وصلت إلى محافظة مأرب أمس تعزيزات عسكرية ضخمة من قوات الجيش الوطني معززة بآليات عسكرية حديثة في مهمة لتطهير بقية جيوب الانقلابيين في المحافظة وتحرير محافظة الجوف المجاورة.
القوة مكونة من مئات الجنود من قوات النخبة الذين تلقوا تدريبات مكثفة في معسكرات أنشأتها الشرعية وأشرف عليها التحالف العربي، مزودة بأحدث تقنيات التسليح والتدريب.

وحسب مشاهدات مراسل «البيان» في المدينة، فإن القوة تتألف من مئات العربات والدوريات العسكرية وناقلات الجند، إضافة إلى فرق القناصة والتدخل السريع التي جُهزت بسلاح نوعي وفتاك، وتلقت تدريبات على كافة أنواع الأسلحة الحديثة.

وتعالت أصوات الرصاص في الهواء ترحيباً بقدوم قوات الجيش، وتوافد مئات المدنيين من كل حدب وصوب، في حين رفع جنود الجيش علم اليمن واشارة النصر مرددين: لبيك يا صنعاء.
زمام المعركة

وقال قائد محور البيضاء، العميد الركن مراد طريق، إن هذه القوة تتألف من عدة ألوية، وخضعت للتدريب في معسكرات خاصة بالشرعية على الحدود مع المملكة العربية السعودية، وهي في طريقها إلى تحرير العاصمة صنعاء من قبضة الانقلابيين.

وأضاف طريق في تصريح لـ«البيان» أن القيادة العسكرية الشرعية هي من يملك زمام المعركة وتوقيتها ومناطقها، لافتاً إلى أن معركة تحرير العاصمة باتت مسألة وقت، والخطة جاهزة لذلك وستبدأ المعركة من عدة محاور ستفاجئ العدو وتنهك قواه.

ودعا الانقلابيين إلى أن يرعوا، وأن يدركوا أن لدينا الإرادة والتصميم والقدرة على تحرير اليمن واستعادة الشرعية، داعياً إياهم إلى تجنيب اليمن المزيد من الدمار والدماء، وأن يقبلوا بالقرار الأممي دون مماطلة أو تسويف.

مساندة التحالف
وحسب قيادي عسكري ميداني، فضل عدم الكشف عن هويته، فإن المعركة ستبدأ قريباً عبر محور «الفرضة ـ مأرب ـ صنعاء» وسيقوم التحالف العربي بتغطية ومساندة جوية كثيفة، وأن المعركة ستحسم لصالح الشرعية، وسيتم تحرير صنعاء من يد الانقلابيين قريباً.

ونوّه القيادي إلى أن هناك قوة إضافية قادمة من جهة العبر شرقاً، هي عبارة عن مئات الدبابات والعربات العسكرية الحديثة، في طريقها للالتحاق بجبهات القتال في مارب، ضمن القوات التي أوكلت إليها الشرعية مهمة تحرير باقي مناطق مأرب، وصولاً إلى العاصمة صنعاء.
4 كتائب
ووفق مصادر عسكرية تحدثت إليها «البيان» فإن أربع كتائب من قوات الجيش الوطني التي تلقت تدريبات عالية في المملكة العربية السعودية وصلت إلى مدينة مأرب، حيث ستتولى هذه الوحدات مهمة تطهير بقايا جيوب الانقلابيين في مديريتي صرواح وحريب القراميش قبل التقدم إلى محافظة الجوف لمساندة المقاومة وقوات الجيش هناك على تطهير المحافظة من الانقلابيين.

ميدانياً، دارت معارك شرسة بين الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من جهة، ومسلحي الحوثي وقوات موالية للمخلوع في جبهة صرواح غربي مأرب، منذ أسابيع، تحقق فيها المقاومة تقدماً لصالحها على الأرض، في ظل اسناد كثيف من طيران التحالف والاباتشي التي تضرب عمق قوات الانقلابيين.

ووفقاً للقيادي في المقاومة الشعبية أحمد الشليف، فإن المعارك تدور الآن في محيط جبال الأشقري الاستراتيجية، وهي سلسلة جبلية يستميت الجيش الوطني والمقاومة في السيطرة عليه، لأنها بذلك ستسيطر على سوق صرواح والمطار، إضافة إلى التحكم في الطريق العام الواصل إلى صنعاء عبر خولان ومن ثمّ قطع خطوط امداد الحوثيين القادمة من صنعاء وذمار وبعض المناطق الحدودية لمأرب غرباً.

وأشار الشليف في حديث لـ«البيان» أن المقاومة سيطرت على أجزاء من الأشقري، فيما بقي حوثيون يتمركزون في الجهة الغربية منه، لكن ستستكمل المقاومة السيطرة عليه دون شك. وحول خسائر المقاومة، قال الشليف إن خمسة قتلى وعددا من الجرحى سقطوا في معركة أمس فيما يتكبد الحوثيون خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، تحت ضربات مدفعية المقاومة وطيران التحالف العربي.