كشفت مصادر يمنية مطلعة عن خيوط ملف خطير يشكل أحد الأسباب الرئيسية للأزمة الصامتة التي برزت ملامحها أخيراً بين جماعة الحوثي الانقلابية وحليفها الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح.
وأكدت المصادر أن حرباً جاسوسية بين الطرفين تعود إلى أعوام عدة وفاحت رائحتها أخيراً بعد قيام جماعة الحوثي بوضع بعض قياداتها السياسية والعسكرية تحت الإقامة الجبرية بعد اكتشاف أنهم جواسيس زرعهم الرئيس المخلوع في صفوف الجماعة المتمردة ويخدمون سياسات ومخططات صالح.
ولفتت المصادر إلى أن خلية مخابراتية مشتركة تضم ضباطاً إيرانيين وسوريين ومن حزب الله وتعمل ضمن الدوائر الخاصة لزعيم المتمردين عبد الملك الحوثي هي من كشفت أسرار جواسيس صالح داخل الحركة الموالية لإيران.
ونوهت المصادر إلى أن من أبرز القيادات السياسية الحوثية التي ثبت تورطها في العمل لمصلحة الرئيس المخلوع هو رئيس الدائرة السياسية والعلاقات الخارجية في جماعة الحوثي حسين العزي والذي جرى وضعه تحت الإقامة الجبرية، وعلى الصعيد العسكري القائد الميداني أبو علي الحاكم الذي كان ضابطاً متمرساً في الحرس الجمهوري الموالي جداً لصالح، والأخير لم تتخذ الحركة بشأنه أي إجراء نظراً لموقعه العملياتي الحساس والمؤثر في الوضع الراهن.
ضوء أخضر
وشددت المصادر أن الرئيس المخلوع وخلال النصف الثاني من تسعينيات القرن الماضي أعطى الضوء الأخضر للجماعة الحوثية «حركة الشباب المؤمن» آنذاك لتنشط في مواجهة الحركات المضادة، وفي الوقت ذاته عمل على الإمساك بخيوط الحركة عبر الدفع بضباط وجنود مخابرات ينتمون إلى عائلات متشددة للانخراط في تنظيم الشباب المؤمن وكان من أبرزهم حسين العزي الذي وصل لاحقاً إلى منصب سياسي رفيع داخل الحركة الحوثية.
ولفتت المصادر إلى أن الحركة الحوثية مارست هي الأخرى الحرب الجاسوسية على صالح من خلال مسؤولين كبار تبوأوا مناصب عليا عسكرية ومدنية في نظام صالح.
وبحسب المصادر فإن أبرز من خدموا جماعة الحوثي من داخل قصر صالح ومن وقت مبكر هو وزير الداخلية الأسبق والأمين العام السابق لحزب المؤتمر اللواء يحيى المتوكل الذي لقي مصرعه في حادث مروري مطلع العام 2002 في ظل توجيه أصابع الاتهام لصالح باغتياله.
وتؤكد المصادر أن القيادي البارز في حزب المؤتمر أحمد الكحلاني هو أيضاً من الذين خدموا الحركة الحوثية من داخل الدائرة المقربة من صالح.
وعن الخلافات بين صالح والحوثيين، أكد سكرتير الرئيس المخلوع، عبدالله المغربي، حالة التشظي التي تعيشها جماعة الحوثي وسط خلافاتها مع قوات موالية للرئيس صالح. وقال المغربي إن جماعة الحوثي على وشك السقوط، وتدخلاتها في كل مفاصل الدولة اليمنية ساهمت بتأجيج الخلاف مع القوى المتحالفة معها.