اقتحمت ميليشيا الحوثي المسلحة صباح اليوم ثاني مدرسة حكومية في مدينة ذمار وأجبرت طلابها على تأدية شعارها المعروف بالصرخة، ثم قاموا بتصوير الطلاب وهم يهتفون به أثناء طابور الصباح، لبثه في وسائل إعلامهم، في ثاني حادثة اقتحام حدثت خلال أقل من أسبوع.
وقال مصدر تربوي في مدرسة الكوفة الابتدائية للبنين -فضل عدم ذكر اسمه لدواعي أمنية، لـ"مندب برس"، أن عشرات المسلحين من عناصر الميليشيا الحوثية اقتحموا صباح اليوم الحرم المدرسي وأخرجوا الطلاب من الفصول إلى ساحة المدرسة بالقوة وأعادوا تأدية نشاط طابور الصباح بعد أن كانوا قد فرغوا منه .
وأضاف : "أجبر عناصر الميليشيا الحوثية الطلاب على الخروج إلى الساحة وتأدية طابور الصباح من جديد ليهتفوا بشعار الصرخة أثناء الطابور ويقوموا بتصويرهم لقنواتهم الإعلامية وهم يهتفون"، موضحا أن المسؤول على تلك العناصر الحوثية هدد عدد من المعلمين الذين اعترضوا على هذا السلوك الهمجي بالفصل، والاعتقال، وأكد لهم بأنهم يقومون بذلك تنفيذاً لتوجيهات مدير مكتب التربية في المحافظة المقرب من الحوثيين أحمد علي الوشلي .
وهذه هي الحادثة الثانية من نوعها خلال أقل من أسبوع في مدينة ذمار، حيث سبق أن اقتحم مسلحون حوثيون قبل أيام، مدرسة الميثاق للبنات، وسط المدينة وقاموا بإجبار الطالبات على ترديد شعار الصرخة.
وأثارت هاتين الحادثتين استياء عارم في الأوساط التربوية بالمحافظة لما تمثله من انتهاك صارح لحرمة التعليم ومؤسساته، ومحاولة لتسييسه وتوظيفه بما يخدم أجندة الميليشيا الدموية وبما يتعارض مع أهدافه ورسالته التنويرية للمجتمع، وسط حالة من الخوف من استمرار هذه الانتهاكات وتناميها إذا لم يتم وضع حداً لها ومحاسبة مرتكبيها.
وفيما أكد تربويو محافظة ذمار بأن كل الانتهاكات التي تقوم بها الميليشيا بحق المؤسسة التعليمية منتسبيها بالمحافظة جاءت بإيعاز وموافقة وإشراف مباشر أو غير مباشر من مدير مكتب التربية الوشلي .
واستغربوا من تناقض مواقف المدير الوشلي إزاء تلك الانتهاكات ومرتكبيها ،مع ما هو مؤمل منه باعتباره المسؤول الأول عن العملية التعليمية وسيرها في المحافظة.
ودعوا كل منتسبي الأسرة التربوية بالمحافظة إلى توحيد كلمتهم ، والوقوف صفاً واحداً للتصدي لكل انتهاكات الميليشيا بحق المؤسسة التعليمة منتسبيها والتكاتف لإفشال كل محاولاتها تسييس العملية التعليمة وتوظيفها بما يخدم أجندتها وأهدافها الدموية .
