فسّرت مصادر دبلوماسية وسياسية سر غضبة مرشد الثورة الإيرانية، علي خامنئي، وتهديداته الجوفاء التي أطلقها عقب الفشل في "تسييس" ملف تدافع الحجاج الذي وقع أول أيام عيد الأضحى في منى.

وأكدت المصادرُ أن المعلومات (غير المؤكدة)، عن مصرع سفير طهران السابق لدى لبنان، غضنفر ركن أبادي، الذي يُعد أحد المقربين من "خامنئي"، فضلا عن الملفات التي كانت بحوزته (ضابط اتصال مع حركات وتنظيمات وميليشيا تدعمها إيران في المنطقة، لا سيما في لبنان) - كانت سببًا في الثورة العارمة التي انتابت مرشد الثورة الإيرانية.

ومعروف عن "غضنفر" أنه مهندس تمدد نفوذ حزب الله في لبنان (سياسيا وعسكريا)، فضلا عن دوره في دعم دخول الحزب للجبهة السورية، كما يُعد أحد المطلعين على كواليس السياسة الإيرانية في المنطقة.

وجددت معلومات منقولة عن وسائل إعلام إيرانية، اليوم الخميس (1 أكتوبر 2015)، الحديث عن مصرع "غضنفر" و3 دبلوماسيين آخرين في تدافع منى، ونقلت صحيفة الديار اللبنانية أن السفير "غضنفر" (الذي تُشير المعلومات إلى أنه دخل المملكة بجواز سفر لا يحمل صفته الدبلوماسية، أو اسمه الحقيقي) لقي مصرعه في الحادث بحسب معلومات وكالة "تسنيم الإيرانية"، ووكالة "الطلبة" الإيرانية التي أوضحت أن 4 من دبلوماسييها قتلوا في حادثة التدافع، يتصدرهم السفير غضنفر ركن أبادي.

ومنذ وقوع حادث التدافع، تضاربت الأنباء حول مصير "غضنفر"، حيث لم يجرِ تأكيد وفاته، أو إصابته، واعتباره من ضمن المفقودين، لا سيما وأن المعلومات المتداولة عنه بحسب المصادر التي تحدثت لـ"العربية"، تؤكد أن منافذ ‏المملكة (الجوية والبحرية والبرية)، لم تسجل دخول أحد بهذا الاسم، أو الصفة الدبلوماسية للمملكة، ضمن قوائم الحجاج.

وأشارت معلومات إلى أن "غضنفر" ربما يكون قد دخل المملكة بطريقة غير معروفة، لعدم تسجيل دخوله بالاسم والصفة اللتين يُعرف بهما وختم جوازه وفقًا لذلك، لكن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية، مرضية أفخم، قالت إن "غضنفر" دخل السعودية بجواز سفر عادي وبتأشيرة ‏الحج".

غير أن "العربية" نقلت اعترافًا منسوبًا لوزارة الخارجية الإيرانية، يفيد بأن سفيرها "المختفي" غضنفر ركن آبادي دخل السعودية لأداء مناسك الحج بجواز سفر غير دبلوماسي، وأن المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية قالت إن سفير إيران السابق في بيروت "دخل السعودية لأداء فريضة الحج، بجواز سفر عادي".

وتجنبت وزارة الخارجية الإيرانية الإشارة إلى النقطة الأساسية في هذا الملف، وهي: هل دخل سفيرها باسمه الحقيقي أم باسم آخر؟.

وأكد موقع "الحدث نيوز" اللبناني (نقلا عن مصدر قريب من السفارة الإيرانية في بيروت)، بحسب "العربية"، أن "كل ما يُنسج من روايات حول قضية السفير السابق ركن آبادي لا تمت إلى الحقيقة بصلة، فلا جثته عُثر عليها، ولا هو موجود في السعودية لتلقي العلاج"، كاشفًا أن "الدبلوماسي الرفيع لا يزال مصيره مجهولا، ولا أحد يعرف عنه شيئًا، وعائلته المكونة من زوجة وولدين لم تبلّغ بأي شيء من الذي قيل وروّج له إعلاميًّا".

و?ان ر?ن آبادي سف?رًا لإ?ران في لبنان من عام 2010 حت? أبريل 2014. وهو حائز على درجة الدكتوراه من جامعة بيروت في فرع العلوم السياسية.