بعد أن سكتت المدافع وخشعت المدينة العريقة للنوم، وأُغمض معها عيون الناس التواقة للأمان وللحرية؛ وتبدد المستحيل بسواعد من حملوا السلاح بوجه جماعة دينية تستمد قوتها من الأساطير والخرافات.

  مئات الطلاب الذين تركوا كراستهم وأقلامهم، بل والذهاب كل صباح إلى الكليات، ليشاركوا بالواجب المقدس "الدفاع عن المدينة" من سطوة مليشيات صالح والحوثي.

  بعد ثمانية أشهر عجاف،، ها هم طلاب جامعة عدن ومعاهدها يعودون من جديد كلاً إلى كليته، ومعهده.

  اليوم السبت، تم تدشين تاريخ جديد من عمر الجامعة العريقة – جامعة عدن -  بعودة ألاف الطلاب إلى الدراسة، بتدشين العام الدراسي الجديد.

العودة إلى الكلية كالعودة من الموت إلى الحياة

هكذا تحدث الطلاب صباح اليوم أثناء عملية التدشين للعام الدراسي التكميلي بمختلف كليات جامعة عدن.

الطالب بقسم الصحافة والإعلام "محمد بايعشوت" يصف العودة إلى الكلية بالعودة الحميمية، مبديا تفاؤلاً غزيراً بعد انقطاع دام لسبعة أشهر بسبب العدوان الحوثي على مدينة عدن".

  بكلمات مفعمة بالقوة والإرادة يرد بايعشون لـ"مندب برس"  بقوله :"أننا اليوم في الميدان الأكبر، ميدان العلم الذي تبنى به الأوطان بعد أن انتقلنا من الميدان الأصغر ميدان الدفاع عن الكرامة".

  بدوره، قال رئيس قسم الإعلام - قسم ضمن كلية الآداب-  لـ"مندب برس" إنه في إطار جمع أسماء طلاب الجامعة وموظفين  والذين قتلوا وجرحوا برصاص (الاحتلال الحوثي_عفاشي) لتوثيقها ضمن عملية رصد ذاتية ؛ حيث تجاوزت قرابة الأربعين ما بين شهيدٍ وجريح كرقم أولي".

رئيس جامعة عدن: دقة ساعة العمل

  بعد تواتر الحديث عن تعاون رئيس جامعة عدن  ومحافظها السابق "د. عبد العزيز بن حبتور" مع جماعة الحوثي وصالح أثناء اجتياحها لعدن بـ(25/مارس الماضي) توارى اسم حبتور من أروقة الجامعة ومع غيابه برز اسم الدكتور "حسين باسلامة" قائماً بأعمال رئيس الجامعة.

  ورغم عدم وجود أدلة دامغة تثبت تورط بن حبتور بالاتصال بجماعة الحوثي وصالح إبان غزو عدن إلا أن دليلاً واحداً أوردته شبكة إرم نيوز الإماراتية بتاريخ 30/8 يتحدث من خلال مصدر رئاسي للرئيس هادي يؤكد من خلاله بتدبير محاولة اغتيال متهماً بن حبتور شخصياً بتدبير العملية  ولكن تبرير مدير مكتب الرئيس بعدن "محمد مارم" بدوره نفى صحة الخبر ؛ لكن هذا ليس مبرراً كافياً لشارع الساخط عن شخصية بن حبتور المتماهية مع الأحداث التي شهدتها عدن خلال الـ(112)يوماً من العدوان.

  القائم بأعمال رئيس جامعة عدن الدكتور "حسين باسلامة" يشدد على أن هذه المرحلة هي مرحلة بناء ونضرة فاحصة للمستقبل ؛ محياً دور المقاومة الذين كان لهم الدور الأبرز في تحرير عدن من مليشيات الحوثي".

  وأثناء كلمة الافتتاح قال رئيس الجامعة " أننا سنواجه الكثير من المشاكل والعراقيل، لكننا مصممون على اجتيازها مترحماً على الشهداء وجل من سقطوا خلال العدوان البربري على عدن".

جامعة عدن أول جامعة يمنية تدشن عاماً دراسياً جديداً

  القائم بأعمال رئيس كلية الآداب الدكتور محمد عبده الهادي يصف حضور الطلاب في أول يوم من تدشين العام الدراسي التكميلي 10/10/2015م بشكلٍ غير متوقع مؤكداً أن للحضور الكثيف للطلاب في أول يوم من الدراسة دلالة واضحة على حب التعليم والشوق للتعلم.

  ويواصل حديثه لـ"مندب برس" أن الحياة عادت لعدن بعد خروج الحوثيين من مدينة عدن لتدب الحياة من جديد وعودة الطلاب إلى الكليات لاستقى كل جديد"

  وتوافد الآلاف في أول يوم من الدراسة الجامعية للفصل التكميلي ومدته (شهرين متكاملين) حسب عمادة الكلية.

  وفتحت كليات عدن المختلفة أبوابها أمام الطلاب لمدة دراسية مدتها شهران لاستكمال العام الدراسي المتوقف 2015م جرى اجتياح مليشيات الحوثي وصالح مدينة عدن بـ25مارس المنصرم.

  وتخليداً للحرب التي شنتها جماعة الحوثي تحول حرم كلية الطب الكائنة بخور مكسر إلى مقبرة جماعية لشهداء الحرب ؛ حيث تحوي على أكثر من 30 ضريح قبروا نتيجة عدم تمكن المسعفون من نقل رفات الشهداء إلى المقابر بفعل أعمال القنص التي طالتهم من أعلى جبل حديد المطل.

جامعة عدن صفحات من التاريخ

  وتتكون جامعة عدن من كليات مبثوثة بمختلف مديريات عدن كالطب والصيدلة والأسنان والآداب والتربية بمديرية خور مكسر ؛ بينما تتواجد الهندسة والحقوق والعلوم الإدارية بمدينة الشعب بالبريقة.

  ويرجع تاريخ أول جامعة يمنية إبان عهد جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية قبل الوحدة ذ1970م  وفي هذا التاريخ تأسست كلية التربية العليا ويليها كلية ناصر للعلوم الزراعية بعد عامين لتليها كلية الاقتصاد بعد عامين أيضا _أي_ بعام 1474م.

  لكن الفرصة باتت مواتية لإنشاء جامعة لعدن ففي العاشر من سبتمبر 1975م صدر القانون رقم 22 لعام 1975م والخاص بإنشاء جامعة لعدن كمؤسسة علمية ذات شخصية اعتبارية.