تضاربت المعلومات حول معركة تعز وفشل قوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية في حسمها، و"غموض" حول سحب الامارات العربية قواتها من المنطقة المحيطة بالعمليات في "تعز"، والخلافات بين الرئيس منصور هادي ورئيس وزراءه خالد بحاح بعد التعديلات الوزارية الأخيرة في الحكومة اليمنية التي أجراها "هادي" وتحفظ عليها "بحاح"، واسباب تقدم ميلشيات الحوثيين والرئيس المخلوع على جبهة تعز، وتصدع في جبهة المقاومة ؟
المتابع للعمليات العسكرية في "تعز" يرصد تقدم ميلشيات الحوثيين وقوات الحرس الجمهوري الموالية لحليفهم الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح على مواقع جديدة في محافظة تعز وسط اليمن، وقد اعرف قادة عسكريين ميدانيين موالين للرئيس اليمني المعترف به دوليا عبد ربه منصور هادي، بتقدم الحوثيين، وتمكنهم من تحقيق هذا التقدم بعد وصول تعزيزات عسكرية كبيرة لهم قادمة من محافظات ذمار وتعز والحديدة، وفشل التحالف العربي الذي تقوده السعودية من حسم معركة تعز، كما وعدت.
قناة المسيرة التابعة للحوثيين، قالت أن مقاتلي الحركة الحوثية هاجموا الجيش الوطني والمقاومة الشعبية الموالية لحكومة الرئيس منصور هادي في جبهات الحصب والدمغة وماوية ونجد قُسيم، وأقر أحد القادة الموالين لهادي بعدم جدوى "معركة تحرير تعز" من سيطرة الحوثيين.
وأكد العقيد الركن ناصر باصميع، قائد عمليات لواء النصر المكلف بأعمال قتالية ضد الحوثيين في تعز، في رسالة وجهها للرئيس هادي ونشرتها وسائل إعلام يمنية، وأشارت التقارير إلى أن رسالة "باصميع" أشارت إلى أن "معركة تحرير تعز" غير مجديه بتاتا ولن تكون، بوضعها الراهن، إلا معركة استنزاف للتحالف العربي بقيادة السعودية و"الجيش الوطني والمقاومة."
وانتقدت رسالة العقيد الركن ناصر باصميع "عدم توفر خطة عسكرية متكاملة وعدم إسناد المهام إلى قيادات عسكرية ذات كفاءة وخبرة"، لكن المقاومة الشعبية في تعز قالت إنها تحرز تقدما في الجبهة الجنوبية بعد أن استعادت، خمسة مواقع كانت تحت سيطرة الحوثيين بينها جبل السنترال ومواقع في بلدة الجربوب، وبالتزامن مع المعارك العنيفة الدائرة في تعز، تشن مقاتلات التحالف العربي غارات جوية كثيفة على مواقع الحوثيين وتعزيزاتهم العسكرية في تعز ومحافظات صنعاء وحجه وصعده والبيضاء والضالع ولحج.
واشارت تقارير الى سحب القوات الاماراتية من "معركة تعز"، وقالت التقارير أن الامارات سحبت قواتها ولم تعيدها، فيما قالت "أبو ظبي" رسميا ان سحب القوات جاء ضمن عمليات التبديل التي تقوم بها للقوات المشاركة في الحرب، وأعلنت البحرين ارسال قوات عسكرية الى اليمن، كما أعلن الرئيس السوداني عمر البشير ان 1500 عسكري سوداني جاهزون للدفع بهم الى اليمن لمساندة قوات التحالف.
وقال موقع "ارم" المدعوم من الامارات بوجود خلافات عميقة بين "هادي" و"بلحاج"، واشار الى اشتداد وتيرة الخلافات، بين الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، ونائبه رئيس الحكومة “خالد بحاح”، بخصوص صلاحيات كل منهما في إمضاء تعديلات حكومية، وقال الموقع أن مؤشرات “تصدع” كبيرة وسط حلف الشرعية، الذي يقاتل منذ 8 أشهر لاستعادة سلطته، أعلن الحلف الآخر( الحوثي- صالح) عن تصعيد جديد في مسار الحرب.
ونشب الخلاف بين “هادي” الموجود في عدن، منذ منتصف الشهر الماضي، و”بحاح” الموجود في العاصمة السعودية الرياض، بسبب منصب وزير الخارجية، الذي تقلده وزير الصحة، رياض ياسين منذ مارس الماضي، بتكليف من الرئيس هادي، عقب احتجاز الحوثيين في صنعاء للوزير المعين “عبدالله الصايدي”.
ومنذ نحو ستة أشهر، ظل الرجلان يتنازعان منصب وزير الخارجية، ففي حين كان هادي يصطحب “ياسين” في زياراته كوزير خارجية، ويلتقي نظرائه العرب، يقدّم “بحاح” الوزير “الصايدي” للسفراء الأجانب باعتباره الوزير الحقيقي.
والثلاثاء الماضي، فاجأ الرئيس هادي رئيس الحكومة بالاطاحة بكلا الوزيرين، وتعيين ثلاثة نواب لرئيس الوزراء، أحدهم أُسندت له حقيبة الخارجية، هو عبد الملك المخلافي، رئيس الفريق التفاوضي للحكومة في مفاوضات “جنيف2″ مع الحوثيين، وفقا لوكالة سبأ الرسمية، وأعلن مصدر حكومي رفيع، أن التعديلات التي أجراها هادي “غير شرعية”،وأعلن “بحاح” في بيان نشر على صفحته الرسمية بموقع فيسبوك، رفض القرارات، ضمنيًا، وقال بأنه “لن يسمح للعبث أن يمر، أو يتكرر”.
ومرت قرارات هادي، وأدى اثنان من خمسة وزراء تم تعيينهم، هما، عبدالعزيز جباري نائب رئيس الوزراء وزير الخدمة المدنية، ومحمد قباطي وزير الاعلام، اليمين الدستورية أمام الرئيس في عدن، الخميس الماضي، فيما التقى “المخلافي” بالمبعوث الأممي اسماعيل ولد الشيخ بصفته الجديدة، وفقا للوكالة الرسمية، ولم يصدر أي تعليق جديد من قبل رئيس الحكومة خالد بحاح، الذي كان قد لوّح بتقديم استقالته إذا مرت التعديلات، لكن مصدرًا حكوميًا قال في تعليق مقتضب للأناضول”إن كل الاحتمالات مفتوحة”، دون الإفصاح عن مزيد من المعلومات.
وأصابت الخلافات الحادة داخل “حلف الشرعية”، الشارع اليمني بنوع من الاحباط لإنصرافها نحو قضايا هامشية، فيما راح الحوثيون، الذي أعلنوا الخميس الماضي، بدء مرحلة تصعيد في الجبهات، يسخرون ويقولون ان هادي وبحاح، يتصارعان على مناصب الوهم، وفقا لقناة المسيرة الحوثية.
رئيس تحرير صحيفة الشاهد اليمنية الخاصة “عبدالعزيز المجيدي”، قال: أن توقيت التعديلات الحكومية كان سيئاً للغاية، فبدلاً من تعزيز الجبهات بالمقاتلين وتأمين المناطق المحررة، بعد خسارة القوات الحكومية لمكاسب ميدانية حققتها، ذهب الرئيس لإجراء تعديلات حكومية مثيرة للجدل مع رئيس الحكومة”، وقال المجيدي؛ لوكالة الأناضول “لقد بدا هادي كمن يحاول إصلاح عجلات سيارة معطوبة باستبدال البطارية، فالحكومة بمعظمها معطلة، وليس لديها القدرة على الحركة المطلوبة، لأن مفاصل المؤسسات المركزية للدولة تحت سيطرة الميليشيات بصنعاء، وفي وقت الحرب، كان عليه أن يركز جهده على الدفع بالقيادات العسكرية المحنكة إلى الميدان وبناء الاجهزة الامنية، والاشراف بصورة مباشرة على سير المعارك ووقائع الحرب”.