بعد قمة مجموعة العشرين التي عقدت في أنطاليا بتركيا، يؤكدّ خبراء ومحللون استراتجيون بأنّ السعودية باتت معادلة سياسية صعبة لا يمكن تخطيها أو الاستهانة بها، مؤكدين على ضرورة معالجة قضية الإرهاب والتنظيمات المتشددة والتي لن تكون إلا عبر إيجاد حل سياسي جذري في سوريا يضمن تنحي الرئيس السوري بشار الأسد فهو أكبر المشكلات السياسية التي تواجه العالم بأكمله لضمان الأمن والاستقرار العالمي.
- لاعب رئيسي
وفي هذا السياق، يؤكدّ الخبير والمحلل السياسي والاستراتيجي إبراهيم آل مرعي، في تصريحات خاصة لـ "الخليج أونلاين"، بأنّ السعودية أثبتت فعلاً وجودها كلاعب رئيسي على الصعيد السياسي والاقتصادي فهما عاملان مهمان لتثبيت الأمن والسلم الاجتماعي، مشيراً إلى أنّ السعودية سعت لأن تكون راعية للسلام، فقد أكدت للعالم بأفعالها وسياستها على أنّ لديها استراتيجية لمكافحة الإرهاب، وهذا يعود إلى المكانة التي تتمتع بها من وجود الحرمين الشريفين والقيادة العادلة.
وعن أهم التحديات السياسية التي تواجهها السعودية في المنطقة، يرى آل مرعي بأنّ المجتمع الدولي سيصل إلى قناعة تامة بأنّه لا يمكن القضاء على تنظيم الدولة والإرهاب ما لم يرحل بشار الأسد، مشدداً على أنّ هذه المعادلة لا يمكن أن تبقى ثابتة أبداً، فوجود التنظيمات المتشددة في سوريا مقترن برحيل الأسد من الحكم، مشيراً إلى أن الجماعات والتيارات المسلحة في سوريا بقيت تزداد وتتفرع إلى أن وصلت إلى أكثر من 60 تنظيم مسلحاً من بينها تنظيم "الدولة"، فلن تزول هذه التنظيمات إلا برحيل نظام الأسد.
ويضيف آل مرعي قائلاً: "العالم في نهاية الأمر سيصل إلى حل سياسي تتوافق عليه السعودية وأمريكا وروسيا وتركيا وكذلك فرنسا التي ستضغط في هذا الاتجاه لإيجاد توافق سياسي يضمن رحيل الأسد وإيجاد حكومة ورئيس بديل في سوريا"، مؤكداً على أنّ هذا التوافق مبني على شروط على رأسها لن يحكم سوريا تنظيم إرهابي وإبقاء سوريا دولة موحدة مع ضمان رحيل نظام الأسد، مشيراً إلى أنّ موسكو يمكن أن تلعب دوراً كبيراً في هذا الجانب في عدم إصرارها على دعم نظام الأسد وإيجاد حل يرضي الأطراف المعنية كافة بعيداً عن شخصية بشار الأسد.
- لاعب إقليمي ودولي كبير
من جانبه، يرى الكاتب في العلاقات الدولية والشؤون الاستراتيجية والعسكرية طراد العمري، بأنّ السعودية باتت لاعباً إقليمياً ودولياً كبيراً في المنطقة لا يمكن الاستهانة به قبل قمة العشرين، وهذا نتيجة لعدة عوامل على رأسها أحداث الربيع العربي لغياب قوى أساسية مهمة غابت عن الساحة مثل العراق وتدمير قوتها وضعف النظام المصري وتفكك القوة العسكرية في سوريا، مؤكداً بأنّ الحمل الأكبر ألقي على كاهل السعودية فأصبحت هي اللاعب الرئيسي في منظومة النظام العربي عبر تعاون وتنسيق مشترك مع مصر والإمارات.
وعن أهم التحديات السياسية التي تواجهها السعودية في المنطقة، يؤكدّ العمري في تصريحات خاصة لـ"الخليج أونلاين"، بأنّ السعودية تواجه تحدياً كبيراً يتمثل في محاربة التنظيمات المتطرفة والتي هي على رأسها أولوياتها، فهي من الدول العربية السباقة التي تعمل على محاربته، مشدداً على أن إيجاد حل سياسي مشترك في سوريا سيسهم في مكافحة الإرهاب وإنهائه بشكل كبير، فالقضية السورية هي الحل الجذري الذي سيؤدي إلى إزالة مسببات التطرف في المنطقة.
الجدير بالذكر أنّ دول مجموعة العشرين أعلنت أنها ستتخذ سلسلة "إجراءات" ضد ما وصفته بالانتشار المتنامي للإرهابيين الأجانب، وذلك بحسب مشروع البيان الختامي لقمة العشرين في أنطاليا، والذي سيصدر في نهاية اجتماعاتها الاثنين.
*الخليج اونلاين