أرسى الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والفرنسي فرنسوا هولاند، أمس، دعائم تحالف ضد تنظيم «داعش»، واتفقا على زيادة التنسيق العسكري والاستخباراتي حول سوريا، بعد هجمات باريس وتفجير طائرة الركاب الروسية، وقد ترجم هذا التحالف بأن أمر بوتين البحرية الروسية في البحر المتوسط بالاتصال مع البحرية الفرنسية. 

والعمل معاً «كحلفاء» في الحملة ضد التنظيم الإرهابي، فيما كثفت فرنسا غاراتها الجوية ضد مناطق تواجد التنظيم في سوريا والعراق، ونفذت المقاتلات الفرنسية غارة جديدة، ليل الاثنين الثلاثاء، على الرقة معقل التنظيم في شمالي سوريا، ودمرت مركزاً قيادياً وموقع تدريب، في وقت شنت روسيا أمس «عدداً كبيراً» من الضربات الجوية على معقل التنظيم في الرقة، بحسب ما ذكر مسؤول دفاعي، الذي أشار إلى أن موسكو أخطرت واشنطن مسبقاً باستخدامها صواريخ كروز، وقاذفات استراتيجية بعيدة المدى من نوع توبوليف 160.
وفيما طلب وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان المساعدة العسكرية من دول الاتحاد الأوروبي للمشاركة في بعض مواقع العمليات في الخارج، ولقي تأييداً بالإجماع من الاتحاد الأوروبي، تواصلت حملات المداهمة والاعتقال في فرنسا، حيث نفذت قوات الأمن الفرنسية «128 عملية دهم» جديدة ليل الاثنين الثلاثاء، حسب ما أعلن وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف، بالتزامن مع استمرار التحقيقات في بروكسل مع توجيه التهم إلى اثنين من المشتبه بهم، فقد كشفت النمسا أن المشتبهين في هجمات باريس دخلوا إليها في مارس/آذار الماضي، واعتقلت الشرطة الألمانية ثلاثة أشخاص على صلة بالهجمات، في حين أعلن رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس أن عدد المشاركين في هجمات باريس غير معروف بعد.

واعتبر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، أمس، عقب لقائه الرئيس هولاند في باريس أن سوريا قد تبدأ مرحلة «انتقال سياسي كبير» في غضون «أسابيع» بين النظام والمعارضة، وذلك إثر التسوية الدولية التي تم التوصل إليها في ختام مفاوضات فيينا، مشيراً إلى أن بلاده ستبدأ عملية مع تركيا للانتهاء من تأمين حدود شمال سوريا.
وبعد أن أكدت السلطات الروسية أمس، أن انفجار قنبلة أدى إلى تحطم الطائرة الروسية في سيناء، ومقتل جميع ركابها ال224، توعد الرئيس بوتين منفذي العملية بالانتقام، وأعلنت وكالة الأمن القومي الروسية عن مكافأة بقيمة 50 مليون دولار (47 مليون يورو) لقاء أية معلومات تؤدي إلى القبض عن المسؤولين عن تفجير الطائرة.
وقالت الحكومة المصرية إنها تلقت علماً بنتائج التحقيقات الروسية حول الحادث، مؤكدة أنه سيتم بحثها وضمها لتقرير اللجنة الرئيسية للتحقيق، وأن اللجنة المصرية هي الوحيدة المنوطة بإعلان نتائج التحقيق في أسباب تحطم الطائرة.
إلى ذلك، كشف مصدر في وزارة البيشمركة أمس عن مقتل 27 فرداً من قواتهم بينهم سبعة ضباط في هجومات لتنظيم «داعش» استهدف محور ناحية وانة، فيما أعدم التنظيم 10 آخرين في مفرق تلكيف شمال الموصل، فيما أكد مصدر عراقي أن عناصر الحشد الشعبي فجروا مئات المنازل في مختلف مناطق وقري بيجي في محافظة صلاح الدين، وأكدت مصادر عراقية مقتل 4 قياديين من التنظيم الإرهابي في غارات للطائرات الكندية قبل يومين.