منذ احتلال الميلشيات الحوثية للعاصمة صنعاء وعشرات المدن اليمنية لم تخف إيران دعمها للتحرك، بل وصفته بالامتداد المنطقي للثورة الخمينية.
ومع انطلاق التحرك العربي لدعم شرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي، وفي ظل الضربات الجوية لقوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، نجحت التحركات الميدانية لقوات المقاومة الشعبية في تحرير الجنوب اليمني بأكمله.
وبالتزامن مع الحديث عن اجتياح بري عربي وشيك، اختفت التصريحات الإيرانية الداعمة للحوثي، بل وانسحبت جاليتها من مقرها بالعاصمة صنعاء، الأمر الذي دفع البعض لطرح تساؤل مفاده: هل تخلت طهران عن الحوثي؟
المراقبون أكدوا أن الاتفاق النووي الإيراني مع المجتمع الغربي مثل فارقا في الملف اليمني، مشيرين إلى أن طهران قللت من دعمها للحوثيين، في ظل إصرار التحالف العربي اجتياح وتحرير العاصمة اليمنية صنعاء.
تكتيك سياسي
الدكتور طارق فهمي أستاذ العلاقات الدولية جامعة القاهرة قال إن غياب إيران عن الساحة اليمنية ألان لا يعد تخليا منهم عن جماعة الحوثي بل تكتيك سياسي مؤقت.
وأضاف لـ "مصر العربية" أن طهران اعتادت استخدام تلك السياسة لتمرير مصالحها الشخصية، فما يحدث محاولة إيرانية لتمرير العاصفة التي يقودها التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية.
وأكد أن انصراف طهران عن المشهد اليمني في الفترة الحالية مجرد مماطلة لحين إنهاء الصيغة النهائية للاتفاق النووي ورفع الحظر الدولي كاملا.
وأشار إلى أن طهران تستغل التطورات الحالية من تجميد المسار السياسي، والتفوق النوعي للميلشيات الحوثية بعد حادثة مآرب والتي قتل خلالها عدد من جنود التحالف العرب، مؤكدا أن إيران لن تتخلى عن الحوثيين، وستستمر في دعمهم سياسيا ولوجستيا.
المصلحة تحكم
ومن جانبه قال الدكتور مختار غباشي المحلل السياسي ونائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية إن هناك إصرار من قبل التحالف العربي لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء باعتبارها بوابة تحرير كامل اليمن، وهو ما أضعف من قوة الحوثيين وداعميها في المنطقة.
وأضاف لـ "مصر العربية" أن إيران تدعم توجه الجماعة الحوثية ضد شرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي من منطلق المصلحة، وبالتي يزيد الدعم أو يقل بحسب الحاجة الإيرانية.
وأكد أن الاتفاق النووي بين إيران و الغرب لعب دورا هاما في ضعف التأييد الإيراني للتحرك الحوثي، والذي أصبح بارزا وبقوة في الفترة الأخيرة، مشيرا إلى أن طهران لم تعد لها مصلحة في الداخل اليمني.
الاتفاق النووي
تمكن الرئيس الأمريكي باراك أوباما من تجاوز عقبة الجمهوريين في مجلس الشيوخ بشأن الاتفاق النووي الإيراني، وهذا بعد أن فشلوا في الحصول على 60 صوتا لأجل تعطيله. وعلق أوباما قائلا: "سنركز الآن على العمل الأساسي الذي يتمثل في تطبيق هذا القرار والتحقق من تنفيذه لمنع ايران من امتلاك سلاح ذري".
وينص هذا الاتفاق الذي أبرم في 14 يوليو الماضي، على تقليص البرنامج النووي الإيراني، مقابل رفع العقوبات الدولية المفروضة على طهران منذ عام 2006.
تحرير صنعاء
بعد واقعة مأرب والتي راح ضحيتها عددا من جنود التحالف العربي في قصف للحوثيين، تحدثت المصادر عن انطلاق عملية تحرير صنعاء في الأيام القليلة القادمة، وهو ما عززه الحشد العسكري الغير مسبوق.
فبعد حادث مأرب توعدت المملكة العربية السعودية والإمارات بالانتقام من جماعة الحوثي والاستمرار في عاصفة الحزم، وأرسلت قطر نحو ألف من جنودها إلى اليمن في أول إعلان عن مشاركة قطرية في الحملة العسكرية.
ومن جانبها أعلنت السودان مع السودان إرسال نحو 6 آلاف من جنود النخبة والصاعقة إلى اليمن، للانضمام إلى "قوات التحالف والمقاومة الشعبية، تمهيداً لمعركة صنعاء.
وقالت مصادر سعودية أن تعزيزات عسكرية ضخمة، من الدول المشاركة بالتحالف العربي الذي تقوده المملكة لمحاربة جماعة الحوثي في اليمن، توجهت إلى محافظتي تعز ومأرب، وسط أنباء عن استعدادات لبدء عملية "اجتياح" صنعاء.
وأكدت المصادر أن قوات التحالف تستعد لما وصفتها بـ"العملية الكبرى باجتياح صنعاء، وسحق قوات المخلوع علي عبد الله صالح والحوثيين، واستعادة شرعية حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي في اليمن، وإسقاط المشروع الفارسي تماماً هناك.
في السياق أعلنت تقارير أن عدد الجنود الخليجيين الذين دخلوا الأراضي اليمنية حتى الآن نحو عشرة آلاف جندي.
ويشن تحالف عربي بقيادة السعودية منذ 26 مارس الماضي حملة غارات جوية على مواقع الحوثيين وحلفائهم في اليمن تهدف إلى منعهم من استكمال سيطرتهم على هذا البلد المجاور للسعودية.