عقب نحو أقل من أسبوع واحد من كارثة إعصار «تشابالا» في الأجزاء الشرقية من الأراضي اليمنية التي خلفت أضراراً بشرية ومادية كبيرة طالت السكان والصيادين والمباني السكنية والحكومية والمشاريع الخدمية، ضرب إعصار «ميغ» مصحوباً بأمطار شديدة الغزارة ورياح قوية بدرجة أقوى من سابقه «تشابالا»، أمس، محافظة أرخبيل سقطرى، قبل أن يتجه نحو المناطق الغربية من محافظات حضرموت وشبوة وأبين. وأفادت حصلية أولية بأن شخصين على الأقل قتلا أمس وأصيب العشرات بجروح، كما تحدثت تقارير عن دمار كارثي شمل تدمير منازل وتجريف ممتلكات للسكان.
وتعد هذه المرة الأولى التي يضرب فيها إعصاران قويان في وقت زمني متقارب وقياسي، المناطق والمدن الواقعة شرقي اليمن أبرزها سقطرى والمهرة وحضرموت وشبوة وأجزاء من أبين، التي تعاني أساساً ضعف البنية التحتية وعدم توفر الجاهزية والاستعدادات اللازمة والضرورية لمواجهة الكوارث الطبيعية، وهو الأمر الذي سينعكس تأثيره سلبياً على حياة السكان ومقومات استمرارية الحياة من خدمات أساسية ومشاريع تنموية.
وأفاد وزير الثروة السمكية وعضو غرفة العمليات المركزية في الحكومة اليمنية لمواجهة الإعصار فهد كفاين في تصريح خاص ل«الخليج»، أن الإعصار «ميغ» مركزه سقطرى، ولا يوجد حتى الآن تحديد دقيق لدرجة قوته ولكنه يعد أقوى من الإعصار السابق «تشابالا» (بلغت قوته للدرجة الثالثة) وأن الإعصار «ميغ» بدأ بالتفاعل في جزر أرخبيل سقطرى، حيث بدأت الفيضانات مصحوبة بأمطار غزيرة ورياح شديدة، كما حاصرت الفيضانات منازل السكان في مدينة حديبو، وتم نقل وإيواء المواطنين في مواقع أخرى.
وأطلق الوزير كفاين، مناشدة عاجلة لمنظمة الأمم المتحدة ومفوضياتها للشؤون الإنسانية والأشقاء في سلطنة عمان من أجل التدخل السريع بواسطة فرق الطوارئ لإنقاذ سكان سقطرى، ولفت إلى أن هناك مناشدة من سكان مدينة حديبو وقرى أخرى، بسرعة إنقاذهم وسط استمرار سقوط الأمطار الغزيرة والرياح الشديدة، وتوقع سقوط ضحايا وتسجيل خسائر مادية في سقطرى جرّاء إعصار «ميج»، الذي تجاوز الجزيرة متجهاً إلى المناطق الغربية بمحافظات شرق اليمن التي تشمل حضرموت وشبوة وأبين.
وقال إن مساعدات إغاثة إيوائية وغذائية ودوائية مقدمة من عدة دول مجاورة بينها الإمارات والسعودية وعمان، وصلت في الأيام الفائتة إلى سقطرى، لإغاثة سكانها المنكوبين بالإعصار الأول «تشابالا»، وأكد أن الإعصار الثاني «ميج»، يتطلب تضاعف جهود الجميع لمواجهة آثاره.
وأعلنت المنظمة الدولية للأرصاد الجوية، عن تكوّن إعصار جديد في بحر العرب يسمى «ميغ»، وأشارت إلى أنها المرة الأولى التي يتوالى فيها إعصاران على الخليج العربي خلال أسبوع واحد، ويتوجه الإعصار الجديد إلى الجنوب الغربي متحولاً إلى إعصار شديد ومكثف متوجهاً نحو خليج عدن.
وقالت المنظمة والتي تتخذ من جنيف مقراً لها: إن الإعصار سيعبر قرب سقطرى ويضعف قبل بلوغه اليابسة في اليمن، بسبب برودة الطاقة الحرارية في المحيطات وتسرب الهواء الجاف من الشمال الغربي، وبينت أن الإعصار «ميغ» سيتسبب في هطول أمطار غزيرة على المنطقة، التي عانت هذا الأسبوع انهيارات أرضية وفيضانات، وأن إعصاراً استوائياً جديداً في طريقه لليمن، وذلك بعد ثلاثة أيام من عاصفة عاتية تسببت في هطول أمطار غزيرة على المكلا، كما قالت: إنه لم يسبق أن حدثت عواصف الواحدة تلو الأخرى في هذا الجزء من الخليج العربي في غضون أسبوع.
وذكرت أن العاصفة العاتية ستستمر في طريقها بسقطرى التي تبعد 380 كيلومتراً قبالة سواحل اليمن في بحر العرب، حيث قد تنشر الدمار في الجزيرة المنعزلة التي هي أقرب إلى القرن الإفريقي منها إلى اليمن، ويعيش فيها نحو 50 ألف شخص، وستكون تلك المرة الثانية في أسبوع التي تشهد فيها هذه الجزيرة عاصفة.