الرئيسية > اخبار وتقارير > مؤامرة إيرانية لزعزعة المنطقة عبر الإعلام

مؤامرة إيرانية لزعزعة المنطقة عبر الإعلام

مؤامرة إيرانية لزعزعة المنطقة عبر الإعلام

على تلة مرتفعة في شمال العاصمة الإيرانية طهران، يقع «مربع أمني» له طبيعة خاصة يحده من الشرق شارع «ولي عصر» ذائع الصيت، ومن الشمال طريق «شمران»، السريع، ويقابله مبنى فندق «استقلال» أو «رويال هيلتون» سابقاً، وغربه مباشرة تقع أرض المعارض الكبرى.

ومن الجنوب يشرف على حديقة الشعب، يعبر كثير من الإيرانيين بهذه الناحية دونما يعرفون ما يجري داخل هذه الفلل المشتتة على مساحة لا تقل عن كليو متر مربع وربما تزيد قليلا، غير أنك إذا عبرت بهذا المكان داخل عربة أجرة لا بد للسائق أن يقول لك بزهو البسطاء «راديو وتلفزيون اقتدار جمهوري إسلامي».

وهو يشير إلى هذه المباني، التي تقع في أرقى مناطق شمال العاصمة، حيث كانت تسكن غالبية الطبقة البرجوازية في العهد الملكي، قبل أن تغزوها المؤسسات الخاصة والرسمية، وتتحول إلى مقصد وهدف للكثير من المؤسسات الإعلامية الإيرانية والخارجية.

ومن هذا المربع الأمني تدير إيران كل عملياتها الإعلامية الداخلية والخارجية، وفيه تنتشر المباني المخصصة لكل العلميات الإعلامية والتقنية والفنية واللوجستية لـ«مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الإيراني» التي باتت لاتخفي اجندتها المشبوهة في المنطقة خاصة بعد تدخلها غير المنكور في اليمن.

تدقيق أمني

ويخضع جميع الداخلين إلى المؤسسة إلى إجراءات تفتيش بالغة الدقة حتى للموظفين العاملين فيها عند نقاط الدخول، حيث يخضعون لتفتيش دقيق جسدياً، وحتى للآليات التي يستخدمونها، أما من يرغب في الدخول من غير العاملين فيها، فيجب أن يكون مدعواً من شخص مسؤول داخل المؤسسة، لديه صلاحية إدخال أشخاص غير عاملين.

وعلى الرغم من ذلك، فإن على الضيف الخضوع لاستجواب مطول من الجهاز الأمني مع ترك بطاقته الشخصية عند المدخل الذي استخدمه لضمان عودته إلى المدخل نفسه، بغية التأكد من خروج بعد انتهاء عمله، خصوصاً أن الضيف لا يمكن أن يدخل إلا من المدخل الذي حددته إدارة الأمن عند تقديم طلب السماح له بالزيارة.

ولا يمكن الدخول إلى أسوار مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية الإ بعد إجراءات معقدة ولايتمكن أي زائر من التجول في الداخل كما يرغب، أو أن يقوم بزيارة أي مبنى لا يكون فيه الشخص، الذي طلب له الإذن بالدخول، فالتجوال يخضع لإجراءات أمنية واعتبارات خاصة.

لا بد أن تجري بمرافقة الداعي أو الذي تحمل مسؤولية دخول الزائر، إضافة إلى أن الخروج من المحيط لا بد أن يكون مترافقاً مع توقيع المستضيف وبحسب إفادات مذيع عمل لفترة امتدت قرابة الخمس أعوام في مقر تلفزيون العالم الموجود في هذا المبنى أنه لم يكن مسموحاً له بالولوج إلى عدد من المكاتب داخل مقر المحطة التي يعمل لصالحها، ناهيك من الانتقال بين مبنى ومبنى.

ويمضي المذيع الذي حجبنا اسمه لدواع سلامته ليقول: إن كان لديك ضيف من غير الإيرانيين فعليك استخراج إذن يحتاج إلى ما لا يقل عن خمسة عشر توقيعاً، ومن ثم يتوجب عليك بعد نهاية الزيارة التوقيع على ورقة تسلم للضيف عند، المدخل كونه مستنداً ومرجعاً، تمكنه من استعادة أوراقه الثبوتية عند الخروج.

مقرات سرية

وتتطابق رواية المذيع الذي استنطقناه بشأن وجود مقرات سرية داخل المؤسسة مع ما كشفه تقرير كتبه لصالح موقع «العربية نت» الصحافي اللبناني حسن فحص، الذي يقول فيه «توجد أقسام تخضع لإجراءات خاصة حتى للذين يعملون في المؤسسة لا يدخلها سوى موظفين يحملون «تراخيص» إلى جانب البطاقات الرسمية لموظفي المؤسسة.

وتضم مؤسسات إعلامية مخصصة باتجاه بعض المناطق وتحت إشراف جهاز خاص تابع لحرس الثورة الإيرانية، ولا أحد يعرف مهمتها حتى لدى الكثير من العاملين فيها، مثل الإذاعة المخصصة للداخل العراقي قبل عام 2003»، فيما يقول محدثنا إن مقر التلفزيون الإيراني من الداخل هو أقرب للموقع العسكري.

ويضيف: عملت هناك لخمس سنوات متتالية وكل يوم فيها كنت ازداد يقيناً أن ما يجرى هنا ليس عملاً إعلامياً مجرداً إنه شيء آخر، ويزيد ضاحكاً «ما هو لا تسألني لأنني لن أجيبك ببساطة لأنني لا أعرف».

وبحسب المعلومات تتقسم المقرات الرئيسة داخل هذا المربع الأمني إلى المبنى الرئيس الزجاجي «ساختمان شيشة أي»، والمؤلف من أربع طوابق على شكل مربع، ويضم مكتب رئيس المؤسسة ومساعديه وإدارة الأخبار واستديوهات البث التلفزيوني والإذاعي، إضافة إلى الوكالة المركزية للأخبار».

ثم مبنى الإعلام الخارجي «برونمرزي»، ويشرف على الإذاعات وقنوات التلفزة المخصصة لغير الإيرانيين، ثم مقر قناة العالم، الذي يقع بالقرب من المبنى المخصص للإرسال «البث الفضائي»، ثم مباني قاعات الاحتفالات والمؤتمرات التي لا يظهر منها سوى الجزء القليل فوق الأرض، لكنها تنتشر بشكل عنكبوتي تحت الأرض.

وحدة الإعلام الخارجي:

تمثل أهم وأخطر الوحدات ولا يوظف فيها إيراني إلا بعد خضوعه لفحص متزامن من جهات عدة في مقدمتها الحرس الثوري نظراً للدور الأمني والخطر الذي تلعبه، التي وضعت هدفاً لها مخاطبة شعوب الدول والمناطق التي تلعب دوراً في الأهداف الاستراتيجية الإيرانية في الخارج بلغتهاعبر عدد من الموظفين المختارين بعناية من أبناء هذه الدول وتشرف الدائرة على عدد لا يستهان به من القنوات التلفزيونية، كما أنها تتضمن وحدة تسمى «النخبة»، ويمكن تصنيفها أنها الجهة الرابطة بين المؤسسة والاستخبارات الإيرانية إضافة للحرس الثوري.

وتقول المعلومات إن هذه الوحدة تقوم بالإشراف ومتابعة ما لا يقل عن 90 مركزاً للبحوث والمعلومات حول العالم بجانب توظيف وشراء إعلاميين من أنحاء العالم. ويمكن القول إن دور هذه الوحدة قد تطور وأخذ أبعاداً أكثر تعقيداً، أمنياً وسياسياً منذ تولي محمد سرافراز رئاسة دائرة الإعلام الخارجي عام 1994.

وتدير دائرة الإعلام الخارجي قناة العالم، قناة برس تي في، قناة سحر 1 و2و3، وقناة جام جم 1و2و3 المتخصصة بمخاطبة إيرانيين في الخارج في أوروبا وأميركا، قناة الكوثر وقناة الأفلام (أي فيلم بالفارسية والعربية والإنجليزية) وهيسبان تي في (باللغة الإسبانية)، وقنوات سحر تبث برامجها باللغات العربية والفارسية والانجليزية، إضافة إلى الإسبانية والبوسنية والتركية والآذرية والفرنسية.

تحول استراتيجي

حتى مطلع العام 2000 كانت دائرة الإعلام الخارجي، أو ما يمكن تسميته – وحدة الإعلام الخارجي – في مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الإيراني تتحمل مسؤولية التواصل الإعلامي مع الأطراف والشعوب والدول التي تشكل أو تدخل في المجال الحيوي للمصالح الإيرانية الاستراتيجية في الأقاليم المحيطة بها من آسيا الوسطى مروراً بكل منطقة الشرق الأدنى، وصولاً إلى عمق القارة الأوروبية والأميركيتين.

لكن مع تولي محمد سرافراز بدأ الإعداد لمرحلة جديدة وهي مرحلة تأثرت كثيراً بالنهج الإسرائيلي في التعامل مع الإعلام ويقول الخبير السوداني في الشأن الإيراني د. عمار محمد أحمد، هناك تطابق كبير بين الاستراتيجية الإيرانية ورصيفتها الإسرائيلية.

إذ وضعت ميزانية الدولة للإعلام ضمن البنود السرية إذ لا يعلم أحد كم يصرف على الإعلام في إيران رغم أن الخبراء يقدرون هذا الصرف بمليارات الدولارات خلال العام 2014، بينما يقول رئيس المجلس الوطني اللبناني للإعلام؛ عبد الهادي محفوظ إن ما تدفعه إيران، إن كان عن طريق مؤسسة الإذاعة والتلفزيون، أو عن طريق اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية، يقدر بميزانيات ضخمة تتعدى مئات ملايين الدولارات.

ويضيف عبد الهادي: إن في لبنان وحدها ما لا يقل عن 15 قناة فضائية تدعم خطها بطرق مباشرة ومفضوحة، واتفق عمار مع محفوظ في أن هناك ما لا يقل عن 40 قناة فضائية ناطقة بالعربية، تعمل بشكل مباشر لصالح دعم الخط الإيراني في المنطقة.

منهجية السيطرة

ويقول عمار إن إيران تقترب من المنهجية اليهودية في السيطرة على وسائل المال والإعلام وعالم النشر والثقافة والمعلومات، فلها سيطرة على بعض المؤسسات المالية والإعلامية في الدول العربية، وإطلاق العديد من الفضائيات ودعمها وكذلك المواقع الإلكترونية، وتدريب طواقم مؤهلة للعمل في هذه المؤسسات وفي الوقت ذاته تعمل هذه الطواقم أداة استخباراتية متقدمة.

وفي هذا الإطار تدير شركات متخصصة عبر أعضاء في الحرس الثوري العديد من الأنشطة المساعدة في مجال الإعلام في بعض العواصم الأوروبية يقدرها البعض بـ 70 شركة ومؤسسة ومركز بحوث، تعمل على التأثير على العديد من البرامج في عدد من القنوات العربية وغير العربية إضافة إلى إشراف هذه الشركات والمؤسسات على العمليات الإعلامية القذرة والتي حددها في السيطرة عبر الرشاوى.

وشراء الذمم لعديد من الصحافيين العرب المنتشرين سواء في مجال الصحافة المكتوبة أو المرئية، وأردف عمار، هناك صحافيون يتقاضون رواتب بشكل مباشر من المخابرات الإيرانية أو عبر تلك المؤسسات.

تجمع قنوات

ويذكر عمار أن إيران تخطط بالتعاون مع عدد من حلفائها من خلال استراتيجية مدروسة ومخطط لها على إظهارها الدولة العظمى في المنطقة التي يجب أن تكون ذات القول الفصل في كل قضاياها واللاعب الرئيس في أزماتها وحلولها، وزاد: انظر إلى عدد من مقدمي البرامج وما يفعلونه في تجلية صورة إيران وإبرازها قوى عظمى.

هناك محطات إذاعية وتلفزيونية تديرها إيران أمنياً لا يكشف عن أسمائها، وتكون مرحلية وخاصة، تخضع مباشرة لإدارة وإشراف وحدات العمل الخارجي في حرس الثورة الإيرانية، وتحديداً فيلق القدس، وتكون مهمتها أمنية، ولا يحق للموظفين، الذين يتم اختيارهم للعمل فيها الحديث أو الكشف عن طبيعة عملهم أو عمل وهدف المحطة، التي يعملون فيها.

وقد تم تخصيص منطقة معزولة داخل الحرم الأمني لمؤسسة الإذاعة والتلفزيون لمباني وعمل هذه المحطات، بحيث لا يحق لأي موظف في المؤسسة الدخول إليها ما لم يكن من المنتدبين للعمل فيها.

مهام

نشاط تحت غطاء حقوق الإنسان

تدفع المنظمات الحقوقية التي تتقدمها بعض المراصد اليمنية المشبوهة أموالاً ومبالغ كبيرة لناشطين ومنظمات أخرى تحت ذريعة الشراكة البرامجية للقيام بتنفيذ حملات إعلامية وسياسية ضد الانظمة السياسية في دول الخليج ودول عربية أخرى.

كما تسعى لتمرير تعديلات واضافات الى المنظومة التشريعية والاتفاقيات الخاصة بحقوق الانسان والحريات في الوطن العربي عن طريق ضغط الاتحاد الاوروبي على الامم المتحدة لالزام الدول العربية بالموافقة على تلك التعديلات والاضافات التي تشرعن لتدخلات خارجية ودولية في الشؤون الداخلية للدول ، حيث عقد لقاء موسع في العاصمة المصرية القاهرة بتنظيم من أحد المنظمات اليمنية المقربة من الدوائر الايرانية والاوروبية .

وجمعية بحرينية لحقوق الإنسان ذات توجهات معارضة ولها أنشطة مشبوهة وقد اقيم المؤتمر الذي موله الاتحاد الاوروبي في اطار أنشطة مشبوهة لمشروع اطلق عليه مشروع رفع مستوى حماية المدافعين عن حقوق الإنسان في اليمن ودول الخليج العربي نفذ بالتعاون مع مفوضية الاتحاد الأوروبي دشن منذ قرابة العام .

وقد خصصت له المفوضية الاوروبية أكثر من مليون دولار وفي المؤتمر اقر المشاركون القيام بتحركات وانشطة كثيرة في دول الخليج والدول العربية تهدف الى مناهضة انظمة تلك الدول تحت غطاء تعزيز الديمقراطية ومناصرة حقوق الانسان والناشطين السياسيين والمدافعين عن حقوق الانسان كما تم في المؤتمر مناقشة مخططات.

ومشاريع وأوراق عمل قدمت وأقر تنفيذ مضامينها أهمها العمل على ايجاد منظمات في معظم الدول العربية وخلق دور مؤثر لها في منطقة الخليج تحديدا بهدف الضغط على دول الخليج للانضمام للميثاق وآليات العمل فيه التي سيتم تفصيلها حسب مخططات دول أوروبية وإيران، المؤتمر الذي شارك في أعماله أكاديميون وخبراء.

وممثلو منظمات غير حكومية ونشطاء حقوق الإنسان من مصر واليمن والمغرب وسلطنة عمان والبحرين، والكويت والسعودية وفلسطين والعراق، والاردن معظمهم مناصرون للإخوان ويدينون بالعمالة لدول معادية لدول الخليج وكذلك مصر.

ويقول عمار ان مثل مؤتمر القاهرة عقدت العشرات، منه على مستوى العالم وكانت ايران تستغل بشكل واضح منسوبي جماعة الاخوان المسلمين، حيث شهدت باريس وبرلين وحتى لندن العديد من ورش العمل التي تستغل فيها قضايا حقوق الانسان وتعزيزها في تغطية النشاط المشبوه لإيران.

حماية

تختلف طبيعة «مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الإيراني»، قطعاً عن مثيلاتها في العالم، ويتجلى ذلك في إحاطتها بمنظومة دفاعية من المضادات الجوية مشكلة من بطاريات «هوك» الأميركية، إضافة إلى بطاريات من مدافع «57» للدفاع الجوي.

وعدد لا يستهان به من الدبابات والمدرعات وتخضع مداخلها، التي تبلغ العشرة إلى حراسة مشددة، يشارك فيها عناصر من الشرطة وجهاز أمن خاص تابع للمؤسسة «موثوق ومدرب»، تحت إشراف وزارة الاستخبارات التي تعتبر المرجعية العليا له وقطعاً لا يوجد تلفزيون في العالم يملك جهازاً خاصاً للأمن إلا في إيران.

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)