نفذ تنظيم الدولة الإسلامية المعروف إعلامياً بـتنظيم "داعش" عملية اغتيال بحق محافظ محافظة عدن مما أسفر عن مقتله عندما كان في طريقه إلى كلية الطب بخور مكسر قادماً من منزله بمدينة التواهي (جنوب غرب عدن).
واستهدفت سيارة مفخخة _باص صغير أبيض اللون يسمى (زلُمة)_ موكب المحافظ المغدور به اللواء جعفر محمد سعد صباح الأمس الأحد في تمام الساعة التاسعة جوار مبنى الاتصالات القريب من مدينة الفتح بالتواهي.
وأثناء مرور الموكب المؤلف من سيارتين للمرافقين نوع شبح رمادية اللون بالإضافة إلى سيارة المحافظ الخاصة نوع مونيكا بيضاء اللون ؛ انفجرت سيارة كانت متوقفة على جانب الطريق (الزلُمة) بالجهة اليمنى للشارع المحاذي لساحل "رامبو" مما تسبب باشتعال النيران بسيارة المحافظ ؛ فحاول المحافظ الخروج رغم إصابته الطفيفة بالانفجار فصاح مرتجياً "ساعدوني" ساعدوني" حسب شهود عيان لمندب برس.
ما إن اشتدت ألسنة اللهم وعدم تمكن المحافظ من الخروج بفعل تعثره فتح باب السيارة انفجرت قنابل أفراد الحراسة (الجعب)والذين كانوا يركبون إلى جواره مما أدى إلى تفجير السيارة بفعل وجود خزانات وقود وعددها (اثنين) أسفل السيارة حسب إفادة الصحفي العدني "لطفي باخوار".
هرع الناس إلى مكان الحادث لانتشال الجثث لكنهم لم يفلحوا كون الجثث قد تفحمت وعددها عشرة أشخاص ثمانية مرافقين بالإضافة إلى المحافظ جعفر محمد سعد ومستشاره محمد زين السقاف والذي شيعت جثته كأول قتيل بمنطقة الوهط بلحج ليتبعها عملية تشييع لجثمان المحافظ صباح اليوم بمدينة إنماء بالبريقة.
توافد الناس من كل مديريات عدن فور سماع خبر ؛ فيما غابت الشخصيات العسكرية والسياسية بالدولة خلافاً للقيادي البارز بالمقاومة الجنوبية شلال علي شائع والعائد مؤخراً من دولة الإمارات مع القائد عيدروس الزُبيدي.
ليعلن بعدها بأقل من ساعة تنظيم داعش عبر حسابه بالتويتر مسؤوليته عن الانفجار الذي أستهدف المحافظ ومما جاء فيه " بفضل الله تم قتل المرتد راس الكفر جعفر محمد سعد بعملية ناجحة عبر سيارة مركونة بمنطقة جولدمور" أي أن التنظيم أعترف بأن السيارة كانت مركونة ليقطع الشك باليقين عن إشاعة وجود انتحاري خلافاً لعملياته السابقة بتاريخ 6 أكتوبر والتي استهدفت خلال ثلاث عمليات متفرقة بمقر الحكومة ومقري القوات الإماراتي والهلال الاحمر الإماراتي بالبريقة.
واستغرب الكثيرون عملية تصوير عالية الدقة لسيارة المركونة المجاورة لسيارة المحافظ من الجهة المقابلة لساحل "رامبو" قبل الانفجار بثواني ؛ فالمصور لعملية الانفجار كان يقف على مقربة من الشارع دون أن يراه أحد بدليل ما اورده داعش ؛ إلا أن إيراد تفاصيل حصرية لعملية الانفجار التي استهدفت المحافظ لموقع صدى المسيرة التابع للحوثيين يثير الشكوك والريبة لدى عامة الناس بالشارع العدني.
هذا وشهدت مدينة التواهي قبل يومٍ واحد من عملية اغتيال المحافظ انتشار لمقنعين ببزة سوداء وقاموا بنصب نقاط تفتيش عسكرية وقاموا بإطلاق الرصاص الحي بالهواء ليقوموا بعدها بالتجوال على متن سيارات وبمكبرات الصوت رددوا أناشيد جهادية سارت إلى مدينة كريتر حسب رواية مواطنين لـ"مندب برس".
وتعد عملية استهداف المحافظ من قبل داعش هي الثالثة والتي يقوم بها التنظيم منذ الإعلان عن نفسه بتاريخ 6 اكتوبر فالأولى بالبريقة بنفس التاريح والثانية بتاريخ 22 يوليو بالتواهي والثالثة بتاريخ 6 ديسمبر الجاري بالتواهي أيضاً.
في رواية جديدة يقول الشاب: (خ ؛ و) أنه شاهد بأم عينه عملية تفجير داعش عدداً من الأسرى الحوثيين حسب بيان التنظيم المرئي بقارب صيد بساحل جولد مور بتاريخ 22 يوليو أي بعد تحرير المدينة بأسبوعٍ واحد".
ويواصل حديثه لـ"مندب برس": " أنه واثناء زيارته للساحل رأي سيارتين مسلحين بصحبتهم أسرى يجروهم إلى قارب ؛ سمعت الصوت المدوي لألفت صوب البحر لأرى انفجار القارب بمن فيه من الأسرى ولم أكون أعلم أن هؤلاء من تنظيم داعش كونهم ناس عاديين ثيابهم لا تلفت النظر".
من المعروف بأن تنظيم داعش يكن العداء لتنظيم القاعدة وهو ما بدى واضحاً بحرب الجانبين بأكثر من منطقة بسوريا وخلاف القادة الميدانيين لطرفين بمبايعة أبوبكر البغدادي أم أيمن الظواهري والذي يرفض داعش القتال تحت لوائه ؛ مما أنعكس سلباً لعلاقة الطرفان باليمن وخاصة بعد خطاب البغدادي قبل اشهر ليدحظه المتحدث باسم أنصار الشريعة باليمن أحمد النظاري قُبيل مقتله بداية فبراير من العام الجاري.
أتسمت علاقة الطرفين بالتوتر وخاصة بمدينة عدن حيث تتواجد القاعدة بمدينة البريقة بشكل كبير وحصلت بدورها على اسلحة ثقيلة ومتوسطة نوعية من عمليات السيطرة على أسلحة معسكرات والاستحواذ على عمليات الإنزال التي كانت تقوم به قوات التحالف العربي لتعترف بذلك قناة الحدث ب50 ألية عسكرية في جعبة القاعدة.
يستغرب المحلل السياسي (ف ؛ س) العلاقة الحميمة بين تنظيم داعش والقاعدة هذه الأيام بعدن رغم العداء المعروف فدرجة الوئام بين التنظيمين الجهاديين تثير الريبة للمتأملين ؛ فكيف يسرح ويمرح عناصر داعش بمناطق تواجد فيه عناصر القاعدة إنه شي محير جداً".
أحد المقربين من تنظيم داعش بعدن (ع ؛ ع) لـ"مندب برس" يرس: "أن تنظيم القاعدة هم مجرد عملاء يعملون لنزواتهم الخاصة ؛ متهماً إياهم بالتقصير بتطبيق الدين الإسلامي الحنيف وأن تنظيم الدولة الإسلامية عرف عنه بمحاربته لليهود والملاحدة بسوريا والعراق وأن انكسار التحالف الغربي هو دليل واضح وبرهان أوضح على صدقية التنظيم".
إلا أن البعض يعتقد بأن داعش إنما هي صنيعة علي عبدالله صالح والذي يحركها متى ما أراد فالتسأل الذي يطرحه البعض "لماذا لم تستهدف داعش محافظات شمالية هي تحت سيطرة الحوثيين وحليفهم صالح كما طرحه الناطق باسم المقاومة الجنوبية بالخارج عبدالعزيز الشيخ لقناة سكاي نيوز عربية.
فظهور داعش مؤخراً بهذه الصورة سيجل المخلوع والحوثي يلقيان بكل أوراقهما الممكنة بجنيف 2 والمزمع إقامتها كجولة ثانية من المحادثات خلال الأسابيع القليلة القادمة بأن من تسلم المحافظات الجنوبية لم يستطع على إداراتها اعدن ولحج وأبين حسب وصف الصحفي عبد الرقيب الهدياني لمندب برس.