قالت صحيفة واشنطن بوست إن حلف الناتو يواجه أزمة شرق أوسطية جديدة؛ بعد أن هاجمت طائرات حربية تركية طائرة روسية مقاتلة، قال مسؤولون أتراك إنها انتهكت المجال الجوي لبلادهم على الحدود مع سوريا في حادث هو الأول من نوعه.
ولفتت الصحيفة إلى أن الحادث شهد تصعيداً خطيراً من المرجح أن يزيد من توتر العلاقات بين روسيا وحلف شمال الأطلسي "الناتو"، في الوقت الذي يؤكد فيه مسؤولون روس أنه تم استهداف طائرة سوخوي 24، وهي طائرة قتالية، قبل إسقاطها صباح الثلاثاء، مع إصرارهم على أنه لم يتم انتهاك المجال الجوي التركي.
وتشير الصحيفة إلى أن هذا الحادث يجلب الانتباه مجدداً إلى سيناريو تخشاه وزارة الدفاع الأمريكية وشركاؤها؛ بأن ينشأ تضارب محتمل من جراء تداخل المهام الجوية على سوريا مع الأخذ بنظر الاعتبار أن روسيا تدعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد في حين تشن قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة هجمات جوية ضد تنظيم "الدولة".
واتهم مسؤولون أتراك روسيا بانتهاك المجال الجوي التركي بشكل متكرر منذ انطلاق الضربات الجوية الروسية ضد المعارضة المسلحة في سوريا في أواخر سبتمبر/ أيلول، كما وجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كلمات قوية لتركيا، واصفاً الحادث بأنه "طعنة في الظهر"، كما لم يخل الأمر من مطالبات بالانتقام من قبل بعض المسؤولين الروس، بحسب الصحيفة.
وتفيد الصحيفة بأن تداعيات إسقاط الطائرة المقاتلة الروسية من قبل تركيا يمكن أن تعقد من الجهود الدبلوماسية في تحقيق زيادة من التنسيق الدولي لمحاربة تنظيم "الدولة"، خاصة بعد أن تحولت أنشطة التنظيم بإعلانه مسؤوليته عن هجمات 13 نوفمبر/ تشرين الثاني في باريس التي قتلت 130 شخصاً على أقل تقدير، فضلاً عن تبنيه لإسقاط الطائرة المدنية الروسية في شبه حزيرة سيناء المصرية في 31 أكتوبر/ تشرين الأول، التي راح ضحيتها 224 شخصاً كانوا على متنها.
ومما يزيد المشهد تعقيداً، أنه وعلى الرغم من أن تركيا والولايات المتحدة تعارضان الأسد، إلا أن طائراتها الحربية تجنبت استهداف الزعيم السوري، وبدلاً من ذلك راحت تقصف تنظيم "الدولة"، الذي يسيطر على أجزاء من سوريا والعراق، في حين تستهدف الطائرات الروسية في المقام الأول المتمردين الآخرين، أو من يطلق عليهم المعارضة المعتدلة، بما في ذلك بعض الجماعات التي تدعمها الولايات المتحدة وتركيا.
ومما زاد من حدة التوتر بين أنقرة وموسكو الهجمات التي شنتها الأخيرة على قرى سورية يهيمن عليها التركمان، وهم أغلبية عرقية تربطهم علاقات ثقافية مع تركيا، وفقاً للصحيفة.
*ترجمة الخليج اونلاين