرت عند النقاط، التي لها علاقة ببناء الثقة، فضلاً عن الوصول إلى اتفاق يقضي بوقف الحرب والتمدد المسلح، وأن المشاورات اليمنية ما هي إلا مجرد «حروب مؤجلة» أكثر منها منافذ للسلام والتهدئة.
ويرى المحلل والباحث السياسي، ياسين التميمي، أن «مشاورات بيال لم تنجز أكثر من أنها جمعت طرفي الصراع، على أساس حكومة ومتمردين، ولم تعط هذه المشاورات أية مؤشرات حقيقية على النجاح، لأنها تعثرت عند النقاط المتعلقة ببناء الثقة».
ويضيف «التميمي»، «لم تقترب المشاورات من النقاط الأساسية، وأهمها تلك المتصلة بتنفيذ القرار رقم 2216، وقد تأثرت جداً بالتطورات الميدانية، وهذه المرة شعر ممثلو صالح والحوثيون أنهم جاؤوا إلى مشاورات لا تحقق مكاسب سياسية بقدر ما تغطي على المكاسب الحقيقية، التي يتم إحرازها في الميدان من قبل أنصار الحكومة، تحت مظلة الخروقات المستمرة للهدنة من قبل عناصرهم».
وتابع، «أعتقد أن إجازة أعياد الميلاد هي التي أنهت هذه الجولة من المشاورات دون أن يضطر المبعوث الأممي إلى إعلان الفشل كما فعل في الجولة الماضية». وكان إسماعيل ولد الشيخ أحمد، المبعوث الدولي إلى اليمن، قال في ختام المشاورات، إنها «أحرزت تقدمًا ملحوظًا خلال الأيام القليلة الماضية، لكنه غير كاف»، مشيرًا إلى «عقد مباحثات جديدة في 14 يناير/ كانون ثاني المقبل، ستكون في، «أديس أبابا» الأثيوبية.
وأشار «ولد الشيخ أحمد»، في مؤتمر صحافي أن «الحل الوحيد في اليمن هو حل سياسي وسلمي»، موضحًا أنهم «اتفقوا على مجموعة تدابير لبناء الثقة، تشمل الإفراج عن المعتقلين، وإنشاء لجنة للاتصال والتهدئة تشرف عليها الأمم المتحدة».
وانطلقت في «بال» السويسرية، الجولة الثانية من محادثات السلام بين الأطراف المتحاربة في اليمن، في 15 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، برعاية أممية، وذلك من أجل التوصل إلى حل دائم للأزمة في هذا البلد، الذي يعاني من صراع مسلح منذ أشهر.

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)