انعكست الحالة المأساوية التي يعيشها اليمن واليمنيون، منذ انقلاب الحوثيون على الشرعية الدستورية، في البلاد، ممثلة بالرئيس المؤقت عبد ربه منصور هادي، وما تلا ذلك من حرب وتدخل خارجي للتحالف العربي لدعم الشرعية، انعكست على كل مجالات حياة الناس، الأمنية والاقتصادية والسياسية.
وكان لتلك الأوضاع، انعكاسا ملحوظا على الصحافة اليمنية، وعلى مستقبلها، حيث شهدت الصحافة اليمنية، وخصوصا الورقية، حالة من التضييق، من قبل مليشيا الحوثية، كما لم يحدث من قبل.
وبلغ الأمر أن اقتحمت تلك المليشيا مؤسسات صحفية، وصادرتها، واعتقلت كوادرها، الأمر الذي جعل العام المنصرم، هو الأسوأ في تاريخ الصحافة اليمنية.
وتشير المعطيات، إلى احتمال انقراض الصحافة الورقية في اليمن، جراء انتهاكات مليشيا الحوثي، وحالة التضييق الخانقة التي تفرضها الجماعة على الحريات الصحفية.
ونتيجة لكل ذلك، عمد الكثير من رؤساء تحرير الصحف الورقية اليمنية اليومية المستقلة، وحتى المؤسسات الصحفية الحكومية والحزبية إلي توقيف صدور تلك الصحف، وهو ما لم يحدث من قبل في تاريخ اليمن الحديث.
وكان إعلاميون، وناشرون، قد حذروا في وقت سابق، من تداعيات، تراجع الحرية الصحفية والإعلامية في اليمن بعد انقلاب الحوثيون على النظام الجمهوري، حيث وقعت الصحافة والصحفيون، ما بين سندان تردي الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية، وبين مطرقة مليشيا الحوثي التي أحكمت قبضتها على كل شيء، وكممت الأفواة، بل وبلغ الأمر أن قتلت الصحفيين.
وتشير المعطيات، إلى أن اليمن مقبلة على انقراض تام للصحافة الورقية الأهلية والمستقلة، إذا ما استمر الوضع على ما هو عليه، من سيطرة المليشيات، وتحكمها بمقاليد الأمور السياسية والأمنية.
وكانت تقارير صادرة من منظمات دولية وأخرى محلية معنية بحرية الرأي، والحريات الصحفية، قد نددت بالانتهاكات الجسيمة التي يرتكبها الحوثيون بحق الصحافة والصحفيين.
كما صنفت تلك المنظمات ما تمر به الصحافة اليمنية، الورقية منها والإلكترونية، وحتى تلك المرئية، بأنها أسوأ مرحلة في تاريخ اليمن والمنطقة.
