مع اقتراب موعد مشاورات جنيف لحل الأزمة اليمنية، وجهت قوات المقاومة الشعبية، مدعومة بعناصر الجيش الموالي للشرعية، وبإسناد قوي وفرته مقاتلات التحالف العربي، ضربة قوية للانقلابيين الحوثيين وفلول المخلوع علي عبدالله صالح، حيث حققت تقدما كبيرا في محافظة الجوف، وباتت على مشارف استعادة عاصمتها، مدينة الحزم.
وأشارت مصادر في المحافظة - رفضت الكشف عن هويتها - إلى أن معارك ضارية دارت خلال الأيام الماضية على جبهة الوسط بين بئر المرازيق والهضبة العليا، مضيفة أن انهيارات واسعة وقعت في صفوف الميليشيا، حيث كبدتها القوات الموالية للشرعية خسائر فادحة، تمثلت في سقوط مئات القتلى والجرحى، إضافة إلى تدمير معدات وأطقم. كما حقق الثوار مكاسب كبيرة في جبهة كنائس، باتجاه منطقة لبنات، وأن المعارك ما تزال على أشدها. كما سيطر الثوار على جبل عدوان والأقشع والجدفر وخسف آل مروان، الغني بالنفط، جنوب غرب معسكر لبنات، الذي سيطر مقاتلو المقاومة على جزء كبير منه، ويتوقع أن يسقط في أي لحظة.
وأضافت المصادر أن استعادة محافظة الجوف بواسطة الشرعية سيكون له تأثير كبير على الموقف التفاوضي، لا سيما مع التقهقر الكبير الذي يعاني منه الانقلابيون في جبهات القتال بمحافظة تعز. وتابعت المصادر قائلة إن التصعيد العسكري يوجه رسالة واضحة للحوثيين بأن خيار الحسم العسكري ليس في صالحهم، وأن قوات الشرعية تستطيع حسمهم في غضون أيام قلائل.
تساقط قادة الميليشيات
أكد المركز الإعلامي أن أبرز القادة الميدانيين للجماعة الانقلابية لقي مصرعه خلال غارة جوية شنتها طائرات التحالف العربي، وقال إن صاروخا أطلقته مقاتلة عربية أسفر عن مقتل القيادي الحوثي أبونصر الغيلي، وعدد من مرافقيه، مشيرا إلى أن العملية أسفرت عن تفحم السيارة التي كانوا يستقلونها. وتابعت أن العمليات التي دارت قرب المعسكر أسفرت عن مصرع القياديين الحوثيين منير الجبلي، وأحمد علي ذيلان.
وأضاف أن المقاومة استطاعت خلال اليومين الماضيين قطع إمدادات الانقلابيين، بعد عملية التفاف مفاجئة قامت بها، تمكنت بعدها من تطويق معسكر لبنات، قرب مدينة الحزم عاصمة المحافظة، بصورة شبه كاملة. مشيرا إلى أن عملية استعادة المعسكر كانت قد بدأت قبل ثلاثة أيام بغارات جوية مكثفة شنتها مقاتلات التحالف، الذي مهد لتقدم القوات الشرعية نحو أسوار المعسكر، حيث سقط الجزء الأكبر منه بأيدي الثوار، فيما لاذ الانقلابيون بجزء صغير ما زالوا يتحصنون به، فيما تجري مفاوضات لتوفير مخرج آمن لهم، مقابل تسليم كل أسلحتهم.