الرئيسية > اخبار وتقارير > جماعة الحوثي وقوات صالح: عام من الجرائم والإنتهاكات والحروب (تقرير مفصل بالأرقام والصور)

جماعة الحوثي وقوات صالح: عام من الجرائم والإنتهاكات والحروب (تقرير مفصل بالأرقام والصور)

جماعة الحوثي وقوات صالح: عام من الجرائم والإنتهاكات والحروب (تقرير مفصل بالأرقام والصور)

لا يمكن للأجيال القادمة إستيعاب أن تظاهرات وإعتصامات الحوثيين المسلحة التي حشدوا لها في محافظات صعدة وعمران وصنعاء في 18 أغسطس 2014 كان من أبرز مطالبها تطبيق "مخرجات مؤتمر الحوار الوطني" ، كما كان يدعي قادتهم حينها.

كانت شوكة الحوثيين قد قويت وبشكل كبير وأرتفع رصيد الحظ لديهم بعد استشهاد قائد اللواء 310 مدرع بعمران "حميد القشيبي " وسقوط اللواء ومن ثم المحافظة بأكملها بيدهم.   مع بداية شهر أغسطس 2014 كانت الجماعة قد أحكمت سيطرتها على محافظة عمران (شمال العاصمة صنعاء) إضافة إلى سيطرتها المسبقة على محافظة صعدة منذ توقف آخر حرب خاضتها مع الحكومة اليمنية "الحرب السادسة".

وتظاهرات أنصار الحوثي وإعتصاماتهم بدأت من بدعوى إسقاط الجرعة التي أقرتها حكومة الوفاق الوطني برئاسة محمد سالم با سندوة من أجل الإصلاحات الإقتصادية ، كما أنها - إي الإعتصامات - كانت تطالب بإسقاط الحكومة بإعتبارها فاسدة.
لم تكن إعتصامات وتظاهرات عادية بل كانت تحشيد لآلاف المسلحين داخل العاصمة ونصب خيام في مداخلها ومحاصرة الوزارات ومؤسسات الدولة،  فيما يبدو أنها كانت الخطوة الأولى من أجل إسقاط العاصمة.


وبينما تستمر جماعة الحوثي في التحشيد كان الشعب بأكمله يرقب ويتمسك بالشرعية، فيما يقوم الرئيس عبدربه منصور هادي بإرسال الوفود للقاء زعيم الجماعة من أجل إخماد ما أوشك على الإنفجار.
وما أن أنتصف شهر سبتمبر 2015 حتى وصلت المفاوضات إلى طريق شبه مسدود بإصرار جماعة الحوثي على مطالبها ورفضها رفع مسلحيها من داخل العاصمة، حينها دعا هادي سكان العاصمة لحماية أنفسهم ووممتلكاتهم. في هذا الوقت أعلنت جماعة الحوثي أن معظم التشكيلات العسكرية حول العاصمة قد انحازت إلى جانب ثورتها ليتضح لاحقا أن هذه المعسكرات كانت منذ البداية تحارب إلى جانب الجماعة ضد ما تبقى من دولة، وستستمر هذه التحالفات حتى النهاية.

سياسيا، تستمر الرئاسة في تنازلاتها بينما يستمر تحالف الحوثي والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح بالتقدم على الأرض وإظهار مزيد من الود في العلاقة السرية اللتي أوشكت على الظهور في العلن. قدم هادي كل التسهيلات والتنازلات، من الإعلان عن تشكيل حكومة جديدة والإذعان لكل المطالب المقدمة من الحوثيين فيما أستمر أنصار الشرعية بالإصطفاف من أجل الثورة السبتمبرية ونفخ الروح فيها في العاصمة والمحافظات.



ومع بلوغ يوم الخميس 18 سبتمبر كانت مليشيات الحوثي قد أحاطت بالعاصمة بقوة الأسلحة الثقيلة والخفيفة بينما تلقت كل التطمينات من الشركاء في الحرس الجمهوري من كل الألوية الموجودة داخل العاصمة عدى مواجهات محدودة في اللواء الرابع في مقر التلفزيون ومواجهات أخرى في مقر المنطقة السادسة (الفرقة الأولى مدرع) والتي تعرضت لقصف من بقية ألوية الحرس الجمهوري في العاصمة.

وفيما كان الجميع يظنها معركة الجمهورية ما بين الجيش الوطني والمليشيات في شمال العاصمة ، تلك الإشتباكات التي أندلعت أيام الجمعة والسبت والأحد، إلا أن كل شيء توقف فجئة وغابت كل الأصوات التي يجب أن تقف أمام زحف المليشيات، ومع غياب شمس يوم الأحد 21 سبتمبر 2014 يكون الرئيس هادي وكل طاقمه وكل مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية بالعاصمة قد أصبحت تحت قبضة مليشيات الحوثي والقوات الموالية لصالح، حيث تم توقيع إتفاق السلم والشراكة، الذي وصفه هادي حينها بالتاريخي ليبدأ شوط جديد يعيد اليمن إلى الوراء عشرات السنين.

 

ما بعد 21 سبتمبر 2014

يتلخص ما حدث في اليمن بعد 21 سبتمبر الأسود بسقوط اليمن في يد المليشيات المسلحة وأدواتها من قوات الحرس الجمهوري والعودة بالجمهورية إلى الوراء.  أما بالنسبة لجماعة الحوثي فمرت بمرحلتين متضادتين، الأولى من سبتمبر 2014 إلى مارس 2015 تتمثل بالصعود والتحكم، والمرحة الثانية ما بعد مارس وحتى الان وتتمثل بالإنهيار والسقوط المدوي للجماعة وأدواتها .

كان بمقدور جماعة الحوثي، وقد تمكنت من السيطرة على كل مفاصل الدولة ، بسيطرتها على العاصمة، أن تكون أكثر رقيا في تحكمها وتصنع لنفسها مستقبلا مشرفا في الوسط اليمني والإقليمي والعالمي. كان بإستطاعتها تشكيل حكومة والتعاون مع الرئيس هادي والسيطرة العسكرية الغير مباشرة على كل الأرض اليمنية وأن تحل محل الدولة بعيدا عن التصرفات الهمجية والغوغائية.

  • اقتحمت مليشيات الحوثي منازل الخصوم ونهبت محتوياتها والتقطت الصور بداخلها

كان يمكن لجماعة الحوثي أن تسلك طريقا وطنيا خالصا وأن تبتعد عن الشبهات وتصنع علاقات طيبة مع الدول المجاورة والإقليمية بدلا من إستفزاز الإقليم بالإستقواء بإيران التي أعلنت بأن صنعاء العاصمة أضحت رابع عاصمة عربية بيد طهران.
كانت الجماعة أمام فرصة تاريخية كبيرة لصناعة المجد وتصحيح الأوضاع في اليمن والإقتراب من المواطن ومعاناته كما كانت شعاراتهم قبل سقوط صنعاء.

كان الصعداوي ومنذ سنوات يحاول أن يشرح لليمانيين ما تقوم به الجماعة من إنتهاكات صارخة في صعدة وكيف أنها تفجر منازل الخصوم وتهجر أهلها وتنشر الرعب في كل مكان وتكمم الأفاواه وتحول المدارس إلى مقار عسكرية وسجون تمتلئ بخيرة شباب محافظة صعدة.
وبالمقابل كان الناشطون الحوثيون يبذلون كل جهد من أجل أن يشرحوا لليمنيين كيف أن صعدة تحت حكم الحوثي قد تحولت إلى قطعة من أوربا، وكيف أن الحريات لا سقف لها وكيف أن المحافظة تعيش نظاما فريدا لا يمكن أن يكون في أي دولة في العالم ، بإختصار قالت لنا أدوات الحوثي الإعلامية أنهم قد اكتشفوا المدينة المثالية في صعدة منذ سيطرة الجماعة عليها.

  • الشهيد صالح البشري توفي بسبب شدة التعذيب في معتقلات الحوثي بصنعاء ، فبراير 2015


لم يستغرق الأمر ساعات منذ إجتياح صنعاء وتوقيع اتفاق السلم والشراكة حتى أسرعت مليشيات الحوثي المسلحة بنقل تجربة المدينة الفاضلة إلى أحياء العاصمة صنعاء ومن بعدها إلى كل منطقة سيعبرونها في كل اليمن.
لم يكن الصعداوي يقوى على تصوير ما يحدث من إنتهاكات فضيعة في صعدة بعد تحكم المليشيات فلا صور ولا مقاطع فيديو أستطاعت أن تتجاوز حدود المحافظة قبل أن تم مصادرتها ، لكن المليشيات أصرت أن يرى كل اليمنيين ما يحدث في صعدة وبكل وسائل الإعلام المتاحة فقامت بنقل تجربتها ونظامها خارج حدود صعدة بكل فخر وعنجهية، وقامت بتوصل الإنتهاكات إلى المنازل.

أقتحمت المليشيات أحياء العاصمة صنعاء وخلعت أقفال المنازل والمحال التجارية ومؤسسات الدولة والمؤسسات الخاصة ونهبت كل ما بين يديها مما أعتبرته غنائم حرب، وانتهكت حرمات المنازل وألتقطت الصور على أسرة غرف نوم الخصوم وتداولتها بنشوة عبر كل وسائل التواصل الإجتماعي.


لقد أطلقت الإشارة على تأسيس النظام الجديد القائم على الهمجية، ولكن الأسوأ لم يبدأ بعد، وستنطلق قطعان المليشيات على ظهر سلاح الدولة الثقيل وتحمل معها الألغام والمتفجرات لتفتتح المدن والقرى والنجوع بعد أن صنعت لنفسها أعداء تسعى لملاحقتهم في كل زاوية في اليمن وهم "الدواعش"، وهو مصطلح يطلقه الحوثيون على كل من يرفض تصرفاتهم ولا يقبل بهم.

وفيما عدى المؤيدين لهم وللرئيس السابق وقوات النظام السابق التي تمدهم بالسلاح والمقاتلين، فقد أصبح الجميع دواعش ويجب التحرك ضدهم وتخليص البلاد منهم.

تحركت آلة الدمار جنوبا وشرقا وغربا تنشر الرعب في بقية المحافظات وتهدم الأجهزة الأمنية وتستبدلها بمسلحي اللجان الشعبية، حيث خضعت كل الدوائر الأمنية في المحافظات التي يتم السيطرة عليها لمندوبي الحوثي، وكذلك الحال مع بقية مؤسسات الدولة الإدارية والخدمية والقضاء.


أصبح الرئيس عبدربه منصور هادي تحت الإقامة الجبرية والذي سيُطلب منه لاحقا الإعلان عن تشكيل حكومة الكفائات الوطنية برئاسة خالد محفوظ بحاح في 7 نوفمبر 2014 . وفيما بدا بحاح العائد من أميريكا متفائلا بنجاح حكومته وانطلاقها نحو المستقبل بالتركيز على ملفي الإقتصاد والأمن، وعد بأن تخضع الحكومة للتقيم بعد 90 يوم .
ولأن هيمنة مليشيات الحوثي وقوات صالح على البلاد تشير إلى فشل أي حكومة مهما كان تنوعها، فلم تستطع حكومة بحاح أن تبلغ ال 90 يوما، حيث قدمت إستقالتها في 21 يناير 2015. وجائت هذه الإستقالة السريعة بحسب ما أفادت رئاسة الحكومة حينها "احتجاجاً على ممارسات الحوثيين وانتهاكهم لسيادة الدولة والمؤسسات الحكومية وبسبب حالة الشلل التي تعاني منها المكاتب الحكومية".


في اليوم التالي قدم الرئيس عبدربه منصور هادي إستقالته إلى مجلس النواب بعد ثلاثة أيام من اندلاع مواجهات بين الحوثيين وقوات صالح الموالية لهم من جهة وحراسة رئاسة الجمهورية من جهة ثانية والتي انتهت ببسط المليشيات سيطرتها على القصر الجمهوري ومحاصرة الرئيس هادي في منزله وكذلك الحال مع رئيس الحكومة وأعضائها الذين لم يتمكنوا من الفرار خارج البلاد.
جائت هذه الخطوة بعد أن أقدم الحوثيون على إختطاف مدير مكتب رئيس الجمهورية ورفضهم لمسودة الدستور التي خرج بها مؤتمر الحوار الوطني وقولهم بأن الدستور غربي.

بهذه الخطوة تدخل البلاد مرحلة جديدة أكثر تعقيدا حيث تسحب البعثات الدبلوماسية موظفيها من العاصمة صنعاء وتعلن دول مجلس التعاون الخليجي لأول مرة أن ما يحدث في اليمن هو إنقلاب على الحكومة الشرعية قبل أن تسحب سفاراتها من العاصمة، حيث أقدمت المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ودول أجنبية وعربية أخرى على سحب سفاراتها من العاصمة في النصف الأول من شهر فبراير 2015.

ما أن جاء شهر فبراير 2015 حتى كان الحوثيون قد وصلوا إلى مشارف محافظة الضالع بعد بسط نفوذهم على كل اراضي المحافظات الشمالية والغربية وتوغلوا شرقا في محافظتي الجوف ومأرب ، بينما يخوض مسلحيهم حروبا شرسة ضد قبائل محافظة البيضاء من أجل السيطرة عليها.


سياسيا، تطلق جماعة الحوثي في السادس من شهر فبراير 2015 اعلانا دستوريا من القصر الجمهوري بصنعاء يشمل حل مجلس النواب وتكوين مجلسا وطنيا بديلا عنه بحيث ينتخب الأخير مجلسا رئاسيا من خمسة أعضاء يختارون رئيسا لهم ليكون رئيس مجلس الرئاسة يخضع لسلطات اللجنة الثورية الحوثية العليا والتي تمتلك ممثلين لها في المحافظات والمديريات.

في هذه الأثناء أعلن محافظ عدن رفضه للإعلان الدستوري كما أعتبرت قيادات جنوبيه أن الإعلان الحوثي يعتبر إستكمالا للإنقلاب وأعلنت رفضها الإنصياع للدولة التي يديرها الحوثي من صنعاء.

شعبيا، بدأ رفض الشارع للحوثيين بالإتساع بعد خروج أولى التظاهرات ضد الحوثيين في منتصف ديسمبر بعد سيطرة المليشيات على العاصمة. وقد أستمرت تلك التظاهرات بالإتساع في كثير من المحافظات ، وعقب إعلان الرئيس هادي تقديم إستقالته في 22 يناير 2015 خرجت الجماهير في العاصمة والمحافظات منددة بالإنقلاب وداعية هادي للعدول عن إستقالته وتحمل المسؤولية.
وفيما أستمرت التظاهرات أستمرت المليشيات بمواجهة هذه التظاهرات بالقمع بكافة أنواع البلطجة والإختطاف والتهديد وفتح مزيد من المعتقلات ومع مرور الأيام أصبحت مباني الرئاسة وأقسام الشرطة ومنازل الخصوم والفنادق والمدارس والجامعات والمصانع معتقلات حوثية.
وكانت أبرز الحركات الطلابية والشعبية التي وقفت بقوة في وجه آلة القمع الحوثي هي حركة رفض الشعبية التي وجدت لها أنصار في كل ربوع الوطن وتعرض القائمون عليها للإعتقال والمضايقات بشكل دائم.

في منتصف فبراير تبنى مجلس الأمن قرار بالإجماع قدمته دولتي بريطانيا والأردن، يدين الإنقلاب الحوثي ويدعوهم لسرعة رفع الإقامة الجبرية عن الرئيس هادي ورئيس الحكومة وبقية الوزراء وقال الأمين العام للأمم المتحده بان كي مون حينها "اليمن ينهار أمام أعيننا". في الأثناء دعت دول الخليج إلى قرار دولي تحت الفصل السابع ضد الإنقلابيين في اليمن. أما إيران فقد ظهرت أخيرا في موقع المدافع عن الإنقلابيين في اليمن وأعلنت استعداها في حل أزمة اليمن فيما أعتبرت ما حدث من إنقلاب انتصارا وامتدادا طبيعيا للثورة الإيرانية ومبادئها حد وصف صحيفة "كيهان" التابعة للمرشد الإيراني.

وبعد شهر من استقالته تمكن الرئيس هادي من الوصول إلى عدن والهروب من الإقامة الجبرية التي فرضها عليه الإنقلابيون حيث وصل إلى قصر معاشيق عدن (القصر الرئاسي) في 21 فبراير 2015 ليعلن تراجعه عن إستقالته وأنه الرئيس الشرعي ويعلن بذلك بطلان الإعلان الدستوري للحوثيين وما يترتب عليه. في هذه الأثناء أعلنت كلا من المملكة العربية السعودية والإمارات والكويت فتح سفاراتها في عدن دعما للشرعية.


  • هادي التقى السفير الأمريكي بعدن بعد تمكنه من الفرار من الإقامة الجبرية بصنعاء

جن جنون الإنقلابيون في صنعاء وأستمروا في تقدمهم بإتجاه الجنوب وهدد بإجتياح عدن إذاما أستمر هادي في ممارسة مهامة ووصفوه بأنه أصبح قائدا لتنظيم القاعدة وأعلنوه مطلوبا للعدالة . في هذه الأثناء وبعد وصول هادي إلى عدن بدأت المملكة العربية السعودية تتتواصل مع قيادات حزبية وقبلية من أجل قلب الطاولة على الإنقلابيين كما بدأت بإرسال أسلحة لقبائل مأرب والجوف من أجل مواجهة الحوثيين.

أستمر تقدم الحوثيين جنوبا وواصلوا تسلم قيادة المعسكرات الموالية لصالح وتمكنوا من إستخدام أسلحة هذه الألوية في تقدمهم وخوض المواجهات في البيضاء ومأرب والإستعداد لإقتحام الجنوب.

استقر الأمر للرئيس هادي في الجنوب مع حصوله على تأييد شعبي واسع في كل اليمن ، وقد بدأ بلملمة القوة العسكرية واللجان الشعبية في المحافظات الجنوبية إستعدادا لمواجهة مرتقبة مع الإنقلابيين، كما أصدر قرار بتعيين قائد جديد للقوات الخاصة بعدن وإقالة عبدالحافظ السقاف الموالي لصالح والذي سيعلن تمرده. 

بعدها يتمكن الجيش الموالي لهادي واللجان الشعبية من السيطرة على المعسكر في 19 مارس كما يتمكنون من السيطرة على مطار عدن، ليقوم الإنقلابيون بعدها بتحريك الطائرات العسكرية نحو عدن ويقومون بقصف القصر الرئاسي بهدف التخلص من الرئيس هادي والذي يتمكن من الهرب إلى المملكة العربية السعودية. ومع إعلان الحوثيون في 21 مارس 2015 للتعبئة العامة لشن حرب في المحافظات الجنوبية وتحريرها مما قالوا عنه "القاعدة والدواعش" ، تدخل البلاد فصلا جديدا لم يكن الإنقلابيون يحتسبون له.

ظن الحوثيون وصالح أنهم يعيشون في كوكب لوحدهم وأن المجتمع الدولي والإقليمي سيبقى في موقف المتفرج لهم فيما يقوميون بإجتياح محافظات الجنوب بمواكب الفاتحين ، يقتلون الرجال والشباب بتهمة القاعدة وداعش ويفجرون المنازل ويستحلون حرمات المدن والقرى الآمنة.

بعد ظهر 25 مارس 2015 أعلن الحوثيون سيطرتهم على محافظات الضالع ولحج وأبين كما سيطروا على قاعدة العند وأعلنوا سيطرتهم على الحوطة والمخا وتعز وأصبحوا على مشارع عدن وفي صبيحة اليوم التالي إلى العصر أظهر إعلامهم صورا ومقاطع فيديو لمسلحيهم على سواحل خليج عدن بعد سيطرتهم على المدينة وظن اليمنيون أن الإنقلاب قد حقق تحركاته وفق ما تم التخطيط له وأن البلاد تتجه إلى مئات من السنين الأخرى بعيدة عن 26 سبتمبر المجيد .
حتى مساء هذا اليوم كان الحوثيون قد بسطوا نفوذهم على كل اليمن بينما بقيت مليشياتهم تخوض حروبا في البيضاء ومأرب ويسعون للسيطرة على شبوة فيما تبقى محافظاتي سقطرة والمهرة نائيتين عن الصراع بينما يسيطر القاعدة لاحقا على حضرموت كبرى المحافظات اليمنية.


في هذه الأثناء أعلن الحوثيون جائزة قدرها 93 الف دولار لمن يلقي القبض على الرئيس هادي والذي سيوجه نداء لقادة المملكة بإنقاذ اليمن من مليشيات الحوثي. وفي مساء يوم 26 مارس 2015 تحديدا في تمام الساعة 12 ليلا بتوقيت صنعاء أعلنت المملكة العربية السعودية إستجابتها لنداء الرئيس هادي وأنها قامت بتشكيل تحالف عربي سيقوم بنفس الليلة بضرب أهداف عسكرية وقواعد جوية في العاصمة صنعاء والمحافظات لتبدأ مرحلة سقوط الحوثيون وقوات صالح وتراجعها.

  •  
    لحظة وصول هادي إلى المملكة بعد فراره من عدن ومنها إلى عمان

 

عاصفة الحزم وإعادة الأمل

شكلت المملكة تحالفا دوليا يضم دول الخليج عدى عمان كما يضم الأردن ومصر والمغرب والسودان وباكستان وبدأت بإستهداف كل معسكرات الحرس الجمهوري وكل مخازن الأسلحة وتحركات مليشيات الحوثي ومقراتهم في عملية عرفت ب "عاصفة الحزم".
وقال سفير المملكة في واشنطن عادل الجبير (وزير الخارجية الحالي) في مؤتمر صحفي عاجل قبيل بدأ القصف الجوي "سنعمل على حشد الدعم لانقاذ اليمن من السيطرة الحوثية". وقبلها بيوم أكدت 5 دول خليجية (ليس بينها عمان) بأن مليشيات الحوثي "أصبحت تشكل تهديداً كبيراً لأمن المنطقة واستقرارها وتهديداً للسلم والأمن الدولي". مؤكدة على وقوفها الى جانب الشعب اليمني "في محاولاته لاسترجاع أمنه واستقراره".

وبدأت العملية بمشاركة 185 طائرة مقاتلة، بينها مائة من السعودية التي حشدت أيضا 150 ألف مقاتل ووحدات بحرية وشاركت الإمارات ب 30 مقاتلة، والكويت بـ15 والبحرين بـ15، بينما شاركت قطر ب10 طائرات، والأردن ب 6 طائرات، وكذلك المغرب ب 6 طائرات، والسودان ب 3 طائرات.
وأكدت مصر والأردن وباكستان والسودان مشاركتها بالعملية البرية ضمن "عاصفة الحزم" إذا تم المرور إلى هذا الخيار، بينما أعلنت الولايات المتحدة عن استعدادها لتقديم دعم لوجستي واستخباراتي للتحرك العسكري الخليجي باليمن.

وقد أستمرت عاصفة الحزم حتى 21 إبريل 2015 حيث أعلنت قوات التحالف إنهاء العملية وبدأ عملية إعادة الأمل والتي لم تفرق كثيرا عن العاصفة وكانت أشد ضراوة على الأهداف الحوثية والقوات الموالية لصالح في كل اليمن. وقد أستهدفت عمليات عاصفة الحزم أهداف عسكرية في كل المحافظات اليمنية عدى محافظات سوقطرى والمهرة والمحويت وريمة لعدم إشتمالهم على قواعد أو ألوية عسكرية أو مليشيات حوثية كما نجت محافظة حضرموت من العمليات الجوية لموالاة المنطقة العسكرية المتواجدة بها لشرعية الرئيس هادي.

وخلال شهر إبريل وتحديدا في 14 ابريل 2015 اصدر مجلس الأمن الدولي بالإجماع القرار 2216 والذي نص على عدة توصيات كان اهمها مطالبة الحوثيين والقوات الموالية لصالح بتسليم أسلحة الدولة للحكومة الشرعية وانسحاب المسلحين من كل الأماكن التي يتواجدون بها.

شنت مقاتلات التحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن آلاف الغارات وأستهدفت مخازن الأسلحة التي تسيطر عليها جماعة الحوثي والقوات الموالية لصالح كما أستهدفت معسكرات تدريب للمليشيات في صعدة وصنعاء ومأرب.
وفيما يبدو وحتى الان فأن التحالف لن يتوقف الا في حالتين ، إما أن يتم التخلص تماما من الأسلحة التي يتحكم بها الإنقلابيون ومن بيهنا صواريخ بالستية وإما أن يقوم الإنقلابيون بالإنصياع للقرار 2216 وفي كلا الحالتين فإن الأمر يتعلق بشكل رئيسي بالأسلحة.
وخلال عمليات التحالف فقد تم الكشف عن امتلاك القوات الموالية لصالح لكميات مهولة من الأسلحة والمخازن التي جعلت المدن اليمنية ومن بينها صنعاء تقبع ما يشبه فوهة البركان.

ومع إقتراب مرور 6 أشهر على عمليات التحالف في اليمن تطورت العمليات إلى إرسال آلاف الجنود من المملكة والإمارات العربي المتحدة والجنود اليمنيين الذين تقوم دول اتحالف بتدريبهم مع مئات الإليات العسكرية والمدرعات إلى محافظة مأرب - شرق العاصمة صنعاء - من أجل معركة تحرير محافظات مأرب والجوف وصعدة والتحرك غربا في إقليم تهامة ، وجنوبا في تعز وإب وذمار والبيضاء والمحافظات الجنوبية ، كل ذلك من أجل أن يؤدي في الأخير لتحرير العاصمة صنعاء أو إستسلام تشكيلات الإنقلابيين فيها.


ظهور المقاومة الشعبية

مع تدخل دول التحالف في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية تطور الرفض الشعبي على الأرض إلى مقاومة شعبية في كل المحافظات الجنوبة التي أجتاحها الحوثيون وفي محافظات تعز وإب والحديدة وذمار والبيضاء ومأرب والجوف وحجة وحتى في عمران وصنعاء التى تخضع كليا لمليشيات الحوثي.

كما عمل التحالف على دعم تشكيلات الجيش الوطني المؤيد للشرعية وتدريب الكثير من منتسبيه وتوجيههم ودعمهم بالأسلحة الحديثة.

دعم التحالف العربي المقاومة الشعبية في الجنوب أو ما بات يعرف لاحقا بالمقاومة الجنوبية وهي اللجان الشعبية التي قاتلت في باديء الأمر في صف الرئيس هادي قبل أن يتمكن من الخروج إلى المملكة. وقد دعم التحالف بقوة جبهات عدن ولحج وأبين وشبوة والضالع سواء بالغارات الجوية التي أرهقت تشكيلات ومليشيات الإنقلابيين في تلك المحافظات أو بالتدخل البري المحدود في عدن أو بإرسال مئات المدرعات وكاسحات الألغام أو بالدعم الذي عقب عمليات التحرير.

وبعد 117 يوم من إطلاق الحوثيون حربهم ضد المحافظات الجنوبية التي تمسكت بالشرعية وإحتلالهم لها، تمكنت المقاومة الجنوبية والجيش الوطني بدعم قوات التحالف العربي من تحرير مدينة عدن وإعلان نجاح العملية في صباح عيد الفطر المبارك في 16-7-2015 . تلى ذلك تصفية جيوب المليشيات في محافظات لحج وأبين والضالع بعد السيطرة على قاعدة العند في 4 اغسطس 2015 كما أعلنت المليشيات في وقت لاحق إنسحابها من محافظة شبوة بإتجاه البيضاء.

وفيما تحررت محافظات جنوب الوطن من مليشيات الحوثي وهيمنة قوات صالح في العملية التي عرفت لاحقا بإسم "السهم الذهبي" ظلت المقاومة الشعبية في محافظات الشمال وأبرزها تعز والبيضاء وإب والحديدة وحجة وذمار حتى الان "سبتمبر 2015" تقاتل المليشيات في إنتظار وصول السهم الذهبي والدعم الجاد من قوات التحالف والجيش الوطني،  خصوصا أن محافظات مثل تعز وإب والبيضاء تمتلك حدودا مع المحافظات الجنوبية المحررة، ومع ذلك ما زالت المقاومة في تلك المحافظات تعاني قصور كبير في إمتلاك الأسلحة النوعية كما تعاني من حصار مطبق منذ عدة شهور.


انتهاكات الحوثيين وقوات صالح

لم يترك الحوثيون منذ العام الماضي أي إنتهاك يخطر ببالهم دون أن يرتكبوه بحق المدنيين في اليمن سواء كانوا من الخصوم أو غيرهم من المدنيين. فتنوعت إنتهاكاتهم ما بين القتل والإختطاف وتفجير المنازل والتهجير وتكميم الأفواه وترويع الأمنين وإقتحام المنازل والسيطرة على المنابر الدينية بقوة السلاح ومصادرة الصحف والسيطرة على مقرات القنوات والإذاعات المحلية وتدميرها وحجب المواقع الأخبارية وإعتقال قادة سياسيين وعسكريين والإخفاء القسري وعدد لا يحصى من الإنتهاكات .


  • فخخت مليشيات الحوثي جثة الطفل أسامة بدير في مدينة يريم - إب ، أكتوبر 2014

وفي ال100 يوم الأولى لسيطرتهم على العاصمة كشف تقرير أعده "مندب برس" أن 89% من أنشطة الحوثيين في اليمن كانت كلها أنتهاكات فيما كانت إنجازات اللجان الشعبية الحوثية خلال تلك الفترة 0.25% . كما كشف تقرير أعدته الحركة الشبابية "نضال" في تلك الفترة أن الحوثيون أختطفوا 1788 مدنيا وعسكريا خلال ال100 يوم الأولى من سيطرتهم.

ونشرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تقرير لها حول الصراع في اليمن بينت فيه أن الصراع الذي أندلع بعد سيطرة الحوثيون وقوات صالح في اليمن قد أدى بمئات الآلاف إلى ترك منازلهم. وبحسب أرقام المفوضية والحكومة السعودية فإن أكثر من 100 ألف يمني قد فروا خارج البلاد فيما نزح قرابة المليون والنصف داخل البلاد.

وبحسب تقارير العديد من المنظمات الحقوقية فأن الآلاف من الأشخاص قد تعرضوا للإختطاف والإعتقال من قبل مليشيات الحوثي في مختلف المحافظات اليمنية حيث حازت امانة العاصمة والمحافظات التي تسيطر عليها مليشيات الحوثي النصيب الأكبر.

وفي بداية سبتمبر 2015 قال المحامي والناشط الحقوقي عبد الرحمن برمان، "إن التقديرات تقول إن هناك من 5000 إلى 6000 مختطف ومعتقل في سجون الحوثي.
وتضم قائمة المختطفين في جملتها طلبة ودكاترة وأكاديميين وصحفيين وناشطين شبابين وحقوقيين. وتتتعامل المليشيات مع المختطفين بهمجية وعدم مراعاة لحقوقهم المدنية كما يتعرض الكثير منهم للتعذيب وتلفيق التهم كما تم وضع الكثير منهم في المناطق المستهدفة بالقصف مما عرض حياتهم لخطر الموت والتصفية.
وقد أختطفت المليشيات المئات من المدنيين بتهمة الإشتباه أو على خلفية توجهاتهم الحزبية أو بسبب منشوراتهم على وسائل التواصل الإجتماعي. كما أختطفت العديد من قادة العمل الإجتماعي والتطوعي.

ومن أبشع الجرائم التي أرتكبتها مليشيات الحوثي أيضا هي تفجير منازل الخصوم. ولا توجد حتى الان أحصائية رسمية أو أحصائية دقيقة عن عدد المنازل التي تفوق المئات والتي فجرتها مليشيات الحوثي في طريقها أثناء إجتياح المدن والقرى اليمنية. وفي الشهر الماضي "أغسطس"تعهدت المليشيات على لسان أحد قادتها لـ"مسقط" بعدم تفجير منازل الخصوم مستقبلا. وتتركز أكثر المنازل التي تم تفجيرها في منطقة أرحب شمال العاصمة صنعاء ورداع في محافظة البيضاء ومديريات محافظة إب حيث مارست فيها مليشيات الحوثي أبشع الجرائم بتهجير السكان من منازلهم وتفجيرها كما قاموا بتفجير عشرات المساجد ودور القرآن والمدارس والعديد من المؤسسات الخاصة.


  • طفل يقف بحسرة وحزن على أنقاض منزله الذي فجره الحوثيون في أرحب ، يناير 2015

وتأتي عملية زراعة الألغام في المناطق التي يغاردها الحوثيون من أبشع الجرائم التي ارتكبتها المليشيات بحق المدنيين في محافظات الجنوب وتعز والبيضاء وغيرها من المناطق. ويكفي أن نذكر أن الألغام التي زرعتها مليشيات الحوثي في أبين قد قتلت 132 شخصا خلال 24 ساعة بحسب إحصائية غير رسمية ، بعد مغادرة المليشيات المحافظة وعودة السكان الذين تفاجأوا بتفخيخ الطرقات والأماكن العامة والمنشئات الحكومية.

وفي 27 اغسطس الماضي أشارت لجنة الإغاثة والمتابعة لضحايا الحرب، وهى لجنة حكومية يمنية أن الألغام الحوثية حصدتفي عدن والضالع وأبين ولحج ما لا يقل عن 100 قتيل، و225 جريحا خلال شهر يوليو/تموز الماضي فقط.



تفخخ المليشيات كل المناطق التي تجبر على تركها بمئات الألغام


كما أرتكب الحوثيون والقوات الوالية لصالح جرائم حرب في قصفهم بالأسلحة الثقيلة للأحياء السكنية الآهلة بالسكان في كلا من محافظات عدن وتعز والضالع ولحج ومأرب ومناطق الزرانيق في الحديدة وقرى مديريات إب التي دخلت خط المقاومة وقرى جبل صبر في تعز وقرى محافظة البيضاء وقرى مديرية أرحب في محافظة صنعاء. كما تعرض المليشيات وقوات صالح المدنيين لخطر قصف طائرات التحالف العربي بتواجدها في وسط الأحياء السكنية وتمركز مسلحيها وتكديس الأسلحة في المنشئات الحكومية والخاصة.


تعاني مدينة تعز لأكثر من 6 أشهر من قصف الأسلحة الثقيلة

ومن الجرائم والإنتهاكات التي أرتكبتها مليشيات الحوثي والقوات الموالية لصالح خلال العام الأسود هو ما سببته تحركاتهم من حصار دولي على البلاد وما يقومون به من خنق للمواطنين بإخفائهم المشتقات النفطية وبيعاها في السوق السوداء في المحافظات التي يتحكمون بها. كما يقومون بالتحكم ببيع الغاز المنزلي وتعمد إخفائه من أجل رفع سعره وكذلك الحال مع المواد الغذائية. كما تسبب الحروب التي تسببوا بها في إنقطاع الكهرباء بشكل كامل على العديد من المحافظات اليمنية منذ أكثر من 6 أشهر. كما تسببت هذه الفوضى في نقص حاد في المواد الطبية وإغلاق العديد من المستشفيات في تعز وعدن وصنعاء. مما أدى غلى إنتشار الكثير من الأوبئة والأمراض على رأسها حمى الضنك التي فتكت وتفتك بحياة الآلاف في محافظات مثل تعز وعدن.

كما قامت هذه المليشيات بسرقة المساعدات الإنسانية المقدمة من المنظمات الدولية وبيعاها في الأسواق ومنع وصول الكثير منها إلى مستحقيها.


وقد ساقت الإزمة والحروب ، التي أفتعلتها وتسببت بها قوات صالح ومليشيات الحوثي ، البلد بشكل عام إلى حافة الهاوية حيث قال صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) في الـ 11 من شهر يونيو أن 80 في المئة من سكان اليمن أي أكثر من 20 مليون شخص يحتاجون إلى مساعدات إنسانية بشكل ما بعد أن أدت حملة ضربات جوية وحرب أهلية إلى تفاقم الوضع في هذا البلد الفقير.

كما أفاد تقرير آخر لليونيسيف بعنوان "اليمن: طفولة مهددة" بأن 398 طفلا قتلوا، وأصيب 600 آخرون منذ تصاعد العنف في اليمن حتى أغسطس الماضي. كما أشار التقرير أن حوالي 10 ملايين طفل في مختلف أنحاء البلاد يحتاجون بشكل ملح للمساعدات الإنسانية - حيث أن 80% من سكان البلاد هم دون سن الـ 18. وأُجبر 1.3 مليون شخص على النزوح من ديارهم. وقال التقرير بأن هناك 15.2 مليون شخص غير قادرين على الوصول إلى الرعاية الصحية الأساسية، حيث تم إغلاق 900 مرفق صحي منذ 26 آذار. واضاف يُحتمل أن يصل عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية في نهاية العام إلى 1.8 مليون طفل.


كما تسببت هذه الأزمة بهجرة جماعة خلال العام المنصرم للإستثمارات الكبيرة والمتوسطة وخسارة أصحاب المشاريع الصغيرة لمشاريعهم في كثير من المحافظات وإنزلاق البلاد إلى إنهيار إقتصادي مريع. كما قامت المليشيات بإرتكاب إستفزازاتهم المستمرة ضد ما تبقى من التجار والمستثمرين وإرغامهم على دفع جزء من أرباحهم للجان الثورية في المحافظات من أجل دعم ما يسمى بالمجود الحربي.


ماذا بعد

بعد عام من القتل والإنتهاكات والجرائم والحروب التي أرتكبتها مليشيات الحوثي وقوات صالح أصبح اليمنيون على قناعة تامة أن الإنقلابيين هم السبب الرئيس في مأساة البلاد بأكملها وأصبح التوجه العام هو بالدفع نحو إنهاء هذا الإنقلاب والخروج بالبلد إلى بر الأمان. فإيران التي وعد الحوثيون بأنها ستدعم دولتهم إقتصاديا قد تخلت عنهم بمغادرة سفيرها صنعاء بعد إستعدادات كبيرة للتحالف العربي والمقاومة الشعبية والجيش الوطني لتطهير صنعاء والقضاء تماما على الإنقلاب.

كما أثبتت المليشيات الحوثية بأن وجودها على رأس السلطة لن يجلب إلا المزيد من الكوارث للبلاد. فيما اثبتت القوات العسكرية الموالية لصالح أنها لم تكن سواء مليشيات مسلحة تعمل من أجل حماية مصالح الزعيم الذي أثبت بشكل عملي أنه لم يعمل يوما من أجل مصلحة مواطنيه طيلة ال33 سنة التي حكم فيها اليمن. وأكدت الأحداث التوالية أن كل ما أنجزه صالح هو تكديس الأسلحة وتفخيخ المدن بها في الوقت الذي لم يجد في بلده مستشفى يستقبله بعد تعرضه لمحاولة إغتيال في العام 2011. كما قام بتسليم كل المنجزات والمنشئات المدنية ، التي تفاخر يوما ببنائها ، لمليشيات الحوثي والتي بدورها حولتها لمواقع عسكرية تم إستهدافها وتدميها.
كما أثبتت أحداث العام المنصرم أن دول الخليج وعلى رأسها المملكة العربية السعودية لن تتخلى عن اليمن ولولم يكن ذلك إلا حماية لأمنها الإستراتيجي. وسيشكر لها اليمانيون موقفها في إستعادة الدولة التي إختطفها الإنقلابيون ووقوفها إلى جانب الشعب اليمني وتصحيح أوضاع أكثر من نصف مليون يمني في المملكة يعيلون الملايين في الداخل.

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
شريط الأخبار