الرئيسية > اخبار وتقارير > الاغتيالات والتفجيرات.. ساحة الصراع باليمن تتحول لحرب استنزاف

الاغتيالات والتفجيرات.. ساحة الصراع باليمن تتحول لحرب استنزاف

الاغتيالات والتفجيرات.. ساحة الصراع باليمن تتحول لحرب استنزاف

صعدت الاغتيالات الأخيرة التي تبناها تنظيم الدولة "داعش" خلال اليومين الأخيرين في اليمن، وآخرها اغتيال محافظ عدن، من التساؤلات حول طبيعة الصراع بالساحة اليمنية في الوقت الحالي مع انضمام أطراف جديدة، فقد فلم يعد منحصرًا على قوات التحالف العربي بقيادة السعودية وميليشيا الحوثي، وأصبح التساؤل: هل تحول الصراع لحرب استنزاف وجرح نازف للمملكة بوجه خاص، ولدول التحالف بوجه عام.

كان تنظيم القاعدة في اليمن قد انضم للصراع في المحافظات الجنوبية المحررة، من خلال سيطرته على مدن استراتيجية بمحافظة أبين، ودخوله في مواجهة مباشرة مع القوات الموالية للرئيس اليمني هادي، بالإضافة للاغتيالات التي استهدفت عدة مسؤولين.

ولا تقتصر الشواهد حول تغير الأوضاع باليمن لتصبح معارك استنزاف طويلة الأمد على الأطراف الجديدة التي اقتحمت الساحة، فحسب، وفقًا لمراقبين، ولكن أيضًا سياسة ميليشيات الحوثي وصالح في ضرب حدود المملكة أكثر من مرة، وما نقل من اتهامات حول وجود أذرع داخل التحالف نفسه تعمل على إطالة المعركة، واستنزاف بقية الدول.

 

التدهور الأمني بعدن عرض مستمر

شهدت العاصمة اليمنية المؤقتة "عدن"، ثلاث عمليات اغتيال يفصل بينهما 24 ساعة فقط، فبعد يوم واحد فقط من اغتيال رئيس المحكمة الجزائية المتخصصة بقضايا أمن الدولة والإرهاب بعدن، تعرض موكب المحافظ اللواء جعفر سعد لتفجير إرهابي صباح اليوم الأحد، أودى بحياته هو وثمانية من مرافقيه.

كما قتل أمس السبت أيضًا، ضابط في الشرطة العسكرية برصاص مسلحين في مدينة المعلا، ونهبت سيارته من قبل مسلحين.

وتؤشر الاغتيالات الثلاث بالعاصمة المؤقتة خلال أقل من 24 ساعة، على استمرار حالة التدهور الأمني بالمحافظة، التي ينتشر بها آلاف الجنود التابعين للتحالف العربي بعدن.

 

النفيسي يحذر من حرب استنزاف

تزامن مع تلك الاغتيالات والتدهور الأمني، اتهامات وجهها الأكاديمي والمفكر الكويتي، د. عبد الله النفيسي، بشأن وجود طرف في التحالف العربي يحاول تحويل تحرير اليمن إلى حرب استنزاف، حيث قال في تغريدته الأخيرة على موقع "تويتر": "خلاصة المعلومات، أن هناك (طرفًا) في (التحالف) يريد تحويل (عاصفة الحزم) من تحرير اليمن من الحوثي والمخلوع، إلى حرب استنزاف للتحالف".

وتساءل "النفيسي" عن سبب سكوت قيادة التحالف حتى الآن، قائلًا: "سؤال لقيادة التحالف في اليمن، إلى متى السكوت عن الدور المدمر والمشبوه الذي ينشط به (عضو) في التحالف يؤخر تحرير اليمن؟". وأضاف: "تحرير اليمن ممن؟ من علي صالح والحوثي، يبدو أن هذا (العضو) ينسق حركته مع علي صالح والحوثي".

ولفت "النفيسي" إلى أن الملاحقات القضائية هي السبب الذي يمنعه من الإفصاح عن اسم الدولة التي يقصدها، قائلًا: "لولا الملاحقات القضائية التي حصلت لي، وما زالت، لحددنا الأسماء، وذكرنا تفاصيل ومعلومات بعيدة عن المتابعين".

 

طهران تسعى لتحويل اليمن لجرح نازف للمملكة

يبدو أن تحويل اليمن لساحة استنزاف للمملكة السعودية، سيناريو مطروح بقوة من قبل عدد من المراقبين، حيث نشرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية مقالًا تحت عنوان: "هل أنهكت الحرب في سوريا إيران؟"، تحدثت فيه عن أن نجاح السعودية في اليمن قد يمهد لتكرار سيناريو مشابه في سوريا، نتيجة التفاهم الذي تم التوصل إليه مؤخرًا بين تركيا والسعودية وقطر لدعم المعارضة السورية.

وقالت كاتبة المقال إن طهران ستعمل على جعل اليمن جرحًا نازفًا للسعودية ولحلفائها، ومنعها من تحقيق أهدافها في اليمن، خشية تكرار هذا السيناريو في سوريا.

واشارت كذلك جريدة السفير اللبنانية وجود رسائل ميدانية من هجمات الحوثيين على الحدود اليمنية السعودية، خاصة الصواريخ التي تستهدف مدينة نجران السعودية، واصفة الهجمات الحوثية على الحدود السعودية – اليمنية بأنها بمثابة حرب استنزاف قد بدأت على الحدود السعودية - اليمنية.

 

الميليشيا تراهن على إطالة أمد المعركة

وحول سعي الميليشيا الحوثية وقوات المخلوع صالح لجر التحالف لمعركة طويلة الأمد، تكون بمثابة حرب استنزاف للتحالف وقيادته المملكة السعودية، قال الكاتب اليمني ياسين التميمي: "يراهن المتمردون على إطالة أمد المعركة، في تحقيق مكاسب سياسية، عبر جر لاعبين جدد على مسرح الأحداث على غرار ما يجري في سوريا، أو عبر توقع صراع محتمل داخل التحالف العربي، وعوامل كهذه سوف تخلط الأوراق وستبقي للطرف الانقلابي فرصة استعادة السيطرة على الوضع وفرض خيارهم الانقلابي".

وأضاف "التميمي"، في مقال له نشر اليوم الأحد على موقع "عربي 21"، أن استراتيجية الانقلابيين تمضي في مسارين هما: "التصعيد على الحدود مع المملكة، والثاني في توسيع مساحة المواجهات بمحافظة تعز، والضغط على مناطق التماس السابقة بين شطري اليمن قبل الوحدة".

وأكد أن كلا المسارين يهدفان إلى استنزاف القوات الحكومية والتحالف أكثر، معللًا ذلك بقوله: إنهما "يتعلقان بتحقيق مكاسب ميدانية إضافية لهؤلاء الانقلابيين"، ولفت إلى ما توارد عن خلاف داخل التحالف العربي نفسه، قائلًا: "ثمة مخاوف من استمرار تنامي الخط الانتهازي المحكوم بنزعة كراهية الإسلاميين داخل التحالف العربي، والذي يُعزى إليه سبب التعثر الحاصل على جبهة تعز، في ظل توفر مؤشرات عديدة تؤكد قدرة التحالف على الحسم السريع للحرب، في هذه المحافظة المهمة جدًا من الناحية الاستراتيجية والجيوسياسية".

واختتم "التميمي" مقالته قائلًا: "أملنا أنه حتى الآن لا يتوفر يقينٌ بشأن تراخي القبضة السعودية، التي تتعامل مع الملف اليمني باعتباره ملفًا خطيرًا للغاية، ولم يعد مسموحًا باللعب في هذا الملف

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)